حوار أكاديمي جنوبي جنوبي (قحطان): لابد من استعادة الدولة..(العودي): لم يمدح التاريخ يوما حركة قسمت الوطن !!

قحطان: العشرين السنة الماضية اعطتنا الدرس الكافي، و تعمير جزء من البيت سيسهل استكمال الجزء الاخر
العودي: الذين يناضلون من اجل سعادة اليمنيين جميعا احسن في نطر التاريخ ممن يناضلون من اجل سعادة الجنوب فقط
قحطان : دعنا نلح على اهمية استعادة الدولة اولا وهذا هو واجبنا الاساسي.
العودي: الحراك لا يسعى الى الانفصال وانما لتمزيق النسيج الاجتماعي ويهاجم مقرات الاخوان والسلف تمهيدا للمنهج الاثناعشري الايراني
قحطان: الجنوب في الوقت الحاضر على الاقل مؤهل لاستعادة الدولة لانه جربها وانتجها
العودي: لم يمدح التاريخ يوما حركة قسمت الوطن ولم يذكر مبررات الظلم الواقع عليها والوحدة حدث على مستوى التاريخ.
دار حوار بين أثنين من الأكاديمين المنتمين لمحافظة الضالع، الأول هو الدكتور عبدالكريم قحطان من الشعيب أول عميد لكلية التربية بالضالع وهو حاليا في كوريا محاضرا في إحدى جامعاتها، والثاني هو الدكتو ر محمد مسعد العودي الأديب والناقد وهو محاضر كلية التربية الضالع وهو من مديرية الحصين..
حوار هادئ وعميق ننقله كما هو فإلى التفاصيل:
د.عبد الكريم قحطان :من يحب الوحدة فليبارك الانفصال
الذين أحبوا الوحدة بصدق هم المحرومون من ثمارها المرتجاة. لم يستفد من الوحدة سوى اللصوص الذين أحالوها مغنمة وفيد .
الذين يطالبون اليوم بالانفصال هم الذين حرصوا على مفهوم الوحدة وقدموا من أجلها جل ما يملكون من مكتسبات بنوها بعرقهم وأرض حرصوا على جعلها ملكا للجميع ومنشآت توفر العيش قدر ما كانت مدرسة تربي المنتسبين إليها بأخلاق حب العمل وتجسيد المواطنة المتساوية وإلى ذلك كله قدموا كفاءاتهم وخبرتهم المؤكدة في بناء الدولة وإدارة التنمية .
الانفصاليون هم شعب كانت له دولة وكان له حلم جليل في الوحدة وما كان يتصور أنه يقدم نفسه فريسة للمتخلفين أشباه البهائم الذين لا يفهمون من معنى الحياة سوى الأكل والبعال.
الانفصاليون كانوا يحلمون ببناء يمن قوي مزدهر يستثمر كفاءاتهم وما قدموه من أرض مشاعة ومنشآت عامرة وخبرة لكنهم خذلوا وهانوا فنهبت أملاكهم وهدمت دولتهم وضاعت حقوقهم وشو...
د- محمد مسعد العودي : الوسائل المستخدمة اليوم لا تؤدي الى ذلك الحلم الجميل.. بل ستؤدي الى مزيد من شرذمة الوطن.. والحراك الذي يبيح دماء الناس ويحرقهم احياءً، ويجبرنا على البقاء في المنازل.. ليس له ان يقيم دولة، بل هو اكثر قمعا من السلطة التي على الاقل لم تكمم الافواه كما يفعلون.
د عبد الكريم قحطان :نحن أمام أهون الشرين ، يا صديقي.
د- محمد مسعد العودي كنا نخاف على اليمن من الانفصال فأصبحنا نخاف على الجنوب من التشظي.. الامور ساءت جدا ولم تعد كما كنت في اليمن.. اقسم لك اننا ننام والبندقية على اكتافنا لانهم يهددونا بسبب مواقفنا من الثورة الشبابية المباركة.. فنحن في نظرهم مليشيات حميد الاحمر التي لا وجود لها.. انما هي شماعة لقتلنا.. وقد اصبحت مليشيات حميد تهمة من لا تهمة له.. بالامس احرقوا سيارة منيكا لانسان شعيبي بسبب انه حضر فعالية الثورة.. والليلة البارحة رمى احدهم قنبلة في الشعيب على بيت يحيى صالح وذنبه انه اصلاحي.. ان الحراك اليوم لا يسعى الى الانفصال وانما يسعى الى تمزيق النسيج الاجتماعي في الجنوب.. ويهاجم مقرات الاخوان والسلف تمهيدا للدعوة للمنهج الاثناعشري الايراني وهناك من يدعو اليه في الجنوب.. بل وفي الضالع.. فالمسألة ليست دعوة فكرية وانما ارهاب وتهديد وقتل.. ثق استاذي بما اقول والايام تجري بسرعة ليتضح لك صدقي من كذبي.
د عبد الكريم قحطان : ربنا يستر انا لا احسب لهذا المستوى من التعامل بقدر ما احسب لحراك سلمي مدني والا فهي الكارثة.
د- محمد مسعد العودي: اضيف لك استاذي ان الصراع بين الطغمة والزمرة طغى على السطح بشكل جلي فهناك الزمرة يقودها ناصر والحسني ومحمد علي احمد .. والطغمة يقودها البيض والصرع اصبح مناطقيا الضالع وحضرموت طرف.. وابين وشبوة طرف وهناك من يتارجح بين هذا وذاك ولعلك تابعت مؤتمر جدة للداعين بانفصال حضرموت وشبوة والمهرة والسعودية تجمع اليوم هؤلاء: الكثيري والقعيطي وسلطان ميفعة وظهر المؤتمر وتصريحاتهم في الفضائيات ومن ضمن ما قالوه: ان اغبياء حضرموت من القوميين ادخلوا حضرموت ضمن جمهورية اليمن وهي ليست كذلك بل ان حضرموت احقافية وليست يمنية لهذا تجد الحضارم يصرون على مسمى الجنوب العربي وانت تعرف ان حضرموت لم تكن ضمن الجنوب العربي يوما ..لهذا ارجو ان لا تتسرع في تسجيل موقف وانت مفكر كبير يحسب عليك تاريخيا.
د عبد الكريم قحطان : المستقبل مليء بالالغام ولكن دعنا نتجنب نكاية الجرح ونحرض على اساس اننا دعاة دولة مدنية سلبت وحق مدني يجب ان يستعاد . لعل ذلك يلهم الغافلين الى طبيعة ما يحق من القول وما لايحق ونجنب بقدر المستطاع التراجع الى منابع الكارثة.
حينما نحرص على حقنا في استعادة الدولة انما نحرص على حق شعب ووطن بما فيها الوحدة نفسها لان من يفكر بعقل الدولة انما يفكر بكل ما يجسد الوحدة الوطنية
د- محمد مسعد العودي : صدقت.
د عبد الكريم قحطان : دعنا نلح على اهمية استعادة الدولة اولا وهذا هو واجبنا الاساسي.
د- محمد مسعد العودي : ولكن علينا ان ندرك ان الذين يناضلون من اجل سعادة اليمنيين جميعا احسن في نطر التاريخ ممن يناضلون من اجل سعادة الجنوب فقط وهي حق من حقوقهم ولكن التاريخ له نظرة انت تعلمها وما نحن الا كائنات تاريخية كما علمتنا المركسية ذلك.
د عبد الكريم قحطان : الجنوب في الوقت الحاضر على الاقل مؤهل لاستعادة الدولة لانه جربها وانتجها وهذا عكس الشمال الذي هي غريبة عنه اصلا.
د- محمد مسعد العودي: لا اختلف معك لكني لا استطيع ان اكون في جفاء مع التاريخ.
د عبد الكريم قحطان : والعشرين السنة الماضية اعطتنا الدرس الكافي
صدقني اذا استطعت ان تعمر جزء من البيت بشكله الصحيح فسيسهل عليك استكمال الجزء الاخر،وهذا افضل من ان تدع الامر كله للمجازفة.
د- محمد مسعد العودي : انا شرحت لك مخاوفي بالسند وعلينا ان لانفكر في الامور فحسب بل في مالاتها ومالاتها لا تبشر بمستقبل مشرق وعلينا ان لا نتسرع باتخاذ مواقف تشوه تاريخنا.
د عبد الكريم قحطان : لن نتخذ موقفا مجافيا للتاريخ فنحن نسير معه بعقلانية تامة ولكننا نقترح استراتيجيات تتلاءم مع الواقع المستحدث.
د- محمد مسعد العودي :لم يمدح التاريخ يوما حركة قسمت الوطن ولم يذكر مبررات الظلم الواقع عليها والوحدة حدث على مستوى التاريخ.
د عبد الكريم قحطان :هدف الوحدة اساسا لم يتحقق بل تحقق العكس فما قيمة وحدة تؤدي الى الخراب ، كل شيء يحسب بمردوده ومردو الوحدة مع قوى التدمير والخراب زاد الفقير فقيرا واعطى اللصوص الثراء ، المشكلة اساسا في عدم وجود الدولة وانت تعرف ان اللصوص هدموا الدولة واستبدلوها بعقال الحارات والمشائخ كي يسهل لهم تحويل الوطن الى غنيمة، اذن نحن نصر على بناء الدولة واذا قامت الدولة حتى في مساحة مترين صدقني ستقوم الوحدة والمواطنة المتساوية.
د- محمد مسعد العودي: الوحدة لم تتحقق بعد ونحن نسعى الى تحقيقها على قاعدة المواطنة المتساوية والشراكة في المال السلطة.. نحن يا استاذي في الوسط لا نحن موحدين ولا نحن مستقلين ونحن نبحث عن الحرية فاي الطرق اقرب الى الحرية ان نتجه نحو الوحدة او الفيدرالية المتاحة ام نتجه نحو جنوب لا يمتلك وسائل تمكنه من الانفصال لا على مستوى الموقف الخارجي ولا على مستوى الوحدة الداخلية بين قوى تريد استرداد الدولة وبعضها مختطف من قبل قوى خارجية وبعضها مرتهن لاحزاب وشخصيات في الشمال هذا من جهة ومن جهة اخرى قوى وحدوية هي اكثر تنظيما وحظا داخليا وخارجيا.. دعنا نكون مناضلين من اجل تحقيق السعادة لكل المقهورين على مستوى الوطن ونبتعد عن انانيتنا وعقدة الجنوب المقدس ولا نتجافى مع التاريخ.
د عبد الكريم قحطان :لا شيء مقدس الا اذا برر قداسته ولا يمكن ان نفكر بالمواطنة المتساوية او بالعدل والديمقراطية من دون دولة ولا يمكن ان تقام دولة من دون ثقافة سياسية تحترم معنى الدولة وهذه الثقافة لن تجدها في عقل الشيخ وعاقل الحارة ولا في سلطة القبيلة.
د- محمد مسعد العودي: انا ادعو للنضال من اجل ازالتها وليس امامنا مستحيل كانت اربا قبائل متناحرة الى الامس القريب وكانت بريطانيا ملكية وكانت عقليات الهيمنة اسوأ مما هو عندنا ولكن الرغبة في التغيير انتصرت ونحن شعب لنا حضارة وتاريخ سابق في الشورى واحترام الحقوق.
د عبد الكريم قحطان :الاختلاف المناطقي والحزبي ارحم بكثير من الاختلاف القبلي
د- محمد مسعد العودي :اللحظة اليوم لم تعد تسمح للقبيلة ان تستمر الا بمقدار قدرتنا على تغييرها ونخن قادرون.
د عبد الكريم قحطان :هما على الاقل يستندان على الاختلاف الجغرافي او الفكري لكن الاختلاف القبلي يفرض عليك الحسب والنسب و.. القبيلة ليست في موقعها الجغرافي بل هي السلطة الحاكمة حاشد وبكيل ليست مسميات عابرة بل هي القوة التي تحرق وتغرق.
د- محمد مسعد العودي: كما قلت لك اللحظة لم تعد تسمح للقبيلة ان تستمر لقد انفتح العالم على الفضاء الذي لا تستطيع القبيلة ان تقوم بممارستها التقليدية الا كتراث كما هو الحال مع ملكة بريطانيا.
د عبد الكريم قحطان :انت في اليمن وتعرف معنى القبيلة.
د- محمد مسعد العودي :الثورة اثبتت ان حاشد لم تعد تخضع لحاشد وان بكيل لم تعد تخضع لبكيل فهناك شيوخ من بكيل كانوا مع المخلوع وشيوخ كانوا مع الثورة وكذلك حاشد انقسمت على نفسها.. زمن القبيلة انتهى.
د عبد الكريم قحطان :لكنهم الان لم يتيحوا للدولة ان تقوم فكل منهم يفرض شروطه التي لا تنتهي يعني استطاعوا ان يسرقوا الثورة كما سرقوا الدولة.. الجميع بين الدولة والقبيلة هو في رأيي سخافة يمنية بامتياز.
د- محمد مسعد العودي: ابدا ، الثورة كما تعلمناها من الماركسية فعل مستمر.. ومؤتمر الحوار لم يبدأ.. نحن في المرحلة الانتقالية ونتائج الحوار الملزم سيحدد ماهي الدولة وعندها سنحكم عن فشل الثورة او انتصارها اما ان نحكم بموجب تصورات هي تصورات قد تصدق وقد لا تصدق لم يبق امامنا الا ايام الى الحوار.
د عبد الكريم قحطان: جميل الحوار معك المهم ارجو ان يتواصل في الغد فانا مضطر الان الى توديعك لان مجموعة من زملائي الاساتذة ينتظروني في منزل احدهم
د- محمد مسعد العودي: واجمل منه الحوار معك
د عبد الكريم قحطان :في امان الله
د- محمد مسعد العودي: في امان الله
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها