تفاصيل قصة المواطن الذي تم حرقه على يد بلاطجة الحراك بسيئون.. صور
عرض الشاب محمد غالب أحمد البحري (35) سنة من أبناء منطقة بني بحر مديرية عتمة محافظة ذمار (غير متزوج) إلى عملية تنكيل خطيرة وغير إنسانية، في سيئون - حضرموت، هزت أخبارها هدوء المجتمع الحضرمي.
محمد، الذي قدم إلى سيئون عام 2004 للعمل في محل تجاري للملابس الرجالية يملكه أحد إخوته، هو الشخص الذي نكلت به مجموعة من الحراك في سيئون وأحرقوه.
اقتربنا من الحادثة واتصلنا بـصهره (عبده سلطان) ليروي القصة كما حدثت، إليكم تفاصيلها:
قال «في مساء السبت، كانت سيئون تعيش حالة عنف، عندما قرر محمد وإخوته إغلاق المحل الذي يقع أمام قصر سيؤون الشهير، والعودة إلى البيت؛ تحاشيا لأي مكروه. كانوا في الطريق، وتأخّر محمد حينها قائلا: امشوا البيت وأنا سألحقكم بعد شراء علبة (ماء صحة)». يقول عبده سلطان «إن محمدا يُعاني من حصى في كليته، وهو يحتاج لشرب الماء كثيرا».
أخذ محمد قارورة ماء وشرب، ثم واصل طريقه باتجاه المنزل. وفي الطريق اعترضته عصابة مكوّنة من أكثر من 70 شخصا ملثمون ويحملون أعلام الجنوب، «وعندما تمكّنوا منه توزعوا في اتجاهين؛ كان بعضهم يقوم بقطع الشارع والتستر على جماعة أخرى تقوم بالاعتداء على محمد والتنكيل به».
واصل عبده سلطان سرد القصة بحزن عميق وقهر، لما حصل لصهره: قامت العصابة التي كانت تحمل أعلام الجنوب بضرب محمد ضربا مبرحا، وهو يقاوم بقدر ما يستطيع «لكن الكثرة دائما تغلب الشجاعة»، ولم يكتفوا بالضرب، بل قاموا بسحبه على طول الشارع العام، وفي النهاية قاموا بصب كمية من البترول على جسمه، ثم أضرموا فيه النار. المشهد لم ينته بعد! التهمت النار جسم محمد غالب بالكامل؛ ملابسه وجسمه حتى فقد وعيه.
وأضاف «لم يكتفوا بذلك بل قامت العصابة المنتمية للحراك المسلح بقطع أحد أذني محمد بالكامل، وقطع جزء من الأذن الأخرى».
في هذه الأثناء لم يتحمل أحد المارة، من خارج سيئون، المشهد فهرع مسرعاً لإدارة أمن سيؤون وأخبرها بالحادثة، فكان الرد القاسي المتجرد من كل القيم والأخلاق والمسؤولية: «ما عندناش أي أوامر بالنزول إلى الشارع».
يقول عبده سلطان متنهدا: أحرقوه وخافوا أن يموت فأطفأوه. وبقي بحوزتهم فاقد الوعي.
يضيف: «وكانوا يرقصون على جسده، وكأنه مشهد فيلم رعب يستمتعون بلعبة، وليس على جسد إنسان بريء».
اللحظة مرعبة ووحشية للغاية. يضيف عبده سلطان: «ذهب شخص آخر مسرعاً، ليبلغ إدارة أمن المديرية، وكانت لهجته أشد حدة من السابق، فقال لمسؤول في الأمن: في شخص يحرق في الشارع من قبل مجموعة أشخاص ملثمين، خافوا الله، فرد عليه المسؤول بقوله: أين ملف القضية؟ وأين أدلتك؟». يقول عبده إن الشخص رد على المسؤول في الأمن قائلا وهو يحلف الأيمان: «أنا رأيته بأم عيني، المنظر لا يمكن السكوت عنه. حينها وافق مدير الأمن وأرسل طقما عسكريا بصحبة جنود آخرين، ومعهم الشخص الذي بلّغ بذلك، وانطلقوا إلى مكان الحادثة لينقذوا ما تبقّى من حياة محمد، وكان في غيبوبة تماماً، ولم يعرفوا أنه قد فارق الحياة أم لا».
ويواصل السرد الحزين: «أسعفوا محمد إلى مستشفى سيئون العام، وأُدخل على التو لغرفة العمليات». وقعت هذه العملية الوحشية بحق محمد غالب العتمي، يوم السبت. ويؤكد عبده سلطان أن محمد لم يمت «لكنه لا يزال في المستشفى تحت نظر الأطباء»، وأضاف نافيا خبر وفاته التي تداولته بعض وسائل الإعلام.
يضيف: «كلما فتحنا محلاً مر علينا مجموعة يعتلون دراجات نارية وحاملين أعلام الجنوب ويهتفون (ارحلو)، وإذا دافعنا عن أنفسنا قال لنا الأمن ليش!». وقال: «لا نستطيع فتح محلاتنا؛ لأن سيئون تعيش انفلاتا أمنيا واضحا، والدولة غائبة».
وبعد 3 أيام دامية ينتظر أبناء حضرموت وغير أبناء حضرموت العاملون هناك عودة حياتهم الطبيعية. ويتناقل المجتمع المحلي في حضرموت مثل هذه الأخبار باستياء بالغ وذهول.
المصدر عدن اون لاين
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها