فواكه اليمن بين العرض والطلب
تكبد مزارعو الفواكه في اليمن خسائر فادحة خلال العامين الماضيين من الحرب والحصار، فمنتجاتهم بمختلف أنواعها أصبحت ممنوعة من النفاذ إلى الأسواق الخليجية والعربية، بعد أن كانت تغذي الأسواق السعودية بنسبة تتجاوز الـ 70 %. وما زاد من تصاعد خسائر المزراعين المباشرة تراجع نطاق التسويق في السوق المحلي، من جانب، وارتفاع تكاليف التسويق جراء الأوضاع الأمنية والمعيشية وتداعيات الاقتتال الداخلي.
بأنواع مختلفة وبأسعار غير مسبوقة يحاول منتجو المانجو تسويق منتجاتهم بأقل الأسعار في أسواق العاصمة صنعاء لاستعادة جزء بسيط من تكاليف الإنتاج. فمع بدء موسم فاكهة المانجو تعدد العرض في أسواق العاصمة التي تعد من أكبر الأسواق في الجمهورية وأكثرها أماناً بالنسبة للمنتجيين والمسوقين أسوة بأسواق أخرى مكللة بالمخاطر.
إرتفاع العرض
ونظراً لارتفاع العرض أمام الطلب لم تتجاوز قيمة الـ 20 كيلو جرام من المانجو الطازج في سوق العاصمة صنعاء المركزي لبيع الخضار والفواكهه الـ 2000 ريال يمني. ويرى باعة المانجو أن انحفاض أسعار منتجهم هذا العام سببه تراجع الطلب عليه في السوق على الرغم من تحسن الإنتاج عن العام الماضي.
فتيني محمد إبراهيم، أحد مزارعي وادي سردد في سهل تهامة، أكّد أن مبيعاته من المانجو لهذا العام لا تساوي نصف تكاليف نفقات الإنتاج والتسويق، ولكنه وجد نفسه أمام مفترق طرق إما أن يبيع المنتج كما قال بأقل سعر، أو يتلف المنتج ولا يعود بأي عائد مالي.
وأشار فتيني الذي التقاه "العربي" خلال تواجده في سوق العاصمة صنعاء المركزي، إلى أن خسائره لا تزال سهلة أسوة بخسائر كبار المزارعين في وادي سردد.
إنتاج مليوني
تفيد بيانات الإحصاء الزراعي بارتفاع إنتاجية اليمن من محاصيل الفواكه إلى أكثر من مليون و36 ألفاً و862 طناً خلال السنوات القليلة الماضية. وبحسب تلك الإحصائية فإن فاكهة المانجو احتلت المرتبة الأولى خلال السنوات الماضية من حيث الإنتاج بـ 383 ألفاً و107 أطنان، كما بلغت المساحة المزروعة بالمانجو 25 ألفاً و953 هكتاراً. وأعاد التقريرالسنوي لوزارة الزراعة للعام 2013، والذي حصل "العربي" على نسخة منه، ارتفاع أشجار المانجو في اليمن نظراً لارتفاع الجدوى الاقتصادية لهذا المنتج إلى قرابة 2 مليون و17 ألف شجرة، تزرع في محافظات الحديدة وحجة، وتعز ولحج.
أنواع متعددة
تتميز ثمار المانجو اليمنية بتعدد أصنافها وأنواعها ومذاقها أيضاً. فمن أسماء المانجو اليمني الشهير الذي كان يصدر إلى أسواق السعودية والإمارات والبحرين والكويت، وصولاً إلى الأردن بكميات تجارية قبل الحرب: "قلب الثور"، وآخر يطلق عليه "التيمور"، والمانجو الذي يطلق عليه "السوداني"، والمانجو "الناشري"، والمانجو الذي ينتج في وادي البركاني في تربة تعز، وكذلك "أبو سمكة" وهو من الأنواع ذات الجودة العالية.
خسائر كبيرة
مصدر في وزارة الزراعة والري في صنعاء كشف لـ"العربي" أن الخسائر غير المباشرة التي تعرض لها منتجو الفواكه خلال العامين الماضيين من الحرب والحصار بلغت 589.9 مليون دولار، مشيراً إلى أن تلك الخسائر مرشحة للارتفاع بسبب منع تصدير الفواكه اليمنية إلى أسواق الدول المجاورة والتي حرمت اليمن من عائدات سنوية تصل إلى 302.5 مليون دولار سنوياً.
ولفت المصدر إلى أن إجمالي خسائر القطاع الزراعي غير المباشرة بلغت منذ العاشر من أبريل 2015 حتى 26 مارس الماضي 13.7 مليار دولار، مشيراً إلى أن خسائر المؤسسات والمزارع الحكومية والتعاونية بلغت خلال الفترة نفسها 703.9 مليون دولار.
وكشف أن خسائر الإنتاج الزراعي جراء الحرب والحصار تجاوزت الـ 5.2 مليار دولار، بالإضافة إلى تكبد القطاع العامل في الزراعة خسائر إجمالية منذ بدأ الحرب بلغت 478.5 مليون دولار.
خارطة الخسائر
توزعت خسائر المزارعين على المحافظات الأكثر إنتاجاً للفاكهة، فمحافظة الحديدة التي يوجد في نطاقها سهل تهامة الخصيب تتصدر قائمة المحافظات الأكثر إنتاجاً للفواكه بواقع 280 ألفاً و396 طناً من مساحة مزروعة بالفواكه بلغت 23 ألفاً و604 هكتارات، تليها محافظتا صعدة وحجة بإنتاجية تتجاوز 175 ألفاً و551 طناً من مساحة زراعية قدرها 12 ألفاً و641 هكتاراً. وتحتل محافظة صنعاء الترتيب الثالث في إنتاجية محاصيل الفواكه بكمية 152 ألفاً و306 أطنان من مساحة مزروعة بالفاكهة وصلت إلى 18 ألفاً و796 هكتاراً.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها