مشاهدات من عهد الانقلاب.. طفولة مذبوحة على رصيف التسول
لا ذنب للطفلة " هدى" التي أجبرتها حروب الحوثي وصالح وانقلابهم على التسول، كانت بداية قصتها حرب جعلت من حياتهم رواية حزينة ترويها الأرصفة، .
المشهد ليس غريبا او مستحدثا بل أصبحت شوارع صنعاء تألف وجوه الأطفال والنساء وكبار السن يتوزعون على ازقتها، وتتكاثر اعدادهم في رمضان الخير، لكن الشاهد هنا ان الشوارع أصبحت تستقبل وجوه جديدة من محافظات مختلفة، تأكل ملامحها الحاجة والفقر وتتشكل مأساتها الحرب والنزوح.
لا يستطيع المار على تلك الارصفة ان يميّز بين المتسولين، ومن بين من يمتهن التسوّل، ومن رمته الاقدار على تلك الارصفة، جميعهم متساوون في نظر من يمرّ عليهم فالقصص مختلفة لكن الاقدار واحدة هي الرصيف.
تقف هدى وتسند جسمها النحيل الى عامود اشارات السير. تنظر وكأن في عينيها قسوة تسعى الى الانتقام، يركض اخوتها بين السيارات، ويتسولون. ، الأمر الذي يصعّب عليها فكرة التسوّل، لا تتكلم كثيرا، كل ما تفعله هو المراقبة بحسرة، بين السيارات المتوقفة في الزحمة، يحصل المشهد في ثوان معدودة ولتكن حكاية يومية في حياه هدى واسرتها
فعائلتها نازحة من محافظة عمران.
لم يكونوا يوماً متسولين، كما تروي ا لصغيره هدي فهي تعمل فقط لترعى اشقاءها، وخوفاً عليهم تستصعب التسول.
وكما تقول "للصحوة نت "رغم ان الامر يعتبر مصدر رزقنا الوحيد. لم نكن يوما اسرة غنية، كنا فقراء، كان والدي مزارعا، لكن عند دخول مليشيا الحوثي عمران قتلوا ابي امام اعيننا بدم بارد وهو يدافع عنا وعن ارضنا , وأصبحنا ايتام".
انتقلت هدى مع والدتها واخوتها الى امانه العاصمة للبحث عن لقمه العيش بعد تهجيرهم قسريا من منزلهم تقول بحسره "وها نحن اليوم، لا مأوى لنا".
كان حول هدى أطفال كثيرون يظنون انهم يلعبون.
لا وسائل تسلية أخرى في زحمة هذه الشوارع، هم لا يعرفون كيف يفقد الإنسان كرامته، ولا يعرفون ما الذي يعتبر تنازلاً. يمارسون شقاوة طفولتهم، من سيارة الى اخرى، للحصول على المال. يفرحون ويضحكون ولا يهتمون بأجوبة المارة او بقسوة البعض، يبتكرون وسائل للتسول والاستعطاف ويكثرون منها في رمضان الخير لمعرفتهم المسبقة ان الكثير سيبذلون ولو القليل من المال والغذاء في شهر الخير.
تستمر معنا حكاية الطفلة هدى، لتنضم الينا اختها رحمة، والتي من مهمتها بيع المناديل واستجداء المارة والركض خلفهم بإلحاح لمساعدتها. لتعود هي وأخيها الى هدي وتعطيها المال لشراء الطعام والحليب لأخيهم الرضيع.
بنظرات شارده تضيف قائلة :
"قد لا تصدقين انه لليوم لا يوجد لدينا مأوى. ننام انا وامي واخوتي داخل هيكل عمارة يغطينا طربال قديم، والطعام نشتريه مما نحصل عليه من التسول وبيع المناديل او صدقه من المحسنين.
تحتضن اختها رحمة وتتحدث كالحلم " عن سنوات مضت قبل انقلاب الحوثي وتحويل حياتهم للجحيم , وقضاء ليالي رمضان الرائعة بمنزلها بعمران , وحولها اسرتها وابيها الشهيد , وانتظارهم مدفع رمضان وصلاه التراويح ,وفرحتهم ليله العيد لارتداء ملابسهم الجديدة التي اشتراها والدها "
تسقط دمعه يتمية فوق خدها المغطى بالغبار والأتربة وتمسك يد اخوانها لتعود ببعض القيمات الى والدتها قبل الإفطار. تذهب هدى ,لتبدأ قصة اخرى لبشر ينتشرون في شوارع المدنية المتعبة والمثخنة بجراحها للعبور على حكايا متسولين بأزقتها الضيقة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها