ظل صالح الخفي في ثوب الشرعية باليمن
عدن بوست -مسندللأنباء: الخميس 02 فبراير 2017 08:56 مساءً
يخشى يمنيون من إعادة إنتاج نظام صالح, وبأدوات أخرى, وتكنيك جديد يحافظ على شبكة المصالح المعقدة, التي بنيت في أكثر من 3 عقود من حكم اليمن, ويفصح البعض بأن الشرعية لم تستوعب الدرس بعد خصوصاً بعد تعيينات جديدة, قذفت بمقربين من صالح إلى مراكز صنع القرار, كما هو قرار تعيين محافظٍ لمحافظة الحديدة, غرب اليمن, والذي أعده مهتمون يصب في خانة الانقلابيين, كون المعين يعد من المؤيدين للانقلاب إلى فترة سابقة.
تعيينات أخرى يراها ناشطون تحدثوا لـ"مُسند للأنباء" بأنها لا تخدم مشروع الدولة المرتقب, خصوصاً بأنه يعمل على تهميش قوى, تقاتل في صفوف الشرعية, بوضوح وتأتي بشخصيات كانت تمثل ركائز مهمة في فساد النظام السابق, ويتحدث الناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي, إن بعض الشخصيات المسبحة بحمد الشرعية والمقاومة اليوم, كانوا بالأمس ضد ثورة فبراير الشبابية, التي يحتفي اليمنيون بذكراها السادسة والتي توافق الـ "11" من الشهر القادم.
أكثر من ثلث قرن من الحكم العضود، كانت كافية لِعرَّاب المكائد السياسية في اليمن، (الرئيس السابق صالح) الذي امتدت سنوات حكمه ثلاثة عقودٍ ونيف، للتغلغل في الدولة حتى أخمصها، حتى بعد تركه للسلطة _نظرياً_ بقيت أعنَّةُ الأمور بيده.
الشرعية لم تكن بمأمن من مكر الرجل فكثير من رجالات (صالح) يستترون تحت دثار الشرعية، ويتموضعون في مفاصل مهمة من مفاصل الحكومة الشرعية، والجيش الوطني، تمثل ظل صالح الخفي في كيان الشرعية.
انقلابيون في ثوب الشرعية
بصرف النظر عن عمق تغلغل صالح وجهازه المخابراتي الذي ظل بمأمن من التأثر بالأذى رغم الإرهصات المرحلية خلال الخمس السنوات الماضية، لكن الإشكال الحقيقي يتجلى في وجود نخبة سياسية وعسكرية من الصف الثاني _أو قريبة من دوائر صنع القرار_ داخل الهيكل السياسي والعسكري للشرعية، ما تزال تدين بالولاء لصالح وحزبه، وهو ما يعد طعنة نجلاء في خاصرة الدولة والشرعية والولاء الوطني، ويقوض كل الآمال المترقبة لعودة الشرعية والجمهورية، من قبضة الانقلابيين إلى الشعب صاحب الحق في تنصيب الحكام وعزلهم، بطريقة ديمقراطية تهدي, للتي هي أقوم.
مصدر خاص (فضل عدم ذكر اسمه) قال لـ"مُسند للأنباء": إن هناك قيادات في الشرعية على مراتب متفاوتة تعمل على تأمين خطوط التهريب في المناطق التي تسيطر عليها قوات الشرعية، التي ما تزال نشطة، يتم عبرها تهريب أسلحة وأجهزة حديثة في المجال العسكري وتوجيه الصواريخ، التي تصل إلى أيدي الانقلابيين، بتواطؤ من بعض المفاصل الأمنية في الشرعية.
وبحسب المصدر فإن شحنات من الأسلحة المهربة للانقلابيين تمر عبر الطريق البري من منفذ شحن _شرقاً على الحدود العمانية_ تمر آمنة مطئنة، متجاوزةً زهاء 40 نقطة أمنية تابعة للشرعية، وصولاً مديرية "قانية" التابعة لمحافظة البيضاء، التي تعد البرزخ الفاصل بين مناطق النفوذ الحوثي الصالحي، والمناطق التي تسيطر عليها قوات الشرعية.
زعزعة الأمن في المناطق المحررة
الجهاز المخابراتي التابع لصالح ما يزال نشطاً في المناطق المحررة، ويقول متابعون إن صالح كان المسؤول الأول عن زعزعة الأمن في تعز, التي شهدت حملة اغتيالات حملت ذات السمات التي نفذت بها اغتيالات مماثلة في صنعاء, ومدن يمنية أخرى، مثل مدينة عدن التي شهدت أعمال عنف دامية، قال محللون إن صالح لعب فيها دور العقل المدبر، وهو ما أثار استغراب المتابعين على حجم الاختراق الأمني، رغم كل الجهود المبذولة.
فبراير ورجالات صالح في الشرعية
للصحفي محمد اللطيفي عن رجالات صالح المتواجدين في إطار الشرعية، بأنه صياغة تاريخ جديد للفشل الانقلابي، ومع كل انتصار في الميدان، نلحظهم يشككون في المقاومة التي تسطّر تلك الانتصارات، بمحاولة جعلها تعبيرا أحاديا عن طيف سياسي معين، وهم بهذا يحاولون تكرار قصة عمران التي أسقطت بحجة أن المعركة ليست إلا بين الاصلاح والحوثي، وليست بين الدولة والمليشيا.
ويؤكد اللطيفي على صفحته في التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بأنه مع قرب الذكرى السادسة لثورة فبراير (11/ فبراير 2011)، سنلحظ أن رجال صالح يكتبون بسخرية عن تاريخ فبراير، مع أنهم كما يدعون مع الشرعية، وفي الحقيقة فبراير "تفضحهم" فالشرعية حسب اللطيفي هي نتاج سياسي لتلك اللحظة الفبرايرية، لولاها لما اكتسب كل من يعمل تحت الشرعية؛ بما فيهم مثقفو صالح، شرعية وجوده، والمقاومة التي تحمي الشرعية الآن هي إحدى تجليات فبراير، ولولا هذه المقاومة لكان اليمن كله إحدى حسينيات إيران، ولكان هؤلاء المتثاقفين مجرد ألسنة تلعق أقدام شيوخ طهران.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها