صالح : سفري في الفترة الراهنة غير وارد

في مراحل كثيرة دأب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على حشد المؤيدين والمناصرين له، للانتصار على خصومه، أو لغرض بقائه على الكرسي لفترة أطول.
في العام 2006م احتشد الكثير من أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، مطالبينه بالعدول عن قراره المزعوم بعد الترشح للرئاسة حينذاك، وخلال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضده في العام 2011م، كان ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء يشهد حضوراً لمؤيدي صالح كإشارة لوقوفهم مع «الشرعية الدستوري»، مقابل احتشاد شعبي يطالب بإسقاط صالح في الجانب الآخر من العاصمة (شارع الستين وساحة الاعتصام).
الموقع الرسمي لحزب صالح «المؤتمر نت» أورد اليوم صوراً وخبراً عن تجمع العشرات من مؤيدي الرئيس السابق أمام بيته في العاصمة صنعاء، مطالبينه - حسب الموقع - بعدم الخروج من البلاد بعد المطالبات الشعبية وحتى الحكومية التي اشترطت نجاح مؤتمر الحوار القادم بخروج صالح من اليمن ومن الحياة السياسية.
وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها صالح ورقة الضغط الشعبي بعد ان تنحى من السلطة العام الماضي، ولم تفلح هذه الورقة في إبقائه على كرسي الحكم، بعد أن استخدمها حتى في حصار بعض السفارات لعرقلة توقيع المبادرة الخليجية التي أجبرته على تسليم الرئاسة لنائبه عبدربه منصور هادي.
ويحاول صالح بجمعه هذا، لفت نظر القوى الرسمية والشعبية المعارضة له، بوجود شريحة كبيرة تؤيده وتطالبه بعد السفر من البلاد، إضافة إلى إرسال رسالة لرعاة المبادرة الخليجية بأنه لا يمانع في السفر لكن مؤيديه هم من يرفضون.
موقع «المؤتمر نت» قال إن الاحتشاد كان تلقائياً، وأنهم كانوا بالآلاف، ورفضوا أي تطاول على «باني اليمن ومؤسس نهضته ومحقق وحدته علي عبدالله صالح»، في إشارة إلى ما صدر مؤخراً من بيان عن مجلس الأمن الذي هدد صالح بالتوقف عن عرقلة عملية انتقال السلطة.
يبدو أن رجوع صالح لورقة حشد الأنصار هي الورقة الأخيرة التي يعول عليها، في إبقائه متصدراً للمشهد السياسي ورئيساً لحزب المؤتمر الشعبي العام، بعد الرفض الدولي والمحلي لذلك، بل امتد رفض بقائه على رئاسة الحزب إلى داخل الحزب ذاته، ولا يبدو أن صالح سيفلح في ذلك.
وهاجم صالح - كعادته - حكومة الوفاق الوطني، ووصمها بالـ«فاشلة» حتى في تقديم قطّاع الطرق ومخربي خطوط نقل التيار الكهربائي ومفجري أنابيب الغاز والنفط للعدالة .
وقال متحدثاً عن نفسه « علي عبدالله صالح بني وطن ودولة ومؤسسات ووحد اليمن وحقق التنمية في مختلف المجالات وحمى الحريات وانتهج الديمقراطية والتعددية».
وحاول طمأنة المئات الذين دُفعوا للاحتشاد أمام منزله حول موضوع سفره، وقال: إن سفري في الفترة الراهنة غير وارد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها