جزيرة سقطرى.. “عذراء اليمن الفاتنة” وأغرب جزر العالم
أكثر مناطق العالم غرابةً، والجزيرة الأجمل في العالم، و”الأرخبيل البكر” الذي يبحث عمن يستغل ما يحتويه من تاريخ ومعادن وجمال.
تلك هي “سقطرى”، الجزيرة اليمنية المكوَّنة من أرخبيل يحتوي تنوعاً بيئياً فريداً جعلها تنال صفة المنطقة الأغرب في العالم.
وسقطرى، أرخبيل مؤلف من أربع جزر، تقع في المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي، وعلى مقربة من خليج عدن. تفصلها مسافة 300 كم عن الساحل اليمني، في حين تبعد مسافة 350 كم جنوبي شبه الجزيرة العربية.
ويضم الأرخبيل: جزيرة سقطرى، ودرسة، وسمحة، وعبد الكوري، وجزيرتين صخريتين صغيرتين.
وتُعدّ الجزيرة من كبرى الجزر العربية؛ حيثُ يبلغ طولها 125 كم، في حين يصل عرضها إلى 42 كم، ويصل طول شواطئها إلى 300 كم، وقد بلغ عدد سكان الجزيرة نحو 135 ألف نسمة، وذلك بحسب الإحصائية المتوافرة لعام 2004
عُرفت جزيرة سقطرى منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد بكونها أحد المراكز الهامة لإنتاج السلع المقدسة؛ ولذلك اكتسبت شهرتها وأهميتها كمصدر لإنتاج تلك السلع، التي كانت تُستخدم في الطقوس التعبدية لديانات العالم القديم، حيث ساد الاعتقاد بأن الأرض التي تنتج السلع المقدسة آنذاك أرض مباركـة من الآلهة.
ونظراً لأهمية الدور الذي لعبته الجزيرة في إنتاج السلع المقدسة والنفائس من مختلف الطيوب واللؤلؤ، فقد كان لها حضور في كتب الرحالة والجغرافيين القدماء، واستمرت أخبارها تتواتر عبر مختلف العصور التاريخية.
تُعتبر سقطرى من أهم الجزر في العالم، وهي مُسجلة عالمياً في اليونسكو؛ لكثرة التنوع الحيوي والبيولوجي في الجزيرة.
وتلقب سقطرى بـ”الجزيرة العذراء”؛ فهي تضم 680 نوعاً من النباتات النادرة والمشهورة والعطرية والدوائية، وتعدّ أكبر مستوطَن لـ270 نوعاً من النباتات تنفرد به عن سائر مناطق العالم.
وتحتوي على أشجار ونباتات قديمة جداً ومعمرة تبلغ أعمار بعضها أكثر من 20 مليون سنة، بحسب الباحثين والعلماء.
ويعد الأرخبيل أيضاً موطناً للطبيعة السحرية، وتلقب بكنز الطيور والنباتات؛ فسقطرى موطنٌ للعديد من أنواع الطيور المستوطنة والمهاجرة والنادرة، وأيضاً تشتهر بموطن أشجار اللبان، وتوجد بها تسعة أنواع منه.
في الجزيرة، يوجد ما نسبته 73% من 528 نوعاً من النباتات عالمياً، ونسبة 09% من الزواحف، ونسبة 59% من الحلزونيات النادرة وغير الموجودة في باقي جزر العالم
وتوجد فيها أيضاً أنواع من العصافير تُقدر بـ44 نوعاً مستوطنة فيها، و58 نوعاً مهاجراً، ومن بين هذه الأنواع يوجد ما هو مهددٌ بالانقراض، ويوجد فيها 352 نوعاً من المرجان، و730 نوعاً من الأسماك الساحلية، وقرابة 300 نوع من الروبيان، والكركند، والسراطين.
وأيضاً، يوجد فيها الدلافين التي تؤدي استعراضات بديعة على سواحل الأرخبيل، وأنواع متعددة من أسماك الزينة، وفيها نحو 60 نوعاً من الإسفنجيات، إضافة إلى أنواع أخرى من الصدفيات والأحياء البحرية المائية.
ووفقاً لعلماء، فإن أرخبيل سقطرى يتميز بوجود حشرات لا توجد في مكان آخر من العالم، منها الفراشات مثل فراشات النهار التي يوجد منها نحو 15 نوعاً مستوطناً، إضافة إلى 60 نوعاً من فراشات الليل، ويوجد 100 نوع من الحشرات الطائرة، 80 نوعاً منها لا توجد إلا في سقطرى.
تلعب الجزيرة دوراً كبيراً؛ لكونها مركزاً مهماً حضارياً وسياسياً وتجارياً في العالم؛ فهي تتوسط الممر البحري الدولي الذي يربط بين دول المحيط الهندي وبقاع العالم الأخرى في آسيا وأفريقيا وأوروبا، فمن سقطرى تنطلق البخور والأعشاب الطبية
أيضاً، تعتبر من أهم مناطق الصيد في اليمن، فكما تنوعت اليابسة لا يقل البحر تنوعاً عنها؛ فمع التنوع الحيوي تُعتبر من كبرى المناطق اهتماماً بالجذب السياحي والتعرف على أرجاء الجزيرة
وتتميز سقطرى بتضاريس متنوعة، كالوديان والجبال والشلالات والسهول والهضاب؛ ففي وسط الجزيرة توجد هضبة تعج بالتضاريس، وتتكون من الصخور الجيرية، والجبال المخروطية شديدة الارتفاع والانحدار، وأشهرها جبال حجيرة.
وفي شمالي وجنوبي سقطرى، توجد السهول الساحلية التي تتناثر بها الكثبان الرملية والأحجار الرملية والحصى، وتعتبر السواحل من المناطق التي يتركز بها سكان سقطرى، ومن أهم السهول فيها سهل رأس مذهن، وسهل وادي درباعة، ووادي طوعن، وحديبو، ووادي ديعزرهو، وسهل نوجد، وقعرة، وتعتبر السهول الشرقية من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة.
تلك المزايا التي يتمتع بها أرخبيل سقطرى جعلتها تنال ألقاباً عديدة؛ ففضلاً عن كونها صُنفت بأكثر مناطق العالم غرابة، وكأجمل جزيرة في العالم، فقد لُقِّبت بـ”عذراء اليمن الفاتنة” و”جزيرة البخور” و”جزيرة النعيم” و”جزيرة البركة” و”جزيرة اللؤلؤ” و”جزيرة اللبان” و”جزيرة دم الأخوين”.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها