فعالية الثورة التي أرعبت البيض و المقاولين الذين خدعوه
ان كان في كل حادثة خاسر و كاسب فإن مليونية الثورة التي أحياها أحرار الجنوب كشفت عن خاسرين كثر و رابحين أكثر، و يكفيها أنها أعادت الاعتبار لعدن و لليمن بأكمله حين قالت بالصوت و الصورة: نعم للحوار كمخرج للجميع، أكدت نبذها العنف الذي يمارسه اصحاب الصوت الواحد الصاخب.
بدت عدن زاهية جميلة بفعالية جماهيرية حاشدة لم تحرض على العنف و هو ما أثار حفيظة البيض و مقاوليه الذين أوهموه أن الجنوب كله أضحى صكا مقبول الدفع في جيبه، لقد أفزعهم ذلك الهدير الزاحف بكل ثقة نحو ساحة العروض رغم ما فعلته ميليشياتهم المسلحة في كافة المداخل، حين هاجموا المشاركين و اعتدوا عليهم قبل الفعالية و بعدهاـ و اعتقدوا أن تلك الممارسات الهمجية ستحقق لهم هدفهم، لم يصدقوا أن غيرهم سيجرؤ على الاحتفال بهذا الحشد و بهذه الصورة بعدما تصوروا أن كل شيء صار في جعبتهم.
زعيمهم المعتوه في وكره جن جنونه حين رأى تلك الحشود تحتفي في عدن دون أن ترفع صوره الشاحبة ووجهه الكالح، أوهمته بطانته أنه الملك المتوج على عرش الجنوب، لكن الصورة أمامه كانت واضحة و لا تقبل المناورة، حاول المقاولون أن يوقفوا الفعالية و أن يفشلوها لكنهم فشلوا كما فشل سيدهم حين قال لهم اعملوا ما تستطيعون عمله، من أجل إفشال الفعالية.
مارسوا أبشع الانتهاكات بحق المواطنين المسالمين، قطعوا الطرقات و أرعبوا الآمنين، أطلقوا الرصاص باتجاه المشاركين، و نصبوا نقاط التفتيش في كل مكان، لم يحترموا النساء و لم يراعوا أي حرمة.
قتلوا الطفل يونس برصاصهم السلمي، لأنه مر من نقطة التفتيش التي أقاموها للثأر من المشاركين في مليونية الثورة، ينتمي لمنطقة المسيمير بمحافظة لحج، و كانت تهمته من قبل ميليشات البيض أنه ينتمي لتعز و بالتالي فقتله حلال في نظر البيض و أتباعه.
اعتدوا على النساء و لم يتورعوا، الذنب أن تلك الحرائر شاركن في فعالية الثورة التي أطاحت بحلم زعيمهم العجوز.
و حين أدرك البيض أنه أمام صوت لا يهتف له و جموع لا ترقص على أوتاره، قام يتباكى على مجده المزعوم بطريقة مقززة و مفضوحة،
الغريب أنه قام يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الجنوبيين، بالفعل كان أبناء الجنوب بحاجة لحماية المجتمع الدولي من ميليشياتك المسلحة التي كانت تتمخطر في شوارع عدن و تبث الرعب في أوساطهم،
كان يونس بحاجة لتدخل المجتمع الدولي حتى لا يقتل برصاص حراكك العنصري المقيت.
كانت نساء الجنوب في عدن بحاجة لحماية المجتمع الدولي من أفراد تيارك المدجج بالسلاح، و لو توفرت لهن الحماية لما تجرأ الأوغاد للاعتداء عليهن بطريقة يترفع عن ممارستها من كان لديه مثقال ذرة من شرف أو ضمير.
جميل أن تتباكى على مجدك الزائل و لكن لا يليق بك أن تنسى أن المجتمع الدولي هذه الفترة مشغول بمتابعة أخبار سفينة الأسلحة التي أرسلها أسيادك في طهران، و اترك التباكي المهين الذي دأبت عليه.
في البيان الذي أصدره البيض كان صحفي حوثي مستأجر من النظام الساقط أول من حصل عليه، هل كانت هذه مصادفة أم ماذا؟
بيان البيض الذي حوى كثيرا من المغالطات و الإسفاف جاء ليجسد تاريخه الحافل بالإخفاقات المتتالية و الفشل المتواصل، و متى صدر عن البيض بيان لا تباكى فيه عن دولته التي ألقى بها في أحضان مخلوع مثله لا لشيء إلا لأنه وعده بتأمين ما يحتاجه بعد ما شعر أن رفاقه بدأوا يضيقون به.
خليج عدن-
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها