عدن بين انفصالية "جولدمور" واتحادية "معاشيق"
لم يتفاجئ المواطن في عدن بما حدث في مطار عدن من تمرد واشتباكات ذهب ضحيتها شباب مقاومون من الطرفين خاصة وهو يرى تكتلات مليشياوية مدججة بالسلاح تحمل مسميات مختلفة وتستمد دعمها من جهات مختلفة ايضا , وكان الامل الذي يراود المواطن بعدن والمحافظات الجنوبية المحررة هو دمج وتوحيد هذه المليشيات المسلحة تحت قيادة وزارة الدفاع والداخلية ومن ثم البدء باستعادة المنشئات التي تقع تحت سيطرت هذه المجاميع لتعود للدولة الشرعية ..
وحول ذلك أقدم الرئيس عبدربه منصورهادي على بعضٍ من هذه الخطوات بغية تثبيت سلطات الدولة الشرعية "أمنية ومدنية "واستعادة مؤسساتها المصادرة من قبل جماعات مسلحة غير رسمية في عدن ومحيطها من المحافظات المحررة، لم يرق إقدام هادي على هذه الخطوة بعض الجهات التي ربما في ظاهرها تتبع السلطات الشرعية كونها تستمد توجيهاتها من أطراف خارجية ترى مصلحتها فوق مصلحة الدولة الشرعية نفسها، فهي ترى في بقاء الوضع على هذه الشاكلة طريق لتقويض نفوذ السلطات الشرعية داخليا وخارجيا وبالتالي القبول بمبادرات عابرة للقارات تجبر هادي وحكومته القبول بخارطة طريق تقضي بدرجة أساسية إقالة نائب الرئيس وبقاء هادي شكليا ولفترة مؤقتة مقابل دخول طرفي الانقلاب كشريك في العملية السياسية وإلغاء مخرجات الحوار والدولة الاتحادية التي يصر هادي على إقامتها. .
بين الإتحادية والانفصال!
لم تك هذه الأمور "آنفاً" بواقعها الفضفاض في معزل عن الذي يجري في عدن وتداعياته خاصة وهناك قوى مسلحة تسعى لتوسيع نفوذها على حساب مؤسسات الدولة الأمنية الرسمية وبدعم خارجي ربما يلتقي مع من يقاتل الشرعية والتحالف في مصالح قديمة جديدة ظاهرها محاربة الإرهاب وباطنها محاربة جهة معينة تقف مع هادي والشرعية بكل ما تملكه من مقومات خدمة لمشروعها العدائي والمتصادم مع الاستقرار في المنطقة.
ظل الرئيس هادي ينظر لليمن بمنظار واسع ومازال , بينما الطرف الآخر في عدن ينظر من منظور جغرافي يتلخص بمطالب استعادة الدولة التي كانت قائمة في الجنوب ما قبل 1990م على اعتبار أن قرارات هادي – إن نفذت – بمثابة سحب للبساط من تحت أقدامهم لصالح اليمن الاتحادي الذي يرفضوه بقوة , الأمر الذي جعل سياسيين ينظرون لهكذا تصرف ضيق بأنه امتدادا لنظرة الجهة الخارجية الداعمة لهم والتي تسطح معركة الشرعية بمحاربة حزب أو جماعة حتى ولو كانت على نفس الهدف المتمثل باستعادة الشرعية والوطن من يد حلفاء ايران في اليمن.
فبركات تكشف الجهة المستفيدة من الاحداث!
وبالرغم من صمت هذه الجهات وعدم الافصاح عن الهدف الذي تسعى من اجله بشكل واضح وصريح من وقوفها حجر عثرة أمام ما تقوله الرئاسة "بانه استعادة لمؤسسات الدولة " ومحاولتها تقويض قرارات وتوجيهات الرئاسة اليمنية سواء في الميناء أو المطار أو الحزام الامني، إلا أن ما يبدد هذا الصمت ويكشف عن سلوكها أكثر هي الوسائل الإعلامية المدعومة منها والتي تطل بأخبار وتصريحات تدعي "انفراديتها" بنشرها ، توجه فيها اتهامات لأطراف في الشرعية والتحالف بالانقلاب الابيض في عدن ومطارها مع أن الجميع يعلم بزيفها كونها فبركات وتكهنات تستقيها هذه الوسائل من نفس المطبخ الذي أشار لها بالتمرد ووعد بدعمها ماليا ومعنويا وعسكريا في مواجهة السلطة الشرعية التي يحارب في صفها الداخل والإقليم، وبحسب هذه الوسائل الإعلامية صاحبة السبق والانفراد فهي تحاول دغدغة عاطفة الجنوبيين ومحاولة اثارتهم من خلال دس السم في العسل، من خلال توجيه الرأي العام لفهم ما يحصل في الواقع على انه انقلاب ضد السلطات المحلية بعدن وتقويض لمهمة دولة الامارات في العاصمة المؤقتة والجنوب , ومن ثم تحدثت هذه الوسائل الاعلامية عن شحنة سلاح أوكرانية تم ضبطها بمطار عدن كانت السبب وراء رفض قرارات الرئاسة الشرعية، الأمر الذي يدحضه الواقع كون التمرد حصل بعد توجيهات الرئيس هادي الذي تحاول هذه المواقع الاعلامية تقزيمه عند كل توجيه أو قرار يصدره وحتى في مقابلاته وتصريحاته ينسبونها لغيره مدعين عدم معرفته بما يصدر منه أو ما يصرح به ..
الصحفي الجنوبي حسين حنشي والمحسوب على قوى الممانعة والرفض لقرارات الرئاسة يتساءل يتهكم عن سر سحب اللواء الرابع الذي يقوده السلفي مهران القباطي من البقع بصعدة إلى عدن وتسميته بلواء الحماية الرئاسية على اعتبار أنه لغز يحتاج إلى فهم : "مهران لم يسحب من فراغ ولم يحول تسمية قواته من فراغ كذلك.!".
مؤكداً على ان "الصراع بالمفتوح بين قوى وطنية جنوبية مسنودة بطرف خليجي "يقصد الإمارات " يسعى لإقليم جنوبي ولأخذ الجنوبيين حقهم "الإنفصال" وبين قوى يمنية عتيقة يتقدمها علي محسن الاحمر تستخدم ادوات مقاومة بلطجية وقرارات الرئيس الشخشيخة" حسب قوله !
خدمة مجانية..!!
لتبقى تداعيات أحداث المطار محل تجاذبات وتحليلات شتى تختلف بإختلاف قائليها , بالتزامن مع تخندق ناشطين هنا وناشطين هناك , إلا أن الإجماع هو أن كل تلك الأحداث تصب في خدمة أطراف لا يهمها استقرار اليمن عامة والجنوب بشكل خاص بل أن ما أقدمت عليه من إفتعال للفوضى يؤجل الحسم العسكري في الجبهات ويقضي على الآمال المشرعة نحو الخلاص القريب من الانقلاب.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها