ماذا وراء التحرك الدولي المطالب بفتح مطار صنعاء(تقرير)
يحشد المجتمع الدولي أجندته لإنقاذ المليشيا الانقلابية في اليمن، في اطار الدعم الانساني والاغاثي، من خلال متابعته الحثيثة على فتح مطار صنعاء الدولي اخاضع لسيطرة المليشيا.
ويأتي التحرك الدولي في الوقت الذي تعاني منه المليشيا وضعا مرتبكا في صفوف مقاتليها بمختلف الجبهات، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني من الحاق الهزائم بصفوف المليشيا في جبهات تعز ونهم شرق العاصمة صنعاء ومأرب وايضا في مختلف جبهات الساحل الغربي لليمن في ميدي والمخا.
وبحسب مسند للأنباء الذي رصد تصريحات مسؤولي الأمم المتحدة والسفراء الدبلوماسيين المطالبة بفتح مطار صنعاء الدولي.
انقاذ للانقلابيين
حيث يرى مراقبون أن التحرك الدولي بالضغط على دول التحالف العربي والحكومة الشرعية بفتح مطار صنعاء في الوقت الراهن ليس إلا انقاذ للمليشيا وإرسال الدعم لها.
التحركات الدولية
دعا المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، إلى إعادة فتح مطار صنعاء الدولي المغلق منذ أكثر من عام، حيث وقال ولد الشيخ "أكرر النداء العاجل لضرورة إعادة فتح مطار صنعاء الدولي بأسرع وقت"، مضيفا: أن فتح المطار "خطوة أساسية للتخفيف من معاناة اليمنيين وتأمين المساعدات الإنسانية لهم".
وتأتي مطالبة المبعوث الأممي في الوقت الذي تجري فيه جولة مباحثات لإحياء عملية السلام في اليمن، التقى خلالها بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ومسؤولين آخرين.
وفرض التحالف العربي في أغسطس / آب 2016 حظرا على الرحلات من وإلى مطار صنعاء، بحجة العمليات العسكرية القريبة منه، قبل أن يستثني بعد ذلك الرحلات الأممية التي تحمل مواد إغاثية.
ويبعد مطار صنعاء نحو 55 كيلومترا عن أقرب نقطة معارك بين القوات الحكومية والحوثيين في بلدة "نهم" شرقي العاصمة.
ويستخدم اليمنيون للسفر إلى الخارج مطاري "عدن" (جنوب) وسيئون (شرق)، إضافة إلى منفذين بريين مع السعودية وسلطنة عمان.
سفير بريطانيا
طالب السفير البريطاني لدى اليمن سيمون شيركليف بإعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الإنسانية والتجارية.وقال "إن هناك حاجة شديدة للاستجابة لأزمة اليمن، ومطار صنعاء مهم جدا للرحلات الإنسانية والتجارية".
وأضاف شيركليف أن نحو عشرة الاف يمني يموتون بسبب حالات صحية يمكن تجنبها بالسفر إلى الخارج، وذلك منذ إغلاق مطار صنعاء قبل عام، مشيراً إلى أن برنامج المساعدات البريطانية هو ثاني أكبر مساهم في مناشدات الأمم المتحدة لأجل اليمن مؤكداً على ضرورة زيادة حجم الاستجابة.
مسؤول أممي
وقال منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماك غولدريك التحالف العربي إن عاما كاملا من المعاناة مر على الشعب اليمني منذ إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات.
وطالب المسؤول الاممي بفتح مطار صنعاء وإنهاء حصار الشعب اليمني، كما دعت 15 منظمة إغاثة أمس الأربعاء أطراف الصراع اليمني لإعادة فتح المطار، قائلة إن إغلاقه منذ عام عطل وصول المساعدات ومنع آلاف المرضى من السفر للخارج لتلقي علاج قد ينقذ حياتهم.
يشار إلى أن مطار صنعاء يسمح لعدد قليل من طائرات الأمم المتحدة باستخدامه، ويقول التحالف إن إغلاق مطار صنعاء ضروري لمنع تهريب الحوثيين وقوات صالح الأسلحة.
منظمات إغاثية
وذكر بيان وقعت عليه المنظمات -ومنها لجنة الإغاثة الدولية ومجلس اللاجئين النرويجي- أن الإغلاق الرسمي لمطار صنعاء لمدة عام يحاصر فعليا ملايين اليمنيين ويمنع حرية حركة السلع التجارية والإنسانية.
ونقل البيان عن الأمم المتحدة تقديرات بأن سبعة آلاف يمني كانوا يخرجون من البلاد عن طريق صنعاء سنويا للعلاج قبل الصراع، وأشار إلى إن عدد من يحتاجون لرعاية صحية لإنقاذ حياتهم الآن بلغ نحو عشرين ألف يمني على مدى العامين الماضيين بسبب العنف.
وذكرت المنظمات الإغاثية أن اليمنيين الذين ينتظرون علاجا في الخارج من حالات حرجة يتعين عليهم الآن إيجاد مسارات بديلة لمغادرة البلاد، وتشمل التنقل بسيارة لمدد بين عشر ساعات وعشرين ساعة إلى مطارات أخرى عبر مناطق يحتدم فيها القتال.
وقال المجلس النرويجي للاجئين إن آلاف اليمنيين توفوا بسبب عدم تمكنهم من السفر للحصول على الرعاية الطبية المتخصصة إثر تعطيل المجال الجوي اليمني من قبل التحالف العربي، وبالتالي إغلاق مطار صنعاء، وقال إن عدد هؤلاء فاق قتلى الضربات الجوية.
وذكر المجلس أن بيانات وزارة الصحة في صنعاء أفادت بوفاة عشرة آلاف يمني بسبب الظروف الصحية، إذ كانوا يسعون للحصول على العلاج في الخارج، وأوضح أن هذا العدد يتجاوز عدد القتلى بفعل الهجمات الذي يقارب تسعة آلاف شخص، وفق تعبير المجلس.
موقف التحالف
دعا تحالف دعم الشرعية في اليمنالأمم المتحدة لإدارة مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية. وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف "سخرنا كافة الإمكانات لوصول رحلات الإغاثة للمطارات اليمنية". مشيرا إلى أنه تم إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات الجوية بسبب ممارسات ميليشيات الحوثي.
الأمم المتحدة.. تهرب من المسؤولية
وفي سياق ذلك أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، عن اخلاء مسؤوليتها تجاه مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة مليشيات الحوثي وصالح الإنقلابية.
وقالت الأمم المتحدة "إنها لا تتحمل مسؤولية إدارة وفتح مطار صنعاء، وحملت أطراف النزاع في اليمن المسؤولية".، في موقف اعتبره مراقبون أنه تهرب من المسؤولية، لما يشير أن المليشيا قد تستخدم المطار في الاغراض العسكرية وتهريب الأسلحة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها