متقاعدو "الجنوب" بين الحرمان وأمراض الفاقة على أرصفة بريد عدن (تقرير)
أضحت وفاة المتقاعد اليمني"عبدالله عثمان القباطي" أمام البوابة الأمامية لمكتب بريد محافظة عدن اليمنية قصة رأي عام موحد, فتحت مآسي أكثر من "50" ألف متقاعد آخرين, يعانون من أمراض الكِبر في ظل عدم تمكنهم من استلام مرتباتهم الشهرية لستة أشهر ماضية, رغم أن راتب المتقاعد الواحد تساوي "100$" فقط.
بعد يومين من الإعلان عن وفاة متقاعد يمني أمام مكتب بريد مديرية "خور مكسر" وسط عدن أعلن السبت الماضي رئيس الحكومة اليمنية الدكتور "أحمد عبيد بن دغر" عن تشكيل لجنة تحقيق في وفاة المتقاعد المتوفى حسب وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".
وبحسب الوكالة الرسمية فإن لجنة التحقيق المؤلفة من عدد من المسؤولين المحليين ستنتهي من جمع حيثيات القضية في مدة أقصاها أسبوع كامل من تاريخ صدور القرار (18 مارس) من هذا الشهر وتسليمها لرئيس مجلس الوزراء.
وكان عدد من المتقاعدين عثروا على بطاقة الراتب الشهري الخاص بالمتوفى في حوزته والمُقدرة بمبلغ "21" ألف ريال يمني _أي_ ما يعادل "75$" لتنقل جثته إلى مستشفى الجمهورية العام وتنقل الحادثة إلى الآلاف من المواطنين الذين سخطوا على الحكومة عدم الإسراع بصرف رواتب المتقاعدين.
عادة ما يعاني المتقاعدون من أمراض الشيخوخة إضافة إلى إمراض أخرى كالفشل الكلوي والسرطان والقلب والضغط والربو, وهو ما يعاني منها المتقاعد اليمني, فالأطباء يحذرون من بقاء المسنين تحت أشعة الشمس لساعات طويلة في حين يفترش المئات من المتقاعدين _رجالاً ونساءً_ المساحات الجانبية لمكاتب البريد؛ ينامون ليلاً ويرابطون نهاراً ظناً منهم بأن تعزيزاً مالياً سيصل البريد ليتسنى لهم استلام الرواتب.
ونقل مراسل "مُسند للأنباء" بأن الإدارة العامة لمكاتب بريد عدن لم تتمكن من صرف رواتب الكثير من المتقاعدين, بسبب عدم توفر السيولة النقدية لديها كون التعزيز المالي القادم من البنك المركزي اليمني بعدن محدودة وغير كاف حسب مكتب البريد برغم أن ما يتقاضاه المتقاعد اليمني زهيد.
الإدارة العامة للبريد تؤكد أنها بحاجة إلى مبلغ وقدره "مليار وثمانمائة مليون ريال يمني _أي_ ما يعادل "514,285$" وأن البنك المركزي عادة ما يضخ الأموال لمكاتب البريد في المديريات بشكل لا يلبي متطلبات المتقاعدين مما يزيد من معاناة المتقاعدين الذين لم يتسلموا رواتبهم منذُ شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
وفي نهاية شهر سبتمبر من عام 2016م أصدر رئيس الجمهورية "عبدربه منصور هادي" قراراً بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن؛ على إثره أوقف الحوثيون رواتب المتقاعدين والبالغ عددهم "50" ألف متقاعد بمحافظة عدن وحدها يتوزعون على "40000" متقاعد في جهاز الداخلية ومرافق مدنية أخرى وعدد " 10000" متقاعد من القوات المسلحة اليمنية.
مدير مكتب بريد عدن "أحمد صالح" تحدث لـ"مُسند للأنباء": بأن المشكلة تكمن في عدم تعاطي البنك المركزي مع مكاتب البريد فمكاتب البريد في المديريات تقوم وبشكل آني بالصرف لكل المبالغ التي تعزز بها مكاتب البريد إلا أن عجزاً مالياً ما يزال قائماً.
ويأتي هذا العجز في ظل طباعة الحكومة اليمنية لـ"400" مليار ريال يمني من الأوراق النقدية للعملة الوطنية _الريال اليمني_ في دولة روسيا الاتحادية وصلت على شكل دفعات إلى البنك المركزي الرئيسي بمحافظة عدن.
يبلغ عدد مكاتب البريد في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن "27" مكتب بريد بعدد "8" مديريات وهي مجمل مديريات المحافظة إلا أن نصف هذا العدد هي من تقوم بمزاولة أعمالها بسبب خروج جاهزية المكاتب الأخرى بسبب الأضرار التي لحقت بها جرى الحرب الأخيرة وعوامل فنية أخرى.
ويعد السن القانوني للتقاعد في اليمن حسب القانون "35" عاماً للذكور و "30" عاماً للإناث في السلك المدني, أما الجيش والقوات المسلحة فيقتصر الأمر عليهم بـ "25" عاماً فالقانون يحتم على الموظف بلوغ السن القانونية للتقاعد أو بوصوله إلى سن الـ"60" عاماً.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها