كيف تهرب إيران الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن
عدن بوست الأربعاء 15 مارس 2017 08:01 صباحاً
في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، نفذ الحوثيون انقلابا على الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي، وانتقلت الجماعات المسلحة من معقلها الرئيسي في محافظة صعدة الحدودية مع السعودية شمال البلاد، إلى محاولة بسط نفوذها على مدينة عدن الجنوبية.
وعلى الرغم من الضربات التي تلقتها الميليشيات الحوثية من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، منذ 2015، وتحقيق العمليات العسكرية لقدر كبير من النجاحات الملموسة على الأرض تسببت في شل حركتها وانهيار معنوياتها، إلا أنها لا تزال تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء، ومحافظات شمال وغرب البلاد، الأمر الذي يفتح الكثير من التساؤلات..
أهمها..من أين تحصل ميليشيا الحوثي على أسلحتها، ومن يقف وراء تمويلها، وما هو سر إصرارها على القتال ضد أبناء شعبها والوقوف في وجه الشرعية؟!
خاصة بعد اكتشاف كميات كبيرة من الأسلحة كانت تكفي لسد احتياجات الشعب الفقير الذي لا يجد قوت يومه.
أصابع الإتهام لطالما أشارت إلى أن إيران هي من تقوم بمد الحوثيين بالأسلحة وتشرف على تهريبها إلى اليمن، في حين أن هؤلاء المتمردين ما هم إلا خنجر يستعمله النظام الإيراني للوقوف ضد المملكة العربية السعودية التي تعد الحائط المنيع ضد مشروع طهران في المنطقة.
إيران تهرب السلاح إلي اليمن عبر خط بحري
وكان تقرير لمنظمة "أبحاث تسلح النزاعات" كشف عن وجود خط بحري لتهريب الأسلحة من إيران إلى جماعة الحوثي في اليمن، عبر إرسالها أولا إلى الصومال، مستندا على عمليات تفتيش بحرية تمت بين فبراير ومارس 2016، وضبطت خلالها على متن سفن الداو الشراعية التقليدية".
وذكرت المنظمة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها وتعتمد في تمويلها على الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي، إنها حللت صورا فوتوغرافية للأسلحة التي صودرت على متن هذه السفن خلال عمليات تفتيش تولتها السفينة الحربية الأسترالية "اتش ام ايه اس دارون" والفرقاطة الفرنسية "اف اس بروفانس".
مضيفة أن هاتان السفينتان الحربيتان قامتا بعمليات التفتيش هذه في إطار مهمة لمراقبة الملاحة لا علاقة لها بالحرب الدائرة في اليمن.
وأكدت أن السفينة الأسترالية ضبطت على متن سفينة داو متجهة إلى الصومال أكثر من ألفي قطعة سلاح، بينها رشاشات كلاشينكوف و100 قاذفة صواريخ إيرانية الصنع".
أما الفرقاطة الفرنسية فضبطت على متن سفينة داو أخرى ألفي رشاش تحمل مميزات "صناعة إيرانية" و64 بندقية قناص من طراز هوشدار-ام إيرانية الصنع، بحسب التقرير نفسه.
وصادرت الفرقاطة الفرنسية تسعة صواريخ موجهة مضادة للدروع من طراز كورنيت روسية الصنع.
التحالف العربي ايران مصدر السلاح لليمن.
كانت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية، قالت إنها أنها عثرت في اليمن على صاروخ كورنيت يحمل رقما متسلسلا ينتمي إلى نفس سلسلة أرقام الصواريخ التسعة المصادرة، "مما يدعم بأن الأسلحة أتت من إيران وأن شحنات الأسلحة على متن سفينتي الداو كانت متجهة إلى اليمن".
وقال مسئولون في الحكومة الفرنسية إن سفينة الداو التي ضبطت الفرقاطة الفرنسية أسلحة على متنها كانت متجهة إلى الصومال "من أجل احتمال شحنها مجددا إلى اليمن".
وفي ذات السياق قالت منظمة " أبحاث تسلح النزاعات" إنه تم العثورعلى متن السفينتين الشراعيتين، على بنادق خفيفة مصنعة في كوريا الشمالية وتنتمي إلى نفس السلسلة من الأرقام المتسلسلة، "مما يحمل على الاعتقاد أن مصدرها هو نفس الشحنة الأساسية".
واستندت إلى عملية تفتيش قامت بها في مارس البحرية الأمريكية وضبطت خلالها رشاشات كلاشينكوف وقاذفات صواريخ ومدافع رشاشة "مصدرها إيران ومرسلة إلى اليمن".
وأكدت أن اثنتين من السفن التي عثرت على متنها هذه الأسلحة صنعتا في إيران من قبل شركة المنصور للصناعات البحرية.
وكشفت أن الكميات التي تم تهريبها إلى الحوثيين في شكل شحنات صغيرة ومتكررة تعادل مئات المرات ما تم كشفه من المواد المهرّبة إلى اليمن
.
الحرس الثوري ونقل الأسلحة إلى اليمن
يعتبر الحرس الثوري، هو العمود الفقري للنظام الإيراني، بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي، وله الكلمة العليا في البلاد، فضلا عن مساهمته في رعاية الإرهاب وتصدير السلاح والمقاتلين لزعزعة أمن واستقرار الشرق الأوسط، خصوصا في اليمن.
ويهيمن على الاستيراد والتصدير حيث يشرف على حوالي 45 بالمئة من الموانئ في البلاد بحدود 90 من أصل 212 ميناء ومرفأ.
ومن أهم أسباب حرص المرشد على خامنئي، على دخول الحرس الثوري في القطاع الاقتصادي، يعود إلى توفير سبل لتهريب بضائع وأسلحة من السوق السوداء خارج المراقبة الدولية والعقوبات الدولية الصارمة على كل من يصدّر أو يستورد من إيران، بينما الحرس الثوري عمد إلى لعب دور المهرب والمتهرب من هذه العقوبات عبر الموانئ الخاصة به.
وتتمتع هذه الموانئ بحرية مطلقة بعيدا عن أي ضرائب أو مراقبة داخلية، بالإضافة إلى كون التهريب يجعلها خارج سياق الرقابة الدولية أيضا.
وتقدر قيمة المواد المهربة عبر تلك الموانئ بحوالي 12 مليار دولار سنويا متضمنة بعض الشحنات غير القانونية من النفط والغاز والمواد الكيميائية وبعض المنتجات التكنولوجية، ولا يتضمن هذا المبلغ قيمة السلاح والعتاد العسكري.
وعليه ومن خلال موانيه ، قام الحرس الثوري بتهريب المال والسلاح إلى اليمن منذ فترة طويلة .
بعدما استخدم الموانئ لتهريب السلاح والمال إلى اليمن، إذ يقوم بإرسال شحنات صغيرة إلى الحوثيين بشكل متكرر بحيث لو كشفت أي من هذه الشحنات تكون الخسارة محدودة وتخفي الحجم الحقيقي للدعم العسكري والمالي المقدم للمتمرّدين.
داعش وايران عملة واحدة
وقال مراقبون إنه يجب وضع حد لنظام الملالي الذي يرعى الإرهاب في اليمن والشرق الأوسط.
وأضافوا أن النظام الإيراني وداعش عبارة عن وجهين لعملة واحدة مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن النظام الإيراني أكثر خطورة لأنه يهيمن على دولة كبيرة ذات موارد ضخمة تمكنه من رعاية الإرهاب عالميا.
وطالبوا بتصنيف تنظيم الحرس الثوري منظمةً إرهابيةً ووضعه على القوائم السوداء وفرض عقوبات على قياداته وعلى الشركات الوهمية التي تخدمه.
وقال عضو البرلمان البريطاني ماثيو أفورد إن ما زاد من إمكانية إيران لنشر الإرهاب هو الاتفاق النووي الذي وفر لها حرية الحركة وزاد من قدراتها المالية.
فيما قال ستروان ستيفنسون رئيس منظمة حرية العراق الأوروبية إن إيران عبر ذراعها الإرهابي الحرس الثوري قامت بالتدخل في شؤون 14 دولة مسلمة، مضيفا "لذلك أدعو إلى وضع الحرس الثوري على قوائم الإرهاب".