قياديون في الحراك: البيض لا يمثل القضية الجنوبية

وقالوا في أحاديثهم لـــ26سبتمبرنت ان الحامل السياسي للقضية الجنوبية هو الحراك السلمي الجنوبي المشارك في الحوار الوطني الشامل مشيدين في ذات الوقت ببيان مجلس الأمن الدولي الذي حذر بالاسم معرقلي التسوية السياسية في اليمن .

وطالبت قيادات الحراك الجنوبي السلمي علي سالم البيض بالكف عن إدعاء الوصاية على أبناء الجنوب والمتاجرة بمعاناتهم والتحريض على الانسلاخ عن الهوية الوطنية لليمنيين .

كما دعت هذه القيادات البيض للعودة إلى جادة الصواب والمشاركة في المؤتمر الوطني للحوار وعدم استمراره بطرح المغامرات التي يجيد صناعتها كما هو معروفا عنه في الوقت الذي لا يملك عادة مفاتيح حلول هذه المغامرات التي دوما تعود على الوطن بالويلات والثبور مؤكدين أنهم ضد كل المشاريع الصغيرة التي لا تخدم الوطن ولا تحافظ على وحدته وأمنة واستقراره ..

ويقول الاستاذ/ عبد الله حسن الناخبي الأمين العام للحراك الجنوبي السلمي : نأمل أن تكون مخرجات الحوار الوطني الشامل بدولة اتحادية فدرالية .

واكد الناخبي رف موقف البيض الداعي للانفصال وفك الارتباط .. مشيرا الى اصدار العديد من البيانات التي تدين هذه الدعوات .

وأضاف الناخبي: حلم إقامة إمارة حضرموت من قبل البيض انتحار سياسي , واعتقد ان الجنوبيين لن يوافقون على عزل حضرموت وحدها بعد فدرالية الشمال والجنوب .

مؤكدا بان الظروف الآن مهيئة لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني من خلال الدعم الدولي الكبير لليمن

ودعا الناخبي معرقلي التسوية للتمعن في بيان مجلس الأمن والذي وضعهم في زاوية واحدة , وأعلن وقف الحراك السلمي ضد معرقلي التسوية السياسية والحوار الوطني .

مشيرا الى أن دعوة القوى المتحالفة مع البيض هي دعوة تمزيق لليمن تستهدف وحدته وأمنه واستقراره وان أجندة البيض لا تقوم أساسا على المشروع الوطني الذي يخدم اليمن

واضاف " انا وجهت لعلي سالم البيض ثلاث رسائل سابقة والآن أوجه له رسالة أخيرة من خلالكم انتم صحيفة 26 سبتمبر نت واقول بان مهما كان تفكيره الذي تسيره وتتحكم فيه حبال خارجية فان شعب الجنوب لا يتبع علي سالم البيض والبيض لا يمثل إلا نفسه فحسب وهو يعرف منهم المتواجدين في الشارع مع شعب الجنوب الوحدويون حتى العظم بل حتى النخاع ولكن ادعوه لينتظر ويترقب أن اليمنيين سينتصرون لوحدتهم وامنهم واستقرارهم واننا بالحوار السلمي والحضاري والديمقراطي سنصل الى حلول أكيدة للقضية الجنوبية واستعادة كافة الحقوق المنهوبة من 94م وحتى الآن لاننا ندرك اليوم ان الأخ/الرئيس /عبده ربه منصور هادي رئيس الجمهورية جاد ويترجم أقواله إلى أفعال ملموسة".

داعيا كافة اطياف المجتمع الدولي لتقديم الدعم الكامل لحل القضية الجنوبية ويواصل الناخبي حديثة بالقول عندما قامت الثورة الشبابية في 11 فبراير من العام 2011م انا في الحقيقة شعرت بالانفراج في اليمن بأنه بدا الامل يلوح بالأفق وينبغي علينا اليوم أن نساند شباب الثورة السلمية وان نعمل في نسق واحد بين الحراك الجنوبي وشباب الساحات.

ونوه الناخبي الى ان بيان مجلس الامن الدولي الاخير عن اليمن كان ايجابيا ومنصفا .

مطالبا في الوقت ذاته مجلس الأمن أن يكون جادا في تطبيق كل ما قاله في بيانه الأخير عمليا ومتابعة تنفيذ قراراته .. مبينا انه ولأول مرة مجلس الأمن يضع النقاط على الحروف ويقول أن الذين يعرقلون التسوية هم الذين يقفون ضد الوحدة .

من ناحيته قال الدكتور ناصر عبد الله العولقي أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء , ان الدعم الدولي لليمن الحاصل ينبثق من دعم المبادرة الخليجية للتسوية السياسية باليمن .

وأضاف " لا نستغرب دعم هذه الدول لان لها مصالح في منطقة الجزيرة العربية وفي اليمن ولذلك ومن هذا المنطلق فان المجتمع الدولي حريص على أن يكون هناك في اليمن توافق سياسي يؤدي الى حل الإشكالات السياسية والاقتصادية وغيرها في اليمن ".

وبشأن مجلس الامن , قال ان بيان مجلس الأمن الأخير اشار بالاسم لمعرقلي التسوية السياسية الأخوين علي عبدالله صالح وعلى سالم البيض هي نوع من التحذير من القوى الإقليمية والدولية للرئيسين السابقين لمنعهم من أي عرقلة للتسوية السياسية في اليمن كما هي رسالة للقوى السياسية في اليمن أيضا بان لاتسمح لأي تدخل إقليمي لان هناك من يطرح بان هناك تدخلات إيرانية في الشأن اليمني الداخلي وهي رسالة للبيض وغيره بان يحلوا مشاكلهم بأنفسهم ويصلون إلى نتيجة واحدة وعدم الاستقواء بالخارج.

مشيرا الى أن الحل الذي يراه المجتمع الدولي مناسبا هو إقامة دولة اتحادية واحدة مكونة من إقليمين او أكثر أما صورة الدولة التي كان عليها النظام السابق اعتقد ان أي شخص في اليمن او خارج اليمن لا يمكن له ان يؤمن بمثل هذه الدولة التي كانت في الواقع لا تمثل دولة حقيقية ولا المجتمع الحقيقي لليمن وإنما كانت مجموعة من الناس الذين استحوذوا على الاخضر واليابس خلال الـ20السنة الماضية.

وزاد بالقول : أنا شخصياً التقيت بالاخ / علي سالم البيض قبل عام 90م وعلى المستوى الشخصي كانت علاقتي به علاقة متميزة لكن الأطروحات التي يطرحها البيض حالياً لن تكون بأي حال من الأحوال مناسبة لليمن وللجنوبيين والشماليين على حد سواء باعتبارها أطروحات مغامرة وهو يتحمل المسؤولية مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح لما حصل لليمن والشعب اليمني من مشاكل اقتصادية وسياسية وأمنية .

مؤكدا انه ينبغي اليوم ترشيد الإعلام الوطني في الشمال والجنوب من اجل إنجاح اليمنيين في إطار دولة اتحادية جديدة يكون اساسها العدل والمساواة بين كل ابناء اليمن الواحد .

مؤكدا ان الحل هو أن مؤتمر الحوار والذي سيفضي الى صيغة جديدة لدولة اتحادية في اليمن تحقق أهداف اليمن الجديد في العدل والمساواة والتنمية المستدامة , وتترجم فيها شعارات شباب ثورة التغيير الى واقع عملي في الشمال والجنوب .

داعيا العقلاء من اليمنيين الى إيجاد حل جذري يحافظ على وحدة وامن واستقرار اليمن وعدم تشتيته مرة أخرى من خلال اقامة دولة إتحادية.

ولفت الدكتور العولقي الى أن المراهنين على تنفيذ مشاريع صغيرة كإقامة دويلة في شمال الشمال دولة صغيرة أمامية وأخرى دويلة في شرق اليمن في حضرموت ان هذه المشاريع لن تتحقق أبدا , وان الحراك الجنوبي كلهم ضد هذه المشاريع الصغيرة .

واختتم الدكتور ناصر العولقي حديثه قائلاً : ان هناك وهم لدى القلة في بعض المناطق الجنوبية يريدون ان يتخلوا عن يمنيتهم وهذا شيء في الحقيقة غريب جدا .. متسائلا كيف يمكن لانسان عاقل ان ينسلخ عن اصله وان ينكر انتمائه الوطني ؟

وقال " اذا كان هناك قضية سياسية او خلاف سياسي ينبغي ان يطرح على طاولة الحوار .. فنحن شعب واحد صاحب تاريخ واحد وحضارة واحدة وتراث واحد واليمن كانت منطقة جغرافية كبيرة تمتد من عسير الى المهرة وظفار فلماذا تطرح مثل هذه المشاريع الصغيرة الآن ".

واضاف " هناك سلبيات كبيرة حدثت بعد الوحدة لكن لايمكنها ان تجعل احدنا يلغي يمنيته وانتمائه الوطني وأتمنى ان يرشد الخطاب الإعلامي في الجنوب وفي الشمال ومحاربة هذه الظواهر والأفكار الخاطئة.

مطالبا كل القوى السياسية الوقوف الى جانب الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي يقود اهم مرحلة تحول تاريخية لليمن.

من ناحيته قال الدكتور محمد صالح قرعة عضو مجلس الشورى انه لن يعلق على موقف البيض لان القضية الوطنية هي اكبر من الأشخاص.

واضاف " هناك عدم إفصاح او اعتراف بجوهر القضية الجنوبية من قبل البعض وهذا اقل ما نتوقعه من قبل أي مثقف او حزبي او ناشط حقوقي". وزاد بالقول : اخواننا في الحراك الجنوبي السلمي المشاركين في الحوار الوطني يطرحون ان المخرج للحفاظ على وحدة وامن اليمن هو قيام دولة اتحادية فدرالية هي المخرج الذي سيحافظ على اليمن كيمن موحد وانا في اعتقادي ان الحراك الوطني الجنوبي هو الحامل السياسي الحقيقي للقضية الجنوبية فقط ويجب ان لايزايد عليه احد لا في الداخل ولا في الخارج ونحن نعلن أننا مع الحراك الجنوبي السلمي في كل ما يطرحه وفي كل ما يرتضيه لابناء الجنوب .

من جهته قال الدكتور/ محمد عبد المجيد قباطي نائب رئيس التجمع المدني الجنوبي الديمقراطي (مجد) : نحن جزء من الحراك السلمي الجنوبي الذي يطالب بحل عادل للقضية الجنوبية بما يتفق وبما يرضي به شعبنا المظلوم والصابر والصامد في الجنوب ..و للاسف ليس هناك نوع من التوافق او الاصطفاف الجنوبي في مسالة المشاركة في الحوار .

واضاف قباطي : نحن طالبنا مع المجتمع الدولي وشركائنا الاقليميين واخواننا في مجلس التعاون الخليجي ان يساعدونا في عقد لقاء جنوبي جنوبي لكي ينظم الجنوبيين موقفهم وينسقوا فيما بينهم .

مشيرا الى ان الجزء الاكبر من فصائل الحراك الجنوبي مشارك في الحوار الوطني ان الفرصة مازالت مواتية لبقية فصائل الحراك للانظمام الى طوالة الحوار

وتابع قباطي قائلا : الاعلام يلعب دورا كبيرا في تهيئة الاجواء للدفع ببقية فصائل الحراك الجنوبي للمشاركة في الحوار كما ندعو الإعلام للتعريف بالقضية الجنوبية وعدالتها ونتمني اعداد مصفوفة زمنية لتنفيذ الــنقاط الـ20على المدى القريب والبعيد.

وقال الدكتور قباطي " القضية الجنوبية أصبحت حاليا ذات بعد جغرافي لكن هي أصلا ذات بعد ثقافي وسياسي يتجه نحو بناء الدولة المدنية الحقوقية الحديثة وهذا سيساعدنا كثيرا في الوقت الراهن للتغلب على أصحاب المشاريع الصغيرة ".

واضاف : اذا أعلنت الفئات المثقفة في الشمال والنخب الشمالية والأحزاب الكبيرة والمؤتمر والإصلاح والناصري والبعث موقف واضح من القضية الجنوبية يقبل بمسالة المناصفة والدولة الاتحادية فأن هذا يسحب البساط من تحت كل الاتجاهات التي تريد ان ترفع السقف .

وواصل قباطي حديثه بالقول : نحن نعرف ونقول للأخ على سالم البيض ان مجلس الامن ذكر اسمه لا لشئ الا لانه لم يسهل حتى الان لقاء جنوبي جنوبي لكي يتوافق الجنوبيين على الاصطفاف وليس على الرؤية الواحدة

داعيا علي سالم البيض الى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وطرح كل ما يريد على طولة الحوار بما فيها قضية فك الارتباط التي ينادي بها.

معتبرا ان الوقت لا زال فيه متسعا لانضمام البيض الى مؤتمر الحوار الوطني .