رمضان.. موسم بيع السلع القاتلة في اليمن
عدن بوست - تقرير: الثلاثاء 06 يونيو 2017 02:54 صباحاً
في اليمن من لم يمت بالقصف أو القنص، يمت بالسم والأمراض التي تخلفها السلع والأغذية والأطعمة الفاسدة التي تباع وتنتشر في الأسواق بشكل ملفت، خصوصاً في شهر رمضان، دون رقيب أو حسيب.
وقد خلت أسواق البلد من أي تجهيزات لاستقبال شهر رمضان، وسط ركود تجاري وانتشار للسلع منتهية الصلاحية وارتفاع في أسعار السلع الضرورية والخدمات واضطرابات أمنية ونزوح داخلي.
وأصبح شهر رمضان في اليمن موسما لازدهار تجارة السلع الغذائية المغشوشة والمقلدة والمنتهية الصلاحية، حتى بات الأمر ظاهرة تتفاقم بالتوازي مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد.
سلع تجارية منتهية صلاحية، وأخرى مزورة تباع بأسعار زهيدة، وتكتظ بها شوارع المحافظات اليمنية.. مشهد قاتم شجع التجار وممارساتهم اللا أخلاقية تجاه الناس، مستغلين ظروف الحرب التي يعاني منها المواطنون.
سلع استهلاكية تملأ الأسواق بطريقة مفجعة، و في الآونة الأخيرة، شهد تهريب الدواء في اليمن انتعاشاً لم يسبق له مثيل..
سموم رخيصة
ويعبر مواطنون عن انزعاجهم من استمرار بيع هذه السموم التي يكون ضحيتها فقراء تدفعهم الحاجة إلى أرصفة الأسعار الرخيصة أيا تكن النتيجة.
اشترى صلاح الجرادي علبة فول منتجة محليا دون إلقاء نظرة إلى أسفل العلبة حيث يوجد تاريخ الانتهاء، وبعد إصابته بمعية أسرته المكونة من خمسة أفراد بتسمم غذائي أدى إلى إسهال حاد وتقيؤ وأعراض أخرى شبيهة بأعراض الإصابة بوباء الكوليرا أدرك أن المشكلة تكمن في وجبة العشاء.
يروي الجرادي- الذي يسكن في أمانة العاصمة منذ عشرين عاما- أن الأسرة أصيبت بالذعر، لكن بعد إجراء الفحوصات اللازمة في مستشفى السبعين الحكومي بصنعاء تبين أن مشكلتهم الصحية مرتبطة بتسمم غذائي.
ويقول لموقع المشاهد: "هذه ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها لتسمم غذائي، لقد حدث معي هذا مرتين في العام الحالي".
رقابة غائبة
وفي العامين الأخيرين امتلأت الأسواق اليمنية بأنواع شتى من المنتجات المنتهية الصلاحية، أو التي في طريقها إلى الانتهاء.
يأتي ذلك في ظل تعامي تام من قبل إدارات صحة البيئة التابعات لوزارة الأشغال العامة المعنية بالرقابة على الأسواق ومصادرة المواد المنتهية، بحسب مصدر في الإدارة العامة لصحة البيئة بأمانة العاصمة.
ويربط المصدر ذاته بين تلك المنتجات إلى جانب الأطعمة المكشوفة التي تباع يوميا في الأسواق بوباء الكوليرا الذي ينتشر بشكل سريع بين السكان ويزيد في عدد الإصابات كل ساعة.
ووصل عدد الحالات المصابة بإسهال مائي حاد حتى ال17من مايو/آيار الحالي إلى 17آلاف مصاب منهم 257حالة إصابة مؤكدة بالكوليرا توفى من الإجمالي العام 205 مصاب بحسب أخر إحصائيات لمنظمة اليونيسف.
سلع قاتلة
تشكل السلع المقلدة والمغشوشة المنتشرة في الأسواق اليمنية ظاهرة سلبية تهدد حياة المواطنين البسطاء الذين يبحثون عن منتجات تنساب أسعارها أوضاعم المادية الصعبة لكنها قد تودي بحياة أطفالهم إلى الموت.
وتنتشر في البسطات المنتشرة في عموم المدن اليمنية منتجات مختلفة قد تراها في أرفف المولات ولا تجرؤ على الاقتراب منها بسبب سعرها الغالي لكنها متوفرة هنا بأسعار في متناول الجميع والسبب أنها مغشوشة وقاربت صلاحيتها على الانتهاء
وتباع في هذه الأسواق وعلى أرصفة الشوارع منتجات بسعر أقل من تكلفتها مثل الشامبو والكريمات والأغذية الفاسدة والمعلبات التي تباع بسعر زهيد وغيرها من المنتجات التي تحاصرك بالموت سواء عن طريق استخدامها أو عن طريق أكلها.
ويسبب تناول هذه المنتجات أمراضاً مختلفة كالتسمم الغذائي بسبب تناول مادة غذائية فاسدة أو منتهية الصلاحية، وبسبب انعدام الضمير عند بعض التجار الذين يستغلون غياب الدور الرقابي ويبدأون بالترويج لسلعتهم الفاسدة، حيث يقع المواطن في فخ الغش والتضليل دون علم بما سيحدث له مستقبلاً من أضرار صحية.
استغلال
وفي حين يعترف نائب مدير إدارة صحة البيئة في منطقة الثورة أن منتجات كثيرة منتهية الصلاحية في الأسواق، ومنتجات صناعية لا تخضع للاشتراطات الصحية تباع في ذات الأسواق.
لكن بسام الأكحلي مدير إدارة المتابعة في الإدارة العامة لصحة البيئة بأمانة العاصمة يؤكد لـ"المشاهد" أن إدارة صحة البيئة لا تمتلك الإمكانات الكافية للقيام بالنزول الميداني ومراقبة الأسواق، إلى جانب افتقادهم إلى الحماية في حالة تعرضهم للاعتداءات المحتملة. مشيرا إلى أن الحرب الدائرة منذ عامين ساهمت في هذه الفوضى في السوق اليمنية.
ويتعمد بعض التجار بيع المواد الغذائية منتهية الصلاحية وقريبة الانتهاء بأسعار منخفضة عن أسعارها الحقيقة مستغلين حاجة الناس إليها مع الوضع الاقتصادي المتردي والذي أصاب حياة الناس بالشلل التام، بحسب مصدر في وزارة الصناعة والتجارة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وتعبر أوساط اقتصادية باليمن عن قلقها البالغ جراء تنامي ظاهرة السلع الفاسدة والمغشوشة التي تغرق الأسواق، ويحذر خبراء من تفشي أمراض خطيرة قد تلحق بالمستهلكين جراء استخدام منتجات فاسدة وغير صالحة للاستهلاك
عرض خاص
ويخفض التجار أسعار المنتجات التي يتبقى أسبوعين على انتهائها إلى النصف دون إخبار المستهلك بقرب الانتهاء علما أن كرتون "الصلصة" مثلا قد يستهلكه المواطن لمدة شهر بعد شرائه بحسب خمسة من المستهلكين تعرضوا للمشكلة ذاتها.
يقول زكريا احمد أحد المستهلكين الخمسة أن تلك المنتجات تعرض على واجهات المتاجر ويعلوها عبارة (عرض خاص) وهو ما يغري المستهلك ويجعل الكثيرين يقبلون على شرائها. ويضيف لـ"المشاهد": "قتلونا التجار والمسئولين حقنا".
ونقل المشاهد عن مصدر مصدر وزارة الصناعة والتجارة قوله أن التجار استغلوا انعدام الرقابة من قبل الجهات المختصة وراحوا يبيعوا تجارتهم دون النظر في انتهاء صلاحية بعض المواد الغذائية. ملقيا اللوم على الجهات الرقابية التي تركت التجار يمارسون جشعهم كما يريدون.
شواهد كثيرة على الاستهتار بحياة الناس ابتداء من الحصول على الأغذية الفاسدة وانتهاء بعدم الاهتمام بهم في حال تعرضهم لمخاطر صحية، سلسلة من مآسي اليمنيين لا تنفصل عن بعض وفقا لشهادات الناس في صنعاء وغيرها من المدن اليمنية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها