تاكسي الدراجات في اليمن
من يزور مدن صنعاء والحديدة وذمار في اليمن سرعان ما يلاحظ الانتشار الكثيف للدراجات النارية في شوارعها. هي وسيلة نقل بالأجرة يستخدمها الفقراء
في ظل انعدام فرص العمل وانقطاع الرواتب في مدن اليمن، يمتهن كثير من الفقراء توصيل الركاب على دراجاتهم النارية لكسب الرزق، لكنّها مهنة محفوفة بالإصابات الخطيرة أو حتى الموت. يعود انتشار الدراجات إلى قدرة الركاب على دفع أجرة نقلها بدلاً من سيارات التاكسي التي تطلب أجرة مرتفعة بسبب ارتفاع سعر الوقود، وكذلك إلى القدرة على الوصول بسرعة إلى المكان المطلوب، مع تخطي صفوف السيارات المزدحمة، حتى لو أدى الأمر إلى استخدام سائق الدراجة رصيف المشاة.
يقول سائق الدراجة علي لطف إنّ أفواجاً كبيرة من المنافسين الجدد دخلوا مهنته الخطرة مؤخراً، ما أفقده وزملاءه قيمة الدخل الجيد. يعلق: "وصل إلى صنعاء عشرات الآلاف من النازحين من مختلف المحافظات، وكثير منهم عملوا في مجالنا، وهم يقبلون بتوصيل الركاب بأقل الأسعار، وهذا الأمر يضعنا في حرج مع أسرنا، إذ انخفض دخلنا بسبب منافستهم القوية".
إلى ذلك، يجد سعد الضحياني، من نازحي محافظة صعدة (شمال) في صنعاء، صعوبة في عمله على الدراجة النارية، يقول: "يطلب مني بعض الركاب توصيلهم إلى مناطق لا أعرفها، وأطلب منهم مبالغ منخفضة بسبب جهلي بالمسافة البعيدة للرحلة.
لا أصرح لهم بجهلي لأنّهم سيرفضون الصعود معي، لكنني في وسط الطريق أصارحهم بالحقيقة وأطلب منهم توجيهي".
يشير إلى أنّه يخسر في كثير من الرحلات بسبب ذلك، لكنّه يقول إنّه يتعلم من أخطائه حين يتعرف على المناطق المختلفة.
وكان تقرير رسمي قد أكد وفاة 19 شخصاً من مستخدمي الدراجات النارية وإصابة 74 آخرين في 69 حادث سير وقعت في عدد من محافظات الجمهورية، خلال شهر مايو/أيار الماضي فقط.
من جهتها، استخدمت جماعات مسلحة الدراجات النارية لاغتيال عشرات من الضباط العسكريين أو الشخصيات الحكومية الرفيعة في عدد من المدن اليمنية، بسبب قدرتها العالية على الفرار وعدم معرفة ملكيتها.
حول إجراءات السلامة، يؤكد شرطي المرور أحمد الحمادي لـ"العربي الجديد" أنّ ضوابط السلامة تكاد تكون معدومة، بسبب جهل سائقي الدراجات بها. يضيف: "ملاّك الدراجات يعتمرون خوذات عمال البناء أثناء عملهم، وهي خوذات عير ملائمة لهم ولا توفر لهم أدنى معايير السلامة، لكنّ فقرهم يجعلهم يضعونها".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها