اتهامات لإيران بدعم الحوثي وضخ أموال هائلة لشراء ذمم قيادات جنوبية
لم تقتصر الاتهامات الموجهة لإيران بالتدخل بشؤون اليمن على المسؤولين اليمنيين فحسب، بل إن السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين ذهب هو الآخر لتوجيه انتقادات مماثلة. في وقت كشف فيه مركز أبحاث يمني عن دعم إيراني لتوجه مسلح لجناح في الحراك الجنوبي.
فقد اتهم السفير الأميركي في تصريحات صحفية أدلى بها مؤخرا، طهران بضخ أموال هائلة لشراء ذمم قيادات انفصالية بالجنوب. كما أكد أنها تدعم جماعة الحوثيين في صعدة، وأنها تقيم علاقات مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وذلك في إطار توجه إيران لإفشال تنفيذ المبادرة الخليجية باليمن.
وتزامن ذلك مع سريان أنباء غير مؤكدة عن ذهاب شباب من الحراك الجنوبي المسلح إلى لبنان وإيران للتدرب على السلاح، مما اعتبره البعض توجها جديدا قد يلمح إلى دعم إيراني لجناح انفصالي بالحراك الجنوبي يقوده علي سالم البيض، نائب الرئيس اليمني الأسبق وشريك الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في إعلان الوحدة اليمنية عام 1990.
تحركات طهران
إلى ذلك أفاد تقرير أصدره مركز أبعاد للدراسات والأبحاث بصنعاء، بأن "طهران تحاول تثبيت قدمها في عدن وباب المندب الذي يفوق مضيق هرمز أهمية في تغذية العالم بالنفط".
وذكر التقرير الصادر في 8 يوليو/تموز الجاري، أن إيران تستغل كذلك الحوثيين في الشمال للقيام بالمهام اللوجستية للسيطرة على الجنوب. وتحدث عن "اتهامات موجهة للحوثيين ومن ورائهم إيران بالسعي لتفجير الأوضاع في المحافظات الجنوبية" وإشعال حرب جديدة بصعدة لإرهاب دول خليجية وأميركا.
وأشار التقرير البحثي إلى أن هذه الاتهامات تستند إلى وقائع كـ"وجود مسلحين حوثيين من صعدة في أوساط فصيل بالحراك المسلح"، وكذلك القبض على مسلحين من صعدة كانوا يقاتلون مع تنظيم القاعدة في أبين، إضافة للزيارات المتبادلة بين قيادات في الحراك المسلح وقيادات حوثية بين عدن وصعدة.
من جهته قال القيادي بالحراك الجنوبي العميد عبد الله الناخبي، في اتصال مع الجزيرة نت من عدن، إن الواقع يفيد بأن أعمال الشغب التي شهدتها عدن مؤخرا لا سيما التفجيرات وقطع الطرقات "يقف وراءها عناصر الحراك التي تدربت في إيران وبدعم من بقايا نظام الرئيس السابق".
وأضاف الناخبي "ليس خفيا علاقة بقايا النظام السابق بالحراك المسلح، فهناك سيارات وأطقم عسكرية محملة بالسلاح، تسلّم للقيادات بالحراك التي تنهج العنف"، مؤكدا وقوف نجل صالح، الذي يقود الحرس الجمهوري، وأعوانه وراء تسهيل تصدير السلاح والأموال لعناصر الحراك المسلح "لتحقيق مقولة المخلوع إنه إذا رحل عن السلطة ستدخل اليمن في حرب أهلية".
الانتقال للعنف
وأشار الناخبي إلى أن جناحا في الحراك يتبع علي سالم البيض، أعلن أنه سينتقل إلى العمل المسلح واتخاذ العنف منهجا لتنفيذ خياره السياسي، مشيرا إلى أن بعض عناصر هذا الجناح قاتل إلى جانب جماعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم القاعدة في محافظة أبين.
وأضاف أن "التدريبات العسكرية لمجاميع من عناصر الحراك (التابعة للبيض) تجري في إيران وبإشراف الحرس الثوري، وفي لبنان يتولى تدريبهم حزب الله، ومن ثم يعودون إلى عدن لخلق الاضطرابات والفوضى".
وقال العميد الناخبي إن "إيران تسعى لإيجاد موطئ قدم لها بجنوب اليمن كما في الشمال عبر حلفائها الحوثيين"، لكنه أكد رفض الحراك الجنوبي للعنف بكل أشكاله وتمسكهم بالنضال السلمي لتحقيق مطالبهم المشروعة.
دعم المسلحين
من جهته رأى رئيس منظمة سواء لمناهضة التمييز -المعنية بشؤون الأقليات- فؤاد العلوي، أن الدور الإيراني في اليمن أصبح ملموسا ويدركه الجميع، "وليس أدل على ذلك من دعمها الواضح لقوى مسلحة في الساحة اليمنية كالحوثيين في الشمال، واستغلال نزعة الانفصال الموجودة في جنوب البلاد، ومد قنوات إعلامية بالمال والتدريب".
وأكد العلوي في حديث للجزيرة نت أن التدخل الإيراني المتزايد باليمن ليس مجرد تكهنات، مشددا على أن كثيرا من الإعلاميين العاملين في قنوات تغذي المد الإيراني تلقوا دورات تدريبية في بيروت ونقلوا إلى طهران، وأن تلك القنوات تروج بشكل واضح للمذهب الشيعي.
وقال العلوي إن "هناك استغلالا إيرانيا للنزعات الانفصالية والمذهبية، كما هو حاصل في الجنوب والشمال، تهدف كلها إلى إضعاف السلطة المركزية في اليمن، بهدف خلق بيئة تسمح لها بنشر مذهبها أولا، وثانيا إشغال دول الخليج بالصراع في اليمن ليتسنى لها تحقيق أهدافها في المنطقة".
المصدر: الجزيرة