هل بدأ عقد تدخلات إيران باليمن ينفرط؟
وجهت الحكومة اليمنية رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن التدخلات الإيرانية المستمرة في الشأن الداخلي اليمني، وطالبت بتصنيف ميليشيات الحوثيين جماعة إرهابية.
وفي رسالة وجهها السفير اليمني في الأمم المتحدة خالد اليماني، اتهمت الحكومة الشرعية اليمنية طهران بأنها تشكل خطرا على الملاحة الدولية في باب المندب، من خلال دعمها لميليشيات الحوثي في هجماتها على عدد من السفن المارة في المضيق.
وأكدت الحكومة اليمنية في رسالتها أن إيران مستمرة في تمويل وتسليح ميليشيات الحوثي، بما يؤدي إلى تغذية استمرار الحرب في اليمن، كما طالبت الأمين العام للأمم المتحدة بتصنيف ميليشيات الحوثي جماعة إرهابية.
وتتواصل التدخلات العلنية الإيرانية في اليمن بمساندة جماعة الحوثيين في انقلابهم على الشرعية هناك، ومحاولة اغتصاب السلطة من الحكومة المنتخبة عنوة، وهو ما رفضته المملكة العربية السعودية، ومعها دول عربية وإسلامية عدة، وقررت فيما بينها تكوين تحالف دولي لمواجهة الأطماع الحوثية، وردهم على أعقابهم.
وتتهم المملكة العربية السعودية والحكومة اليمنية ودول غربية إيران بخرق قرار لحظر السلاح المفروض على اليمن بموجب قرار 2231. وقالت فرنسا في وقت سابق من العام الماضي إنها ضبطت شحنة أسلحة من قبل البحرية الفرنسية، كما أن المملكة العربية السعودية ضبطت من قبل شحنات عدة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت دولة الإمارات أنها استدعت القائم بأعمال السفارة الإيرانية في أبوظبي احتجاجا على «تزويد» طهران للمتمردين الحوثيين اليمنيين بالأسلحة، من بينها الطائرات دون طيار التي استهدفتها قوات التحالف العربي مؤخرا، وهو ما يعد مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باليمن.
وحققت قوات الحكومة اليمنية الشرعية في الأيام الماضية تقدما في مناطق عدة، وخاصة في معركة الساحل الغربي، التي تهدف إلى حماية المواطنين من انتهاكات الحوثيين وفق البيانات الحكومية.
وتؤكد الحكومة الشرعية أن المواطنين في تلك المناطق يعانون القمع والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان من قبل الحوثيين وصالح، بما في ذلك الاعتقالات والإخفاء القسري والتجنيد الإجباري للشباب والأطفال والقتل خارج القانون والحرمان من المساعدات وتفجير المنازل.
تحالف يمني أميركي ضد إيران
يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب، أن توجهها يتوافق مع توجهات اليمن بشأن مكافحة الإرهاب، ووضع حد للتدخلات الإيرانية في اليمن عبر أذرعها الانقلابية.
وأشاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، خلال لقائه السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، أمس السبت، في العاصمة السعودية الرياض، بموقف الإدارة الأميركية الجديدة المناهض للتدخل الإيراني في المنطقة، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
مكافأة أوباما لطهران
وكان مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة قد اتهم، إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بـ«التساهل والتلاعب» بملف بلاده: «مكافأة لإيران بعد توقعيها للاتفاق النووي».
وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يدرك «مخاطر التدخلات الإيرانية في شؤون اليمن والمنطقة، والحاجة لصياغة استراتيجية شاملة لمعالجة الخلل في العلاقات العربية الإيرانية».
ويرتبط «الحوثيون» بعلاقات مع إيران، وتعمل الميليشيات على تزويدها بأسلحة متطورة وخبراء تصنيع، مما مكنها من مهاجمة الأراضي السعودية.
وفي 14 يوليو (تموز) 2015، (في عهد إدارة أوباما) توصلت إيران إلى اتفاق نووي شامل مع مجموعة القوى الدولية «5 1» (الصين وروسيا وأميركا وفرنسا وبريطانيا، إضافة إلى ألمانيا)، ودخل حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2016.