إيران.. الأزمات مستمرة
رغم تنوعها وتعدد وجوهها لا تخرج الأحاديث التي تصدر من قبل المسؤولين الإيرانيين بين الحين والآخر حول الأزمات التي تعيشها المنطقة عن دائرة التناقض والعبث السياسي الذي تعيشه طهران منذ تحولها على يد الخميني إلى منصة لإثارة القلاقل في المنطقة.
هذه المنطقة المظلمة التي تراوح فيها إيران على مدار عقود ولا يبدو أنها ترغب في المستقبل المنظور في الخروج منها لم تؤثر فقط على علاقاتها بجيرانها، بل أكسبتها صفة العدوانية على كل قيم التسامح والسلام على الصعيد الدولي، فلا تكاد توجد بؤرة توتر في العالم إلا ويوجد لطهران ذراع فيها أو تأييد لطرف معتدٍ ساهم في إذكاء نيرانها.
في هذا السياق، يمكن قراءة حديث وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف عن ضرورة إنهاء الفاجعة الإنسانية والوصول الى حلول سياسية في اليمن، وكذلك تصريحات مساعده حسين جابري أنصاري عن دعم طهران لجهود الأمم المتحدة للحل السياسي للأزمة في إطار المبادئ والأطر الأساسية، وهي شعارات اعتادت المؤسسة الحاكمة في طهران على إطلاقها في سلسلة محاولاتها اليائسة للخروج من دائرة المسؤولية المباشرة عن ما آلت إليه الأوضاع في اليمن.
مَن عطل الحلول السياسية في اليمن سوى إيران وأذنابها في اليمن؟.. ومن دعم طرف العدوان الحوثي المدعوم بمرتزقة المخلوع علي عبدالله صالح الذي حوّل اليمن السعيد إلى حديقة موت؟ مجرد أمثلة على أسئلة كثيرة في الشأن اليمني فقط لن يجيب عليها ظريف ولا أي موظف في بلاط الولي الفقيه.
كثيرة هي ملامح الشر الإيرانية التي يحاول صناع القرار فيها تغطيتها بشعارات يدرك حتى من كتبها أنها جوفاء لا تخرج عن إطار النفاق السياسي، وهنا يمتد الحديث ليشمل الدعم المتواصل لمشروع القتل والدمار في سورية وأذرع إرهابية متعددة في معظم دول المنطقة تحقيقاً لمشروع الولي الفقيه الهادف إلى تدمير المنطقة، وإنهاكها سياسياً واقتصادياً، وجعل معظم عواصمها محميات إيرانية، ومراكز انطلاق لمجموعات التخريب نحو حدود أكثر اتساعاً لإحياء إمبراطورية فارسية مغلفة بغطاء مذهبي.
هذه هي إيران وهذه هي حقيقة مشروعها في المنطقة فوقف الدعم السياسي والعسكري للانقلابين في اليمن خطوة أولى وأساس لأي حل سياسي هناك، وكذلك الحال بالنسبة لسورية، وهناك قائمة طويلة من المجموعات الإرهابية التي يجب أن تعي إيران أن استمرار دعمها وتحريكها يمثل جداراً يحول بينها وبين ثقة العالم في نواياها وسلوكها.
الشعارات الإيرانية لم تعد مجدية فالعالم يدرك زيفها، وعلى طهران البحث عن وسائل أكثر واقعية للخروج من أزمتها مع المجتمع الدولي، فخلط الأوراق وسياسية فرض الأمر الواقع لا يمكن قبولها في عصر التحالفات الكبرى ضد الإرهاب ومصادره، وهذه الحقيقة الأهم التي يقفز فوقها المسؤولون الإيرانيون وبالتالي ستبقى طهران خارج المنظومة الدولية وستبقى رايتها مجرد حربة ملطخة بالدماء في جسد الشعوب التي وقعت ضحية مؤامراتها.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها