مخاطر انفصال جنوب اليمن وأكثر دولة خليجية يستفزها الانفصال (تفاصيل)
سرد الكاتب والصحفي السعودي بدر الراشد مخاطر انفصال جنوب اليمن على الجنوب نفسه واليمن ودول الجوار، كاشفا في ذات الوقت عما يريده ويحتاج اليه الخليجيون في اليمن.
وقال الراشد في مقال نشرته "العربي الجديد"، يمكن لكثيرين أن يتفهموا مطالبة يمنيين من عدن بالانفصال، حتى ولو لم تكن تجربة الاستقلال والوحدة من بعدها عظيمتين، إلا أن الوضع في اليمن اليوم مختلف.
وأشار الى ان أي محاولة انفصال في ظل حروب وأزمات، كتلك التي تحدث اليوم في اليمن، ستعني تفكيك الدولة، وقفز فئات ونخب إلى الواجهة لتحقيق مصالحها، بغض النظر عن مصلحة البشر على الأرض، خاصة على المدى الطويل.
ولفت الصحفي السعودي الى ان الانفصال يكون ممكناً، ولا يؤدي إلى انهيارات كبرى، اقتصادية وسياسية، عندما يكون في ظل أنظمة قوية، مستدركا ذلك بالقول: "أما اليوم، في اليمن، فهناك ممانعة في حضرموت للانفصال، وهناك تفكك في الشمال ونظام انقلابي وحكم مليشيا، في الوقت الذي تسود مخاطر بتفكك الجنوب نفسه على أسس مناطقية وايديولوجية، علاوة على مخاطر صعود الإرهاب".
وأضاف: "هناك أسباب أخرى تجعل انفصال الجنوب، خاصة الآن، أمراً كارثياً، ذلك أن التأسيس لنظام حكم جنوبي، لا يترافق مع مؤشرات تفيد بأنه سيكون حكماً ديمقراطياً، مثلما تُظهر سلوكيات الفترة الماضية في الحكم المحلي. ثم إن التجربة في الخليج، ومع التهديدات الإقليمية، تشير إلى الحاجة إلى يمن قوي وموحد، أكثر من أي وقت مضى، لمصلحة اليمن أولاً، وللمنطقة ثانياً، في ظل التمدد الإيراني الحالي".
وأفاد الكاتب بأن "ما يحتاجه الخليجيون اليوم هو طرد المليشيات الانقلابية من صنعاء، وادماج اليمن أكثر في المنظومة الخليجية، عوضاً عن تقسيم اليمن، وربما الرضا بوجود الانقلابيين في الشمال، باعتبار وجودهم أمراً واقعاً".
وتابع الراشد: "انفصال الجنوب، يهدد الشرعية نفسها، وعمليات التحالف العربي في اليمن. فالتحالف يريد إعادة الشرعية إلى صنعاء، وتحجيم هيمنة الحوثيين على العاصمة، وحماية الحدود السعودية، تزامنا مع وقف مد الحوثي على مناطق يمنية أخرى في بداية العمليات في 2015، في إطار محاولة لإعادة الحوثي كفصيل سياسي لا عسكري في اليمن".
ولفت الى ان "هناك مخاوف أخرى، تتجاوز أن يكون انفصال عدن بوابة لانفصالات أخرى في اليمن، وهو استفزاز سلطنة عُمان، التي ربما ستستفز من التغيرات على حدودها، وقيام دولة بشكل مفاجئ في ظرف استثنائي، بالمعنى السلبي للكلمة".
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "كل هذا يعني أن الدعوة إلى انفصال عدن في هذه الأجواء دعوة غير محسوبة، ستزيد أوضاع اليمن كارثية".