تفاصيل تُكشف لأول مرة عن عملية الانزال لأمريكي في البيضاء
كانت تنتظر وليدها الجديد ليخرج للحياة، بعد تسعة أشهر من عناء الحمل، لم تكن تعلم ما يخبئه لها القدر، ولا أن جندياً سيأتي من من عالمٍ بعيد، معه أحدث التقنيات ليقتل جنيناً في أحشاء أمه قبل أن يبصر النور. ليدافع عن أمن دولته العظمى، التي يقالُ إنها أصبحت متحضرةً، بما يكفي لترى أن قتل الأجنة في أرحام النساء قد طوته القرون، وانمحى في حروب التبشير باسم "اليسوع".
كان ذلك جانباً مما حدث على الهامش، في عملية الأحد، في الهجوم الذي نفذته قوات من نخبة الجيش الأمريكي على منازل مواطنيين يمنيين يعتقد صلتهم بتنظيم القاعدة، في أولى "غزاوات" ترامب الخارجية. حيث علم "مسند للأنباء" من مصادر محلية أن الجنود الامريكيين قتلوا جنيناً في شهره التاسع، عندما اخترقت رصاصة طائشة أحشاء أمه اثناء الاشتباكات بين الجنود الأميركيين والعناصر المسلحة، والعجيب أن الام نجت بعملية جراحية.
واشنطن تُقرُّ رسمياً بقتل المدنيين
في ذات السياق أقرتْ واشطن رسمياً بسقوط قتلى مدنيين بينهم نساء واطفال بعملية إنزال نفذتها قوات خاصة فجر الاحد على معقل شيخ قبلي، قيل إنه من المتحالفين مع تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء.
وقالت القيادة المركزية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، في بيان لها "يبدو أن الضحايا المدنيين المحتملين أصيبوا بطلقات طائرات أو مروحيات دعم للجنود الأمريكيين الذين كانوا يقاتلون على الأرض".
وأسفرت الاشتباكات بين القوات الامريكية ومسلحين، يعتقد انتماءهم لتنظيم القاعدة، عن مقتل نحو 45 شخصا بينهم الشيخ القبلي المصنف ضمن القيادات البارزة في جماعة أنصار الشريعة، عبدالرؤوف الذهب واثنان من أشقائه، وأكثر من 10 مسلحين من جنسيات عربية وأجنبية، إضافة الى مقتل جندي أميركي وإصابة 3 آخرين، وذكرت مصادر إعلامية أن إحدى طائرات الأباتشي المشاركة في العملية أسقطت بنيران مسلحي التنظيم.
أسماء وهويات القتلى
حصل "مسند للأنباء" اليوم الخميس، على قائمة أولية بأسماء ضحايا الهجوم الأميركي الجوي والبري المزدوج على بلدة "يكلا" عند الحدود الإدارية بين محافظتي البيضاء، ومارب.
والى جانب الأخوين عبدالرؤوف، و وسلطان الذهب، اضافة الى سيف الجوفي المحسوبين على تنظيم القاعدة، تضم القائمة اثنين من أبناء اشقاء عبدالرؤوف الذهب، وستة من عائلة العامري بينهم ثلاث نساء، واثنين من أسرة العربجي، اضافة الى الطفلة نورا العولقي.
وجاء في القائمة الأولية جملة من أسماء الضحايا الذين قضوا خلال العملية المزدوجة لقوات النخبة في الجيش الأمريكي، وهم: عبد الروف أحمد ناصر الذهب، سلطان أحمد ناصر الذهب، أحمد عبد الإله أحمد ناصر الذهب، ناصر عبد الله أحمد ناصر الذهب، سيف الجوفي، زبن الله ناصر عثمان العربجي.، علي أحمد ناصر عثمان العربجي، عبد الله أحمد عباد الزوبة، عبد الله مبخوت محسن العامري، محمد عبد الله مبخوت محسن العامري، مرسل عبدربه مبخوت العامري، ظبية علي عبد الله العامري، فطيم سالم مبخوت العامري، بنت فهد علي أحمد محسن العامري، نوارا أنور العولقي (ابنه القيادي اليمني_الأمريكي أنور العولقي)
ويرى مراقبون أن هوية القتلى، تعكس توزيعا عائليا للضحايا، الامر الذي يثير علامات استفهام كثيرة حول مبررات الهجوم الذي دشن به الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، عملياته العسكرية البرية، وهو ما يعكس بجلاء أن العملية الأمريكية، لم يكن الهدف الرئيس منها هو استهداف عناصر القاعدة (الخطيرين)، وفق المنطق الذي حاولت وزارة الدفاع الأمريكية تسويقه، بقدر ما كان للامريكيين مآرب أخرى، حاولوا تحقيقها من خلال عمليتهم العسكرية الخاطفة، مع أنه كان من الممكن استهداف تلك العناصر _الذين يهددون واشطن_ من خلال الضربات الجوية، على غرار المرات السابقة، التي استهدفت فيها واشنطن عدداً من قادة التنظيم، بطائرات من دون طيار.
أصدى غاضبة على التواصل الاجتماعي
لاقت العملية الامريكية، قدراً واسعاً من السخط في الشارع اليمني، تداعت له شبكات التواصل الاجتماعي بكثير من الاهتمام والنقد، بشكل غير مسبوق، وباجماع تام على المستوى الشعبي والحزبي.
فيما ذهب آخرون إلى الدعوة لعدم الرضوخ، لحتميات المزاج الأمريكي، حيث يقول الاعلامي والكاتب محمد دبوان ".. أمريكا ليست آلهة لهذا الكوكب، ليست سيفاً سماوياً لا قدرة للأمم على تقويضه، ليست قدراً حتمياً علينا تقبله بمرارة وعجز، ليست سلطاناً أبدياً يصعب الافلات من يديه، هذه البلدة التي تصدر الجنون للعالم يمكننا طعنها في خاصرتها، يمكننا لسعها بحرارة في قلب وجودها ، يمكننا تكسير نواجذها، وشجّ جبهتها بقليل من الذكاء، وكثير من الإيمان بحقنا في الوجود".
وتعتقد الأستاذة والكاتبة سماح حمود، أن سلوكيات الادارة الأمريكية الجديدة إنما هي مؤشر على "الوفاة الأخيرة لانهيار أمريكا"، وتتابع بتهكم: الرئيس ترامب يعمل بالمثل الصنعاني القائل "ابسرتوني، ولا اسنب"
و تبؤات صورة ابنة الشيخ أنور العولقي ذات الثماني سنوات، التي قضت في الهجوم صدىً واسعاً لدى رواد التواصل الاجتماعي، معتبرين أن غل الادارة الأمريكية الجديدة قد أعمى بصيرتها، وأنها تعاني من عوزٍ أخلاقي لايفرق بين الارهابي والطفل، ويقتل البراءة في المهد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها