في اليمن الحب أقوى من الحرب
بوصول الضيوف إلى قاعة الزفاف التي زينت بشكل لافت للنظر كان الجو بهيجاً للغاية، إنه يوم سعيد في حياة زوجين جديدين في العاصمة اليمنية صنعاء. كان يوماً سعيداً لعامر المنتصر البالغ من العمر 26 عاماً إنه فصل جديد طال انتظاره في حياته. على الرغم من أن الحرب دمرت مسقط رأسه في محافظة إب كان المنتصر مصراً على الزواج من حبيبته في الكلية.
“أشعر بأن الحب أقوى من الحرب، وأنه لا ينبغي الاستسلام لعواقب الحرب والدمار”، قال عامر لتلفزيون الجزيرة الإنجليزية، لا يمكنني تغيير هذا الوضع بل يمكنني أن أتكيف مع ذلك.” ووفقاً للأمم المتحدة فإن أكثر من 10 آلاف لقوا حتفهم في عامين من الصراع. ولكن وعلى الرغم من المأساة الجارية التي حطمت أحلام الكثير من الشباب اليمني فإن الحب انتصر في نهاية المطاف. وتحدث أحمد مكيبر، 25 عاما، تخرج من جامعة صنعاء بدرجة الاتصالات في أواخر عام 2014، على أمل أن يتزوج بعد بضعة أشهر. ولكن بعد اندلاع الحرب، تأخر حلمه. وقال أحمد للجزيرة الإنجليزية: “كنت على شوق لبدء حياتي الزوجية. لكن لسوء الحظ جاءت الحرب وتأخرت الأيام الحلوة”. على الرغم من أن فَرحه جاء في حفلٍ خاص، يرى المنتصر أن هذا اليوم الخاص لم يكن كاملا. ويقول المنتصر: “لم يكن كل أصدقائي وأقاربي معي يوم زفافي. منهم من قضى نحبه بسبب الحرب والبعض الآخر خارج البلاد لم يكونوا قادرين على العودة، ولهذا السبب كان لي مشاعر مختلطة”. مضيفاً: “في الآونة الأخيرة، فإن أي متزوجين مثلي قلقون بشأن المستقبل. انهم لا يعرفون ما يخبئ لهم القدر”. وتقول سمر قائد، وهي صحافية تغطي القضايا الاجتماعية، إن بعض الأزواج أجلوا أعراسهم حتى نهاية الحرب. ويلاحظ أيضاً أن عدد المدعوين لحفل الزفاف في القاعات هذه الأيام أصغر مما كانت عليه في الماضي. وتضيف قائد: “بعض الأسر لا تهتم بحجز قاعة لاحتفال الزفاف وتقوم باحتفال في منازلهم فهم يكافحون مع القيود المالية”.
*نقلا عن يمن مونيتور