استهداف الإصلاح هو إستهداف للعملية السياسية والحياة المدنية
منذ العام 2011 مع انطلاقة الثورة الشبابية الشعبية السلمية ضد الرئيس المخلوع صالح، وبعض المكونات السياسية في الداخل مدعومة من الخارج، تواصل التحريض ضد التجمع اليمني للإصلاح، مما ولد حالة من التعبئة التي أدت إلى قيام جهات مختلفة باعتداءات متكررة ضد الحزب تمثلت في الاعتداءات على مقراته في كل من عدن ولحج وحضرموت والحديدة وصعدة، فضلاً عن اغتيال بعض قيادات وكوادر الإصلاح. نيران التحريض ضد الإصلاح لم يدفع ثمنها الإصلاح وحده على الساحة بل امتدت لتشمل الوطن بأكمله توجت بالانقلاب على الدولة والوطن والثورة والجمهورية، ودفع المحرضون أنفسهم أثماناً باهظة لتلك التعبئة الخاطئة.
التجمع اليمني للإصلاح، وفي بيانه الأخير السبت 6 مايو، رداً على إقدام مليشيات جنوبية على إحراق مقره في عدن، أوضح أن إحراق مقره جاء بسبب "ثقافة التحريض التي تكاد تخنق التعايش السلمي، الذي تنتهجه ثلة من الجهات المأجورة، غير مدركة لطبيعة عدن المسالمة ولا لعواقب ذلك على النسيج الاجتماعي والسياسي، الذي يُراد له أن يخضع لصوت واحد".
وقال الإصلاح في بيانه: "هو ليس استهداف للإصلاح في عدن بقدر ما هو استهداف للمشروع الوطني المقاوم للانقلاب، والرافض لسلوك المليشيات العابثة التي أحالت الوطن إلى ساحة حرب ومسرح لعمليات القتل والإرهاب والتدمير وتشريد المواطنين".
ورفض الإصلاح الانجرار إلى ثقافة العنف والرد بالمثل على تلك الأفعال كونها لا تخدم سوى الانقلابيين العابثين بأمن الوطن.
حادثة إحراق مقر الإصلاح المتكررة في عدن لاقت كثيراً من الاستنكار والإدانة من المكونات السياسية كونها استهداف لصوت العقل وتأجيج للمشاكل في اليمن، والذي يمثل الإصلاح فيها صمام أمان المجتمع اليمني.
أثبت التجمع اليمني للإصلاح أنه صمام أمان الوطن؛ إذ أن كل سهام المليشيات المأجورة تصوب نحوه لما يمثله من حلقة التوازن النهائية في الوطن المحافظ على كل مكتسباته والكل يريد لهذا السد أن ينهار لتستفرد الضباع بفريستها في تقاسم الوطن وإقامة الإمارات والكنتونات والمشاريع الصغيرة المتقزمة.
فثقافة التحريض، كما يقول الدكتور رحيل غرايبة "أخرجت صحافة محلية وعالمية تقتات على اغتيال الآخر وتحطيم الخصوم وإثارة الأحقاد وإشعال الفتن؛ من أجل التفرد في المغانم، وإشباع نهم المال وجشع السلطة، وشهوة الانتقام، وحب الظهور، وعشق الأضواء، والاستحواذ على المقدرات بطريقة أنانية مقيتة، تتجلى بسلوك فئوي أو حزبي أو مذهبي أو نخبوي أو فردي في بعض الأحيان".
الدكتور مروان الغفوري بتشريحه المعتاد وضع المبضع على الألم في ثقافة الحراكيين والحوثيين التعبوية، فقال: "يعتقد شعبويو الحراك الجنوبي أن حزب الإصلاح يشكل عائقاً كبيراً أمام طموحاتهم الانعزالية/ الانفصالية، وأمام سعي القادة الشعبويين لاختطاف الفضاء العام وتحويله إلى أنشودة واحدة تمجد خطاباً بعينه، لا تحيد عنه. أشعلوا النار في حزب الإصلاح لأنه "تلكأ" عن أداء الأنشودة بالطريقة التي يريدها الميليشويون الكبار. وهم يهاجمون الإصلاح يعتقد الشعبويون الانعزاليون أنهم يهاجمون الوحدة اليمنية، كما يفهمونها".
مضيفاً: "يتعرض الحزب، أيضاً، لعملية تجريف في الشمال لاعتقاد سائد لدى الحوثيين هُناك أنه، بوزنه الكبير وخبرته في السياسة والتنظيم، يشكل عائقاً أمام التطلعات الإمامية. وأنه، من خلال دعوته المستمرة، وقتاله المستمر، لإعادة الحياة السياسة فهو يدعو إلى تجريدهم من ملامحهم الميليشوية، أي من قوتهم الغاشمة غير المنضبطة. هو، بالصورة تلك، عدو واضح".
ومن خلال تصاعد الهجمات ضد الإصلاح في الفترة الأخيرة بعد الانقلاب، يبدو أن الجميع لم يستوعب الدرس الماضي قط منذ العام 2011 وحتى اليوم. هو تكرار إذاً لنفس الثقافة السابقة في التحريض والتجريف التي دفعت بالانقلابيين الحوثيين من كهوف مران إلى سواحل عدن وارتكاب أبشع المجازر فيها، وبينهما تدمير الوطن والشعب ووصوله إلى حافة المجاعة.
محطات الاعتداءات على مقرات الإصلاح
- في شهر نوفمبر 2006م، وتمثل بمحاولة قوات الأمن اقتحام المقر لاعتقال قيادة المشترك على خلفية مهرجان انتخابي للراحل فيصل بن شملان مرشح المشترك للانتخابات الرئاسية والمنافس للمخلوع علي صالح.
- الثلاثاء 18/ أكتوبر/ 2011م، بلاطجة ومسلحون من الحراك يهاجمون مسيرة سلمية لشباب الثورة, ويعتدون على مقر الإصلاح بالمنصورة وقذفه بالعبوات الحارقة.
- الجمعة 25 مايو 2012 قامت مجاميع مسلحة تابعة للحراك الجنوبي بمحاصرة المقر الرئيسي لحزب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عدن، وأعطوه مهلة لإنزال اللوحة الضوئية التعريفية بالمقر، قبل أن يقوموا بإنزالها بالقوة.
- وفي يوم السبت 8 سبتمبر 2012 قامت مجموعة من بقايا نظام المخلوع مع مجموعة من الحراك المسلح بالاعتداء على مقر الإصلاح في طور الباحة بمحافظة لحج، حيث قاموا - بحسب القيادي في إصلاح طور الباحة لبيب محرد- بتكسير اللوحة الخارجية للمقر والاعتداء على حارسي المقر ومن ثم نهب محتوياته والتلفظ بألفاظ نابية ضد الإصلاح، هذا وقد دانت أحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة هذه الجريمة وطالبت في بيان لها بملاحقة الجناة ومعاقبتهم فوراً.
- الأربعاء 26 سبتمبر 2012م الهجوم الثالث على ساحة الحرية بكريتر, مهرجان ذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر, ثم مهاجمة مقر الإصلاح بكريتر.
- وفي الخميس 18 أكتوبر، 2012 أقدم مسلحون على إحراق مقر حزب الإصلاح اليمني في عاصمة مديرية المسيمير بمحافظة لحج.
وتعرض مقر حزب الإصلاح للإحراق بالكامل من خلال إشعال الإطارات فيه وتركها تحترق. - الأحد 27 يناير 2013م اعتداء على مقر الإصلاح بالمنصورة وتهديد حراسته.
- في فجر اليوم الأحد 10/2/2013م أقدم مسلحون على إحراق مقر التجمع اليمني للإصلاح بمدينة الحوطة بمديرية شبام ورش مادة سوداء (حارق) على الجدران.
- الجمعة 15 فبراير 2013م مجاميع من الحراك الموالي لتيار علي سالم البيض تحاصر مقر حزب الإصلاح ومكتب النائب أنصاف مايو في كريتر ويطلقون الرصاص والقنابل الصوتية على المقر. واعتداء مماثل على مقر حزب الإصلاح في مديرية رصد يافع.
- 22 فبراير 2013م الحراك المسلح يقدم على إحراق الشاب محمد غالب أحمد البحري في سيئون، وهو من أبناء المحافظات الشمالية وكذلك إحراق مقرات الإصلاح في مدن بحضرموت ومحلات تجارية وبسطات وفرض عصيان مسلح بالقوة.
- 23 فبراير 2013م الحراك المسلح يقدم على الاعتداء على مقرات الإصلاح في كريتر وخور مكسر والمنصورة.
- وفي تاريخ 24 فبراير 2013، قامت عناصر مسلحة من الحراك الجنوبي المسلح بالاعتداء على مقر التجمع اليمني للإصلاح بمدينة الحبيلين بردفان محافظة لحج، بالإضافة إلى دار لتعليم القرآن الكريم في المنطقة.
- وفي نفس اليوم اقتحمت مجاميع مسلحة مقر الإصلاح بمدينة الشحر محافظة حضرموت وكذلك الاعتداء على مقر جمعية الإصلاح بمدينة المكلا ونهبت محتوياتهما.
- وفي يوم السبت 2 مارس 2013 أضرم مجهولون النار في أحد مقرات حزب التجمع اليمني للإصلاح مقر الدائرة 185 بمديرية الزهرة بمحافظة الحديدة مما تسبب في إحداث خسائر مادية في المبنى.
- وفي يوم الخميس 20 مارس 2014 اقتحم مسلحون مقر المكتب التنفيذي لحزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة الحديدة غربي اليمن، وقاموا بإطلاق الرصاص في الداخل والخارج, ما أسفر عن إصابة أحد الحراس واختطاف اثنين آخرين.
- وفي يوم الاثنين 7 يوليو 2014 فجرت المليشيات الحوثية ومسلحي الرئيس المخلوع مقر حزب الإصلاح الكائن في منطقة "الجنات" بمحافظة عمران.
- في يوم 12 سبتمبر 2014 استهدف مقر الإصلاح الرئيسي بمدينة كريتر بعدن بقنبلة أدى انفجارها إلى إصابة طفل وأخته بإصابات طفيفة حين صادف عبورهم بجوار المقر عند الانفجار.
- وفي يوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2014، فجرت المليشيات الحوثية وأنصار الرئيس المخلوع مقر حزب الإصلاح في قرية القابل شمال العاصمة صنعاء , بعد اشتباكات مع المسلحين الحوثيين في المنطقة.
- في يوم السبت 1 نوفمبر 2014 حاصرت المليشيات الحوثية مقر الإصلاح بمدينة إب وقتلت 4 من حراسته، ثم قامت بتفجير المقر.
- وفي يوم السبت 25 أبريل 2015، فجرت المليشيات الحوثية مقر التجمع اليمني للإصلاح، بمنطقة الوهط بمديرية تبن بمحافظة لحج.
- في يوم الثلاثاء 29 ديسمبر 2015م وتمثل بهجوم على المقر نفذه عدد من العناصر قدمت على متن مدرعتين ومصفحة، وقاموا بتفجير بوابة المقر بهدف فتح الباب واقتحامه، وتسبب الانفجار الهائل بارتداد اللهب على سيارتهم المصفحة واشتعالها ليضطروا بذلك إلى المغادرة وعدم إكمال مهمة الاقتحام.
- وفي يوم الخميس 10 يونيو اقتحم مسلحون في أربعة أطقم مسلحة مقر المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة حضرموت بمدينة المكلأ واختطفوا حراسته ونهبوا بعض محتوياته.
- في يوم السبت 6 مايو 2017م اقتحمت عناصر أمنية قدمت في الظلام على متن ثلاثة أطقم عسكرية لمقر الإصلاح وإحراقه.
الإصلاح والتعامل المسؤول
أمام كل هذه الأحداث والجرائم بحق مقرات الإصلاح وأفراده تعامل التجمع اليمني للإصلاح بمنطقية رجال الدولة المسؤولين وطالبوا مؤسسات الدولة القيام بواجباتها تجاه تلك الأعمال غير القانونية، ولم يعمد الإصلاح إلى ردود أفعال من قبله مجارية لتلك الأعمال حتى لا تدخل البلاد في صراعات فئوية وحزبية مختلفة رغم قدرته الذاتية على حماية مقراته وأفراده.
إزاء تلك الأحداث أصدر التجمع اليمني للإصلاح بياناته المنددة والمدينة لها، مطالباً مؤسسات الدولة الاضطلاع بمهامها في حماية المؤسسات العامة والخاصة والأهلية ومنها مقرات الأحزاب حفاظاً على الحياة السياسية والتنوع السياسي في البلاد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها