حوار لقيادي مؤتمري في قناة اليمن اليوم يثير أزمة جديدة بين المؤتمر والحوثيين
تسبب حوار جديد، لم ينشر حتى الآن، مع المحامي المؤتمري نزيه العماد، في أزمة حقيقة داخل قناة “اليمن اليوم” بعد أن أوقف المشرفون على القناة وبضغط من الحوثيين، الحوار من البث لجرأته في انتقاد زعيمي المؤتمر والحوثيين والمطالبة تغييرهم وتناوله لقضايا وطنية حساسة، بحسب ما كشفه الإعلامي المقرب من صالح، نبيل الصوفي، الذي أجرى الحوار.
وتوقع الصوفي أن يتسبب الحوار، محل الجدل، بأزمة بين الانقلابيين، الحوثي وصالح، مشيرا في منشور رصده “أبابيل نت” إلى أن حواراً سابقاً لنزيه العماد كان محل عتاب من قبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح جراء شكوى تقدم بها الحوثيون اعتراضا على انتقادهم، مؤكداً في ذات الوقت أن الحوار الجديد أصبح “حبيس” قناة اليمن اليوم وينتظر إطلاق سراحه بتوجيه من صالح.
وطالب نشطاء مؤتمريون يتقدمهم حسين عزيز وعبدالفتاح حيدرة وآخرون بتفريغ حوار نزيه العماد إلى نص مقروء وتداوله في شبكات التواصل تعميما للفائدة، فيما نفى رئيس مركز إعلام المؤتمر أحمد الحبيشي وكذب تدخل الحوثيين في أعمال قناة اليمن اليوم وأكد عدم منعهم بث مقابلة نزيه العماد .
وأوضح الصوفي، في منشوره الذي رصده أبابيل نت على موقع فيسبوك، أن حواراً للعماد، نشر في العام الماضي، “تحول إلى أزمة عند انصار الله، وخاطبوا رئيس المؤتمر معتبرين المقابلة عدوان من اعلام المؤتمر عليهم..”.
وقال “مع ان الزعيم وافقهم الرأي وعاتبنا معا، انا ونزيه، الا انه رسميا رد على رسالة الانصار برسالة مكتوبة، يمكن اعتبارها وثيقة دفاع عن حرية الرأي، قال فيها: ان القناة ملزمة بان تتيح لكل الاطراف الدفاع عن رأيها بذات المساحة والبرنامج الذي انتقدت فيه، وهذا هو الحل، وليس منع الناس من التعبير عن آرائهم”.
وأضاف: أمس كان المفترض أن تبث القناة حوارا آخرا اجريته مع نزيه، ولكن القناة صارت أكثر خوفا وتريد قراراً سياسيا تجاه اي جملتين ستحركان الراكد من النقاش.
ووفقاً الصوفي، هاجم العماد صالح وعبدالملك الحوثي في الحوار وقال فيه إن “الزعيم والسيد، يعتبران الصمود كافيا طالما سمع السيد الصرخة ورأى الزعيم صوره مرفوعة، وأن سب السيد للسعودية وحضور الزعيم للسبعين ليس هو ما نحتاجه مع بدئ عام ثالث من الصمود، بل مراجعة الخيارات ومكاشفة الناس، واعتذار لشعب يموت جوعا وهو صامد، فيما قياداته تتزاحم على المرافقين و والمكافآت متاجرة بالعدوان ومستثمرة له”، حسب تعبيره.
وأردف العماد في حواره الممنوع من البث إن “الشعب لم يختار صالح الصماد ولا عارف الزوكا، بل الانصار والمؤتمر هو من اختارهما”.
وقال الصوفي إن العماد أكد “إن الزعيم والسيد والصماد هم خيارات، ان لم تخدم القدر يجب استبدالهم، لكي لاتذهب تضحياتنا عبثا…موجها خطابه بانفعال عاطفي خالص، للطرفين: الشعب يضحي بدلا عنكما، فماذا فعلتم احتراما لصموده”.
وأشار الصوفي إلى أن القناة رفضت البث، وتحولت المقابلة الى أزمة باسم الجميع، مضيفا “لو كان علي عبدالله صالح رئيسا للقناة، لما احتجنا للجان و لالتزمنا بمبدأ رسالته العام الماضي لأنصار الله، الاعلام هو للمعارضة وليس للحكم…لكن كل شئ لازم يرجع للزعيم ليقرر.. وهذا اجهاد له ولنا”.
وكان أمين عام المؤتمر الشعبي العام الموالي لصالح، عارف الزوكاء، ألتقى مطلع الأسبوع الجاري، في اجتماع موسع بالقيادات الاعلامية لحزبه نوقشت فيه قضايا متصلة باداء الصحافة والاعلام في ، فيما اتفق قادة المؤتمر والحوثيين على تحييد الإعلام الرسمي، الذي يسيطر عليه الانقلابيون، وتفعيل أداءه ووضعهه تحت إشراف مباشر مما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى.
ويستهدف الحوثيون وسائل الإعلام المؤتمرية والإعلاميين الموالين لصالح، لتضييق الخناق عليهم والحد من حرية الإعلام المؤتمري، وخلال الأيام القليلة الماضية استدعت نيابة الصحافة لمحاكمة صحيفة الميثاق المؤتمرية في قضية رفعها وزير الإعلام الحوثي أحمد حامد عقب قضية كان رفعها وزير الشباب حسن زيد المحسوب انصاريا على الميثاق ايضا .
يأتي هذا فيما تواصل محكمة الصحافة استجواب الإعلامي المؤتمري كامل الخوداني في قضية رفعها ضده رئيس اللجنة الثورية محمد الحوثي، بعد أن فتح الأول ملفات حساسة لفساد اللجنة الثورية الحوثية، ونهبها لخزائن الدولة وتجويع الشعب.
ومطلع الشهر الجاري قام رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة المكلف من قيادة الحوثيين بإيقاف 16 موظفا غالبيتهم مؤتمريين عن العمل واحالتهم للنيابة بتهمة اثارة الفوضى وتهديده بالقتل وتهم ملفقة أخرى .
ووفقا لمصادر مطلعة في صنعاء، فإن الحوثيين يقومون بالضغط على قيادات المؤتمر الاعلامية بأساليب متعددة لإرغامها على التخلي عن مطالبات وملفات هامة متعلقة باوضاع الأجهزة الإعلامية.
وكانت آخر تلك الضغوطات قبل شهر عبر مطالبة رئيس وكالة سبأ الحوثي ضيف الله الشامي بدعم من وزير الإعلام الحوثي أحمد حامد لسلفه طارق الشامي رئيس الدائرة الإعلامية لحزب المؤتمر بتسليم سيارته المصروفة من الوكالة في 2011 وهو مادفع طارق الشامي للجوء إلى رئيس حكومة الانقلابيين عبدالعزيز بن حبتور لتسوية الموضوع والافلات من ضغوط الحوثيين تجاهه بهدف انتزاع تنازلات منه كقيادي مؤتمري كبير تضمن على الاقل تحييده واضعاف موقفه.
وأكد المصدر على استمرار الممارسات والضغوط الحوثية بهذا الشكل مع قيادات مؤتمرية أخرى في قطاع الاعلام وبقية القطاعات الأخرى، في ظل عجز مؤتمري واضح عن مجابهتها.