مخطط سعودي إماراتي للإطاحة بهادي (الأهداف والتأثيرات)
حلقة الأحد (2017/7/9) من برنامج "ما وراء الخبر" تساءلت عن مدى اتساق هذا المخطط مع أهداف العملية السياسية والعسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، والتأثيرات التي يمكن أن يتركها تنفيذ هذا المخطط على مستقبل اليمن وأمن جيرانه.
عامان وثلاثة أشهر ونصف الشهر من القصف الجوي والعمليات العسكرية قادتها السعودية في اليمن، قبل أن يتسرب ما يشي باستدارة تعود فيها الرياض وأبو ظبي للتسليم بفشل ما بدأ نهاية مارس/آذار 2015.
آلاف القتلى وأضعافهم من الجرحى والمرضى والمصابين، تبدو تضحياتهم بلا ثمن، مع ما كشفته دورية "إنتلجنس أونلاين" الفرنسية ذات الصلة القوية بدوائر المخابرات، عن مشروع لتسليم السلطة إلى الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، عبر اتفاق سعودي إماراتي مع ابنه، الذي احتفظت به "للمفارقة" أبو ظبي، طوال الفترة التي كانت كما تقول تشارك فيها بفاعلية، في قتال والده.
تحول المعركة
حول هذا الموضوع، يقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إن المعلومات التي نشرتها الدورية الفرنسية "خطيرة جدا" وتشيرا إلى أن المعركة في اليمن تتجه إلى النقيض تماما مع أهدافها المعلنة، تلك الأهداف التي كانت تتعلق باستقرار الأوضاع في اليمن، وبالتالي استقرار أمن السعودية نفسها.
واعتبر أن ما نشر في حال صحته سيقود المعركة في اتجاه مغاير تماما، وفي اتجاه أهداف غير أخلاقية، كما أنه يشير إلى تفوق المشروع الإماراتي في اليمن، وهو المشروع الذي لا علاقة له بمصالح السعودية أو اليمن من قريب أو من بعيد.
ويرى التميمي أن الإمارات تحاول أن تجرجر أكبر دولة في المنطقة إلى أهدافها الساعية لتوسيع النفوذ الإماراتي في اليمن عبر أشكال عدة، مستخدمة في ذلك أدوات في غاية الخطورة، ومن بينها التخطيط لانفصال جنوب اليمن.
واعتبر أن ما نشرته الصحيفة الفرنسية المتخصصة في مجال الاستخبارات يستمد قوته من مقدمات منطقية، لاسيما ما يتردد في الإعلام السعودي عن خلافات بين الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين.
وختم بأنه لا تفسير لما يحدث سوى أن القوى الموجودة في المنطقة تتبع أبو ظبي، وهي اليوم تحصد هذه النتائج السيئة جدا على المستوى الإستراتيجي سواء في ليبيا أو سوريا أو على مستوى الأزمة الخليجية أو في اليمن.
انتحار سعودي
ومن جانبه، استبعد عضو مجلس الأمة الكويتي السابق ناصر الدويلة أن ترتكب السعودية مثل هذا القرار، واعتبرها "حماقة وليس قرارا إستراتيجيا.. وانتحار للدور السعودي في اليمن، وهزيمة كبيرة جدا لها" إذا صحت هذه المعلومات.
وقال إن هذا المخطط يعني أنه بعد عامين من الدمار والقصف والمعاناة والمآسي في اليمن سيذهب كل ذلك هباء منثورا، وأضاف أن هذا التفكير معناه أن السعودية تنتحر في اليمن "ولا أتوقع أن تصل الأمور إلى هذا المستوى".
وحذر الدويلة من أنه إذا انساقت السعودية خلف المشروع الإماراتي فإن اليمن سينقسم، ولن يكون ذلك نهاية المطاف فستفقد السعودية مصداقيتها لدى الشعب اليمني، وستفقد أيضا نجران.
وأوضح أنه طوال فترة العامين الماضيين بقيت نحو أربعين قرية في نجران غير مأهولة بسكانها بسبب تدخلات الحوثيين، لا سيما بعد أن عجزت القوات اليمنية والقوات السعودية عن تأمين الحدود، محذرا "سنشاهد معارك بعد نجران وشمالها، ولن تكون الهزيمة فقط في اليمن بل ستمتد إلى المملكة بلا حدود".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها