أطفال اليمن حلُ ضائع ومصيرُ مجهول
عدن بوست -رعدالريمي: الخميس 25 مايو 2017 12:41 صباحاً
يعتبر أطفال اليمن العام 2015 عاماً أسوداً فمنذ سيطرة ميليشيا الحوثي وصالح على العاصمة اليمنية صنعاء في أواخر العام 2014 وتوسعهم المسلح حتى يومنا هذا، وهم يرون قرناءهم وأصدقاءهم بين القتلى أو المصابين أو المختطفين أو المهجرين قسراً أو النازحين، فقد أغلقت المدارس أبوابها وتحولت الحدائق والمتنزهات إلى ثكنات عسكرية وصارت الملاعب الرياضية سجوناً خاصة والشوارع والأزقة ممتلئة بالمسلحين، أصبحت بقايا القذائف والألغام خطراً دائماً بالنسبة لهم، ففي ذاكرة كل طفل يمني حكاية ألم وفي عينيه دمعة فراق.
وتنوعت الانتهاكات لحقوق الطفولة في اليمن بين القتل والإصابة والتشويه والإعاقة والتجنيد واستخدامهم في النزاع المسلح والانتهاكات الجنسية وحرمانهم من التعليم بقصف المدارس واستخدامها ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة، وقصف المستشفيات والمرافق الصحية ومنع دخول الأدوية واسطوانات الأكسجين الخاصة بالمستشفيات، وكذلك حصار المدن ومنع دخول المواد الغذائية والملابس والمساعدات الإنسانية ونهب المعونات، وتجاوزت جريمة اعتقال واختطاف الأطفال حداً يستوجب القلق.
• إحصائيات مهولة
وتشير الأرقام والإحصاءات التي توصل إليها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان خلال الفترة من سبتمبر 2014 إلى 30 مارس 2016 إلى أن عدد القتلى الأطفال بلغ (647) طفلاً وأصيب (822,1) طفلاً بينهم (19) طفلاً يعانون من إعاقة دائمة وتم توثيق (329) طفلاً تم تجنيدهم من قبل ميليشيا الحوثي وصالح، ووصل عدد المؤسسات التعليمية والتي حرم الأطفال من خدماتها إلى (959) مؤسسة تعليمية وذلك إما بسبب قصفها وتدميرها أو تحويلها إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة أو استخدامها سجون خاصة أو اقتحامها وتفتيشها أو تسبب في إغلاقها، ووصل إجمالي المنشئات الطبية المتضررة إلى (280) منشأة توزعت بين القصف و التمترس وفرض إتاوات وتوقف عن العمل بسبب الحصار، فيما بلغ عدد المحتجزين خارج نطاق القانون والمخفين قسرا من الأطفال (189) طفلاً.
شملت هذه الإحصائيات سبع عشرة محافظة يمنية من أصل 22 محافظة يمنية وليس كل ما ذكره التقرير كافة الانتهاكات، بل إن هناك انتهاكات يصعب توثيقها لاستمرار النزاع وتخوف الأهالي من الإدلاء بما جرى لأطفالهم، لاسيما المناطق التي تخضع لسيطرة ميليشيا الحوثي وصالح.
وتشير الأدلة التي قام فريق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان بجمعها ومتابعتها إلى أن غالبية الأطفال والإحصاءات التي وردت في هذا التقرير أنهم دون سن الثامنة عشر وان كافة الأطفال الذين قتلوا أو تشوهوا مدنين لم يشاركوا في أي أعمال مسلحة.
أبرز الانتهاكات
إن من أبرز آثار الانتهاكات التي لحقت بالطفولة في اليمن هي:
1-القتل والإصابة والتشوه والإعاقات سواءً المؤقتة أو الدائمة والتأثير السلبي على النمو والاستقرار النفسي.
2-إجبار الأطفال على تحمل المسئولية المبكرة والتي قد تؤثر في الغالب على حالته التعليمة والنفسية.
3-عدم الحصول على التعليم والرعاية الصحية المطلوبة.
4-وفاة أو فقد العائل الذي يقوم برعاية الطفل وتأثيرها على حياة الطفل بشكل كبير جداً.
5-التهجير القسري وتأثيره السلبي على نفسية الطفل ومعيشته.
6-انتشار عمالة الأطفال بشكل واسع مما قد يجعلهم ضحايا عنف مستقبلي.
7- بروز ظاهرة الاتجار بالأطفال وعدم توفر الحماية الخاصة بهم
8- تفكك الأسرة لأسباب معيشية واحتياجات الأسرة.
• وقائع يندى لها الجبين
• الواقعة الأولى:
واقعة قتل الطفل/ بلال عبده قائد- يبلغ من العمر ستة عشر ربيعاً- يسكن بمنطقة الضبوعة السفلى فارق الحياة في التاسعة من مساء يوم الجمعة الثامن شهر شوال 1436ه، يقول لنا أحد جيران بلال أن قذيفة هاون اخترقت بوابة المنزل الذي سيكن فيه بلال وإخوانه تسببت بمقتل بال البالغ من العمر ستة عشر عاماً وأصيب شقيقه جال عبده قائد وعمره أربعة عشر عاماً ومختار عبده قائد- 18- أطفال اليمن وعمره خمسة وعشرون عاماً وان اتجاه انطلاق القذيفة من جهة الشرق (شرق مدينة تعز المسيطر عليها من قبل الحوثيين).
•الواقعة الثانية:
واقعة مدرسة الشهيد محمد هائل الطفلتان ندى العواضي 10 أعوام -وشقيقتها زينب العواضي 7 أعوام من محافظة مأرب سقط فوق مدرستهما صاروخ كاتيوشا بتاريخ 28ديسمبر 2015 يروي لنا والدها واقعتهما قائلاً: "تم الاتصال بي من قبل أحد الأفراد في المستشفى يخبرني أن ابنتيّ أصيبتا أثناء ما كانتا في مدرسة الشهيد محمد هائل سقط صاروخ كاتيوشا وأصاب ندى وزينب فذهبت إلى المدرسة فوجدت ابنتي ندى قد فارقت الحياة وأختها زينب مازالت على قيد الحياة ولكنها تعاني من إصابات شديدة«. واقعة مقتل الطفل ميار الطفل ميار فاروق عبد الوارث القباطي في الثامنة من عمره يروي لنا أحد شهود العيان قائلاً: »كان فاروق مع ولده ميار في المنزل أثناء سقوط صاروخ كاتيوشا إلى فوق منزله بحي الكوثر وسط مدينة تعز في 23 أغسطس 2015 هرول الناس مسرعين نحو المنزل وتم إسعاف فاروق وولده ميار ولكنهما فارقا الحياة قبل الوصول إلى المستشفى.«
• الواقعة الثالثة:
واقعة قتل الطفل/ مهند فاضل حيدر من سكان منطقة شارع الثلاثين يبلغ من العمر تسع سنوات يتهم جد مهند القناصين الحوثيين أنهم في يوم الثلاثاء الساعة الرابعة مساءً الموافق 15مارس 2016 أطلقوا رصاصة على رأس حفيده مهند تسببت في موته. واقعة قتل الطفلة نغم محمد علي غانم ذات الثامنة من العمر بحسب رواية عمها أن رصاصة اخترقت رأسها بمنطقة الحصب ويشير مكان الطلقة النارية أنها جاءت من جهة بير باشا والتي يسيطر عليها الحوثيين كان الساعة حينها التاسعة صباحاً من يوم الخمس الموافق 10 مارس 2016.
• الواقعة الرابعة:
واقعة قتل الطفل/ جازم الطفل جازم محمد علي ناجي غالب – سبعة أعوام يسكن بحي الكوثر وسط مدينة تعز يحكي لنا والد الطفل جازم كان ولدي يبلغ من العمر سبع سنوات وفي يوم السبت الموافق 5 مارس 2016 وتماما الساعة الثالثة والنصف مساءً سقطت قذيفة يعتقد أنها هاون أو هاوزر على الشارع المجاور للمنزل أثناء تواجد ولدي جازم واخترقت جسده بعض الشظايا فارق الحياة بسببها.
•الهجمات على المدارس والمرافق التعليمية
تشير الإحصائيات إلى أن المؤسسات التعليمية التي حرم الأطفال من ممارسة حقهم فيها إلى ما يزيد عن (959) مؤسسة تعليمية موزعة على معظم المحافظات تأتي في مقدمتها محافظة تعز وعدن والبيضاء والضالع ولحج وأبين ومأرب والجوف وحجة.
تم التحقق من (412) مؤسسة تعليمة تسببت ميليشيا الحوثي و صالح في تضررها وحرمان ما لا يقل عن (600,383) طفلا بمتوسط (400) طفل في كل مدرسة من ممارسة حقهم في التعليم ولا يزال العمل مستمرا لاستكمال بقية المؤسسات.
توزعت الانتهاكات بحق المؤسسات التعليمية بين اقتحام ونهب وتفتيش واستخدامها ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة وقصف وتدمير كلي وجزئي وتحويل بعض المؤسسات التعليمية إلى سجون خاصة وتسببت ميليشيا الحوثي المسلحة وموالوها في توقف ما يزيد عن (210) مؤسسة.
• أبرز أثار الانتهاكات التي لحقت بالطفولة في اليمن هي:
1-القتل والإصابة والتشوه والإعاقات سواءً المؤقتة أو الدائمة والتأثير السلبي على النمو والاستقرار النفسي.
2- وفاة من يقوم برعاية الطفل وتأثيرها على حياة الطفل بشكل كبير جداً.
3-إجبار الأطفال على تحمّل المسئولية المبكرة والتي قد تؤثر على حالته التعليمة والنفسية.
4-التهجير القسري وتأثيره السلبي على نفسية الطفل ومعيشته.
5-عدم الحصول على التعليم والرعاية الصحية المطلوبة.
6-فقد العائل فقد يكون الطفل عائلا للأسرة ومصدر دخلها الوحيد
7-انتشار عمالة الأطفال بشكل واسع مما قد يجعلهم ضحايا عنف مستقبلي
8- بروز ظاهرة الاتجار بالأطفال واستغلالهم وعدم توفر الحماية الخاصة بهم
9-انفصال الأسر ألسباب معيشية واحتياجات الأسرة
10- بطء إعادة إدماج الأطفال في المجتمع وتأهيلهم
11- بطء عودة الاستقرار والحياة الطبيعية إلى ما كانت عليه في السابق.
•أهم أسباب فقدان الصف الأول من الحماية للأطفال خلال النزاعات المسلحة
-الاختطاف..
وتشير تقارير سابقة للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان إلى أن ميليشيا الحوثي وصالح اختطفت ما يزيد على سبعة آلاف مختطف منذ بداية توسعها المسلح في أواخر العام 2014، وبهذا تكون قد تسببت بحرمان ما لا يقل عن عشرين ألف طفل من حقهم في الحصول على الرعاية الأبوية والصف الأول من الحماية، وهناك مبادئ توجيهية للرعاية البديلة اعتمدتها الجمعية العامة لألمم المتحدة في العام 2009 وتشجع هذه المبادئ التوجيهية جهود إبقاء الأطفال مع أسرهم.
-الهجرة
وبحسب الأرقام المعلنة أن ميليشيا الحوثي وصالح المسلحة تسببت في هجرة ما لا يقل عن عشرة آلاف أسرة خارج اليمن كدول الخليج العربي وجيبوتي، وهنا يكون ما يزيد عن خمسين ألف طفل عانوا من ويلات الهجرة ومشقة السفر ومخاوف البحر وقد يهاجر الأطفال والنساء دون الأب.
-النزوح والتشريد الداخلي..
ويعد النزوح الداخلي في المرتبة الأولى، حيث تم نزوح مالا يقل عن مليون أسرة بسبب النزاع المسلح الذي بدأته ميليشيا الحوثي المسلحة ومعظم النازحين نزحوا إلى أسر مضيفة وبذلك يكون قد ما لا يقل عن نصف مليون طفل لمقاسي التشرد والنزوح وانعدام الأمن والاستقرار والحياة المطمئنة والعائل البد أن يكون في مكان يستطيع أن يوفر فيه احتياجات الأسرة فيضطر للبقاء في المدن والأسواق.
- لمشاركة في القتال والنزاع المسلح..
يضطر كثير من الآباء للمشاركة في المعارك إما ألسباب معيشية أو ألسباب اجتماعية تجعله ينفصل عن أسرته وأطفاله لفترات طويلة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها