سر انهيار الحوثيين في اليمن
عدن بوست الأربعاء 25 يناير 2017 07:01 صباحاً
والت انهيارات ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية أمام الضربات الموجعة لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في العديد من المحافظات، بإسناد من قوات التحالف العربي, وزاد من التصدع بعد إعلان الجيش استعادته لميناء المخأ المهم, والواقع في الساحل الغربي لليمن.
الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يحققان تقدماً كبيراً في سبع جبهات ساخنة، تحت غطاء جوي لمقاتلات التحالف العربي، في الجوف والمصلوب والساحل الغربي بتعز، وعلب وصرواح ومنطقة نهم على مشارف صنعاء، وبيحان بمحافظة شبوة.
وأعلن الناطق الرسمي لقوات الجيش الوطني العميد الركن عبده مجلي أن القوات المسلحة مسنودة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي تمكنت الإثنين من تحرير ميناء ومدينة المخأ غرب محافظة تعز بالكامل من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
من جانبه قال قائد محور تعز اللواء ركن خالد فاضل: إن قوات الجيش تقدمت الى مثلث مدينة المخأ من جهة الدفاع الجوي شرق المدينة فيما تقوم وحدات الجيش بتمشيط المدينة من جيوب الميليشيات.
وذكر ناطق الجيش أن قوات الشرعية بسطت سيطرتها الكاملة على جميع المنافذ الحدودية البرية، وهي منفذ الوديعة والطوال وعلب والبقع، فيما يجري العمل على مواصلة السيطرة على موانئ البلاد كافة، مع اقتراب الجيش من تحرير ميناء المخا الاستراتيجي.
خسائر كبيرة
وخسرت المليشيات الانقلابية في هذا التقدم مواقع كثيرة، وتكبدت خسائر بشرية بلغت المئات من القتلى والجرحى والعشرات من الأسرى، وتدمير آليات وقواعد صواريخ.
وعلل محللون سياسيون لـ "مُسند للأنباء" أسباب انهيار المليشيات في الجبهات يعود للانقسامات والخلافات بالذات بين مليشيا الحوثي وأتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
العامل الاقتصادي
من الأسباب التي أدت إلى انهيار المليشيات في الجبهات هو العامل الاقتصادي حسب مراقبين, بسبب التسابق على الغنائم من قبل القيادات والسعي للغنى والفساد داخل المنظومة الميلشاوية, إضافة إلى عدم اهتمامهم بالبسطاء وعدم تحقيق أي تقدم لحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة.
عمليات نوعية للتحالف
اعتبر باحثون لـ"مُسند للأنباء" أن من بين الأسباب لانهيار الانقلابيين في الجبهات أن قوات التحالف وصلت الى طريق مسدود مع المجتمع الدولي, الذي يعمل لصالح المليشيات الانقلابية، ويحاول بكل بمبادرة يطرحها أن يحجم من دور الحكومة الشرعية بينما يشرعن للانقلابيين عملية انقلابهم، حيث اتخذت دول التحالف والحكومة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي موقف موحد، مما يدل على أن قوات التحالف بدأت خلال الفترة الأخيرة تركز ضربات موجعة وحساسة استنزفت الانقلابيين بمختلف الجبهات.
انشقاق القبائل
وأشار مراقبون أن انشقاق القبائل بالذات طوق صنعاء عن ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية أحد الأسباب المؤثرة والمهمة لتلك الانتصارات الحاسمة, التي يحققها الجيش والمقاومة الشعبية في اليمن، وذلك بعد أن تأكدت القبائل أن الميليشيا الحوثية المدعومة من صالح جاءت لتحقيق أجندات خارجية لن يجني منها اليمن سوى الندامة والخسران، حيث أعلنت العديد من القبائل اليمنية خلال الأيام الماضية
وأوضحت القبائل أنها اكتشفت حقيقة الميليشيات الانقلابية وممارساتها وانتهاكاتها وأهدافها, المتمثلة في التسلط والسيطرة على مؤسسات الدولة، وإشاعة الفقر والغلاء والاحتكار والقتل، مشيرة إلى أن هذه المعاناة جعلتهم يراجعون مواقفهم، ويحاولون استدراك الخطأ المتمثل في مساندة تلك الميليشيات.
زيادة الانقسامات والخلافات
في السياق قال المحلل والباحث السياسي عبدالسلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، إن من أسباب انهيار المليشيات في الجبهات يعود لعدة أسباب منها ما يتعلق بالداخل الميلشاوي مثل زيادة الانقسامات والخلافات بالذات بين الحوثيين وحزب المؤتمر (جناح صالح).
وأضاف "محمد" في حديث خاص لـ"مُسند للأنباء" أن من الأسباب أيضا، التسابق على الغنائم من قبل القيادات والسعي للغناء والفساد داخل المنظومة الميلشاوية وعدم اهتمامهم بالبسطاء وعدم تحقيق أي تقدم لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية, التي نشبت بسبب حروبهم وعبء ملفي القتلى والجرحى وزيادة عدد القتلى والفارين في صفوفهم والتجنيد المستعجل بدون معايير الكفاءة والتهور في فتح عدة جبهات والاستنزاف البشري والمالي وانهيار منظومة الدعم اللوجستي التسليح والمعلومات وانسحابات عسكرية.
وارجع رئيس مركز أبعاد للدراسات أن فشل الانقلابيين السياسي في استيعاب حلفاء لهم وارتفاع حالة السخط والانتقام منهم.
ومن الأسباب فيما يتعلق بالعوامل خارج المنظومة الميلشاوية قال "عبدالسلام محمد" إنها تتمثل في قدرة التحالف والشرعية على ترتيب جيش ميداني قوي ومدرب يتطور كل يوم، مشيراً إلى التسليح الجيد للجيش الوطني وإعادة ترتيب أجهزة الاستخبارات، ودوائر المعلومات، وترتيب الوضع الاقتصادي لها وعودة قيادتها إلى الداخل اليمني وترتيب الوضع الاقتصادي والأمني في المناطق المحررة.