تنظيم القاعدة يتأبط انتصارات الشرعية شراً في أبين!
عدن بوست -وليد عبد الواسع: الأحد 22 يناير 2017 12:28 صباحاً
مؤخراً صّعد تنظيم القاعدة من عملياته في محافظة أبين، جنوبي اليمن، مستهدفاً منتسبي الأجهزة الأمنية والجيش بالمحافظة. ويربط مراقبون بين ظهور عناصر التنظيم إلى الواجهة هناك وتصعيد عملياته، وبين تحقيق القوات الحكومية تقدما في جبهات عدة.
ويحاول التنظيم تركيز وجود صلب له في اليمن مستغلا واقع الحرب التي يشهدها البلد بين القوات الحكومية ومليشيا الانقلابيين. وفي حين ينوه متابعون بأن كل العمليات الإرهابية المصطنعة تنفذ في مواعيد مفصلية من حيث السياق والزمان. يؤكد آخرون أنه كلما اشتد فيها الخناق على الانقلابيين يبرز موضوع القاعدة على السطح.
وتشهد عدد من مديريات أبين نشاطاً علنياً للقاعدة، بعد قرابة 6 أشهر من انسحاب عناصر التنظيم من عاصمة المحافظة زنجبار. وينبه محللون من التوظيف السلبي لمعاودة نشاط التنظيم على الشرعية، وبما يؤثر على معركتها العسكرية. ويحذرون من تسبب ذلك في خلق ظروف تسمح للخصوم من المكاسب المحققة وإهدارها.
وتشهد المحافظة، هجوماً متواصلاً من قبل مسلحي القاعدة، على نقاط ومواقع أمنية تابعة للجهاز الأمني الحكومي. ويعتبر محللون تلك العمليات بأنها أحد الأدوات الناجعة لدى الانقلابين ونقطة ضعف السلطة الشرعية. ويبدون امتعاضهم من توظيف الانقلابين المحكم لتلك العمليات المصطنعة..
خبير عسكري يحذر من توظيف عودة نشاط القاعدة لضرب اصطفاف الشرعية
يرى الخبير في شئون النزاعات المسلحة/ علي الذهب أنه قد يكون هنالك رابط بين عودة تنظيم القاعدة للواجهة في محافظة أبين وبين الانتصارات التي تحققها القوات الحكومية في أكثر من جبهة، لكنه يرى أن عودة النشاط متعلق، كذلك، بما لحق التنظيم من خسائر بشرية ومادية طالت، بدرجة أولى قيادته من رجال الصف الأول والثاني. مشيراً إلى أن غياب نشاط التنظيم قرابة خمسة أشهر، كان متعلق بخطته لإعادة بناء نفسه.
يقول الذهب، في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم": التنظيم له مشروعه الخاص، لكنه لا يمكن إنكار التخادم القائم بينه وبين أطراف سياسية، ولقد كان من الواضح من يقف وراءه، خاصة خلال عامي 2013 و2014.. وعما إذا كان لتراخي الأجهزة الأمنية أو عدم وجود جهاز أمني بالمعنى الحقيقي علاقة بعودة التنظيم للمحافظة بين الفينة والأخرى، رغم قيام هذه الأجهزة بحملات ومعارك تطهير، يضيف الخبير العسكري:" فصائل التنظيم في المنطقة، ومنها اليمن، شهدت تحولا كبيرا في نشاطه سواء في التخطيط أو التمويل، وعجزت في القضاء عليه دول عظمى، ما بالك ببلد مشتت السلطة والأرض، كاليمن".
ويتابع:" هناك سبب جوهري، وهو هذا، وما يلي ذلك من أسباب ليس سوى مكمل وداعم لنجاح العمليات الإرهابية التي ينفذها". ويرى متابعون أن إخفاق الأجهزة الأمنية اليمنية في مواجهة القاعدة يعود في جزء منه إلى أن الجهاز الأمني الحكومي مخترق من قبل التنظيم. يقول الذهب أن اليمن في هذه المرحلة ينطبق عليها وصف الدولة الفاشلة، وبالتالي يصبح القول إن الأجهزة الأمنية مخترقة من قبل التنظيمات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة العابرة للحدود، لا جديد فيه.
ويحذر الخبير اليمني في شئون النزاعات المسلحة من أن معاودة نشاط التنظيم سيوظف سلبيا لضرب اصطفاف تحالف الشرعية الذي يعاني أساسا من مشاكل داخلية. مشدداً على وجوب أن يواجه هذا التوظيف بمزيد من الشفافية بين أطرافها المختلفة. ويبين أن هذا التوظيف سيؤثر على الحكومة الشرعية في معركتها العسكرية وبالتالي انعكاسه سلبا على ما تحققه من تقدم في الجبهات. موضحاً أن هذا التوظيف سيتمثل في ضرب تماسك الشرعية، وإثارة الشكوك بين مكوناتها، وتراجع أدائها، وخلق ظروف أخرى تسمح للخصوم من المكاسب المحققة وإهدارها جملة وتفصيلا.
باحث في شئون الإرهاب: ملف القاعدة الحاضر الأبرز في محطات المواجهة مع الانقلابيين
في حديثه عن عودة تصعيد القاعدة من عملياتها في محافظة أبين يستوقف الباحث في شئون الجماعات المسلحة، ورئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية/ نبيل البكيري واحدة من الملاحظات اللافتة في موضوع القاعدة على امتداد الفترة الماضية منذ الانقلاب على السلطة، وهي أن ملف القاعدة هو الحاضر الأبرز في كل محطات المواجهة مع الانقلابيين. يقول البكيري، في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم"، أنه في كل مرة تشتد فيها الخناق على الانقلابيين يبرز موضوع القاعدة على السطح، عدا عن تحول ملف القاعدة منذ بدايته في اليمن ومنذ زمن إلى ورقة سياسية وليس ملف أمني. ويضيف:" وبالتالي ليس مستغرب ظهور عمليات القاعدة حينما يترنح الانقلابيون".
وينبه رئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية من الانعكاس السلبي لعودة خلايا القاعدة وعملياتها على الأمن والاستقرار، خصوصاً في الوقت الراهن الذي يخوض الحكومة الشرعية حربها في سبيل استعادة الدولة. يقول:" بلا شك سيكون لها تأثير ينعكس سلبا على الآمن والاستقرار، وفي وضع كهذا". غير أن البكيري يجزم بعدم قدرة تلك الجماعات التأثير على مسار العمليات العسكرية.. "لم يعد بمقدور هذه الجماعات واستنساخاتها أن تحدث فارقا في مسار العمليات".
وفيما يؤكد أن ضعف الأجهزة الأمنية وعدم إعادة بنائها بشكل وطني ومهني يمثل ثغرة كبيرة للخلل الأمني واحتمالاته المستقبلية. يطالب البكيري، الحكومة الشرعية بحسم معركة إسقاط الانقلاب وحسم معركة استعادة الدولة والأمن والاستقرار في المناطق المحررة وخاصة ملف الآمن والخدمات بالتوازي مع معركة التحرير واستعادة الشرعية.
محلل سياسي: العمليات الإرهابية نقطة ضعف السلطة الشرعية لأنها لم تضعها أولوية ملحة
ينوه المحلل السياسي وأستاذ علم الاجتماع السياسي- الدكتور/ عبد الباقي شمسان أن كل العمليات الإرهابية المصطنعة تنفذ في مواعيد مفصلية من حيث السياق والزمان. ويعتبر، في حديثه لـ"أخبار اليوم"، أن تلك العمليات تشكل نقطة ضعف السلطة الشرعية؛ حيث تعلن تلك العمليات إن السلطة الشرعية غير قادرة على حماية الجغرافية المستعادة، بل إنها توفر بيئة خصبة للجماعات المتطرفة، وذلك ما يجعل الدول الراعية تضغط على السلطة الشرعية على عدم التقدم في استعادة بقية الجغرافية والذهاب نحو التسوية، حد قوله.
ويشير إلى أن هناك توظيف محكم من قبل الانقلابين لتلك العمليات المصطنعة التي تقدمهم للمجتمع الغربي كوكيل محلي لمكافحة الإرهاب، على اعتبار أن كل العمليات تقع في الجغرافية الخاضعة للسلطة الشرعية. ويضيف:" وهذا لا يعني انه لا توجد جماعات متطرفة، ولكن هذه المسالة أحد الأدوات الناجعة لدى الانقلابين ونقطة ضعف لدى السلطة الشرعية، لأنها لم تضعها أولوية ملحة".
ويؤكد المحلل السياسي اليمني أن المسألة الأمنية من أهم تحديات السلطة الشرعية، من حيث أنها في الحالة الطبيعية ثنائية التدخل تزامنًا، حيث تقوم السلطة ببناء المؤسسة الأمنية وفي نفس الوقت لابد لها أن تملأ الفراغات الأمنية في الجغرافية الوطنية المستعادة. ويقول شمسان، في حديثه لـ"أخبار اليوم"، أن استعادة الأرض كما هو متفق عليه ليس بالأمر الصعب، وإنما المحافظة على الأرض وتعميم الأمن هو التحدي. ويبين أنه من ثنايا تلك الثنائية تم استنبات تحدي ثالث أكثر خطورة يتمثل بتوظيف فوبيا الإرهاب من قبل الدول الغربية، من خلال القيام ببعض العمليات الإرهابية المصطنعة في مواعيد محددة تتزامن مع التحركات الدولية لإيجاد تسوية أو عند الضغط على الانقلابين لتقديم تنازلات.
قيادي في الحزام ينبه من سقوط أبين في الفوضى
يشكو أفراد من منتسبي الأمن والحزام الأمني بمدينة لودر محافظة أبين من تجاهل وإهمال إدارة الأمن وقيادة الحزام الأمني هناك لأفراد الحزام في المواقع والنقاط الأمنية، الذين باتوا عرضة لهجمات عناصر القاعدة والجماعات المسلحة، في ظل افتقارهم للدعم اللازم. وحذر قيادي في الحزام الأمني من سقوط محافظة أبين وخاصة لودر في أتون الفوضى وحدوث أي اختلالات أمنية فيها. وفي تصريح سابق لـ"أخبار اليوم"، قال قائد الحزام الأمني بمدينة لودر محافظة أبين/ رشدي العلوانيأن مناشداتهم وتواصلهم المتكرر مع مدير الأمن في المحافظة العميد/ عبد الله الفضلي، لدعمهم بالسلاح والذخائر للتصدي للعناصر الإرهابية لم تلقي آذانا صاغية لدى الفضلي.
وأضاف:" بعد العمليات والاستهداف المتكرر لأفراد الحزام الأمني في مختلف المواقع والنقاط الأمنية من قبل مسلحي القاعدة والتي أودت بحياة الكثير من أفرادها تواصلنا لأكثر من مرة مع مدير الأمن في المحافظة العميد/ عبد الله الفضلي، لدعمنا بالسلاح والذخائر للتصدي للعناصر الإرهابية، إلا أننا لم نجد آذاناً صاغية من قبل الفضلي الذي رفض استقبالنا أو التخاطب معنا عند نزولنا إلى عدن لمقابلته لنشرح له احتياجات أفراد الحزام الأمني الذين يعانون من عدم استلام رواتبهم لأكثر من 3 أشهر وافتقادهم لطلقات الذخيرة.
وطالب العلواني، الرئيس هادي وقوات التحالف العربي، بالتدخل في رفع المعاناة عن أفراد الحزام الأمني بمديرية لودر، الذين يفتقدون إلى أدني الاهتمام وتزويدهم بكافة أشكال الدعم حتى يتمكنوا من تأدية واجبهم ومهامهم العسكرية والأمنية والتصدي للجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة والذين يشنون بين الحين والآخر هجماتهم بين الفينة والأخرى، مستغلين الوضع الصعب الذي يمر به أفراد الحزام الأمني.
وتشير مصادر أمنية إلى أن غياب وعدم تواجد أفراد الحزام الأمني في عدد من المديريات، هو ما سمح وسهّل لعناصر تنظيم القاعدة استغلال ذلك الوضع والتحرك بحرية ومهاجمة أفراد الحزام الأمني في ظل غياب وتخاذل إدارة الأمن بالمحافظة وعدم تحملها المسئولية العسكرية والأمنية تجاه أفراد الحزام الأمني الذين يشكون من عدم مدهم بكافة أشكال الدعم من الأسلحة والذخائر والمعدات والآليات وكذلك المؤن المقدمة من قبل قوات التحالف العربي وخاصة دولة الإمارات.
يناير.. عودة موسم القاعدة
تشهد عدد من مديريات محافظة أبين، نشاطاً علنياً للقاعدة، بعد قرابة 6 أشهر من انسحاب عناصر القاعدة من عاصمة المحافظة زنجبار، حيث تم استهداف عدة مواقع لقوات الحزام الأمني بهجمات مسلحة أو بزرع عبوات ناسفة وتفجير سيارات مفخخة وراح ضحيتها العشرات من الجنود بين شهيد وجريح. وتشهد المحافظة في الآونة الأخيرة، هجوماً متواصلاً من قبل مسلحي القاعدة، على نقاط ومواقع أمنية تابعة للحزام الأمني. المحرر في صحيفة "أخبار اليوم" رصد أهم تلك العمليات..
19 يناير: القاعدة تصّعد من عملياتها بأبين وتستهدف نقطة للحزام الأمني مما أسفر عن مقتل جندي في الحزام الأمني وجرح آخر بعملية إرهابية شنتها عناصر تنظيم القاعدة على نقطة مثلث شقرة الأمنية الواقعة في الجهة الشرقية من مدينة شقرة الساحلية شرق أبين.
18 يناير: مقتل جندي وإصابة آخر في هجوم مباغت للقاعدة على حاجز تفتيش" نقطة البادية" التابع للحزام الأمني وسط مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين ولاذ المهاجمون الفرار باتجاه عمودية مديريه زنجبار.
17 يناير: استشهاد جندي من أفراد الحزام الأمني وإصابة آخر بجروح بالغة إثر استهدافهم من قبل عناصر مطلوبة أمنياً بمدينة زنجبار محافظة أبين، وذلك خلال قيام أفراد الحزام الأمني بعملية مداهمة لأحد المنازل بحي "العصلة" بالمدينة يتواجد فيه عناصر يشتبه صلتهم بتنظيم القاعدة. فيما لقي أحد عناصر تنظيم القاعدة مصرعه كما تم القبض على اثنين آخرين فيما لاذ الرابع بالفرار.
مسلحون لهم صلة بتنظيم القاعدة يشنون هجوماً على نقطة أمنية تابعة للحزام الأمني بمنقطة الحمراء 4 كم غرب مدينة لودر، قبل أن يلوذوا بالفرار بعد أن تم الرد على مصدر إطلاق النار من قبل أفراد النقطة.
16 يناير: استشهاد 4 جنود من الحزام الأمني وإصابة اثنين أخريين في هجوم نفذه مسلحون من تنظيم القاعدة على نقطة مثلث الكهرباء على مدخل مدينة لودر.
14 يناير: العثور على خمسة أشخاص مقتولين بالأعيرة النارية داخل سيارة (كورالا) بيضاء اللون مركونة بالقرب من مفرق الحاق 1كم غرب مدينة المحفد والقريب من نقطة تفتيش تابعة للحزام الأمني. قيل أنهم تعرضوا لعملية اغتيال من قبل عناصر مسلحة يعتقد صلتها بالقاعدة.
13 يناير: نجاة القائد بالحزام الأمني بزنجبار/ احمد منصور بلعيدي من كمين مسلح نصبه مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة في منطقة مشبك بخبر المراقشة بمدينة زنجبار بأبين.
إصابة 3 من أفراد الحزام الأمني بجروح متفاوتة في كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد صلتهم بالقاعدة في طريق الحميشة بمديرية لودر محافظة أبين.
6 يناير: مسلحون مجهولون قيل أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة يقدمون على بتفجير مبنى نقطة مثلث "المرون" في منطقة الخبر بمديرية الوضيع وهي مسقط رأس الرئيس هادي. وبعد التفجير باشر الطيران العربي بالتحليق المكثف في سماء المنطقة وتضاربت الأنباء حول تنفيذه لضربات جوية ضد مواقع القاعدة في جبال المراقشة.
الأجهزة الأمنية تعثر على عبوتين ناسفتين على جانب الطريق الواصل بين مدينتي زنجبار وجعار عقب هجوم إرهابي استهدف سيارة قائد قوات الحزام الأمني في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين.
5 يناير: مجهولون يستهدفون القيادي في الحزام الأمني بمدينة زنجبار- المقدم/ محمد علي العوبان بعبوة ناسفة خلال مرور الطقم العسكري الذي كان يستقله بمعية عدد من جنود الحزام الأمني في الطريق الرابط بين مدينتي زنجبار وجعار بمحافظة أبين.
04 يناير: مسلحون يعتقد انتمائهم لتنظيم القاعدة يستهدفون نقطة أمنية موقعين جرحى من قوات الأمن أثناء مهاجمة المسلحون نقطة مثلث الخبر- الوضيع بالخط الدولي الرابط بين عدن وحضرموت، مما أسفر عن إصابة جنديين من قوات الحزام الأمني وهم أحمد قاسم المحوري وحيدرة الصلاحي.
مقتل مسلح يعتقد انتماؤه لتنظيم القاعدة بانفجار عبوة ناسفة إثر فشله في زرعها على الطريق العام في منطقة العين بمحافظة أبين.
03 يناير: استشهاد 3 جنود وجرح 6 آخرين، في كمين نصبه عناصر من تنظيم القاعدة لأفراد حملة أمنية نفذتها قوات الحزام الأمني بمشاركة المقاومة واللجان الشعبية، وطيران الأباتشي لمداهمة أوكار التنظيم في منطقة موجان، وأسفر الهجوم عن انقلاب أحد الأطقم وتدمير آخر، قبل انسحابها بتغطية من طيران الاباتشي.
ست معارك في ذاكرة أبين
في معركتها مع تنظيم القاعدة بمحافظة أبين خاضت الحكومة اليمنية مسنودة بمقاتلي اللجان الشعبية القبلية المساندة معارك شرسة، تكبد فيها الطرفان خسائر في الأرواح والعتاد، وفي صفوف عناصر التنظيم بلغ إجمالي القتلى 1099 قتيل، فيما القوات الحكومية واللجان الشعبية والقبائل المساندة بلغ إجمالي القتلى 886شخصاً. وهذه تفاصيلها أشهر ست معارك يوثقها المحرر في صحيفة "أخبار اليوم"..
معركة لودر 2010م
شن الجيش اليمنى بين 19 و25 أغسطس 2010 هجوما كبيرا في مدينة لودر التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مما أدى لمقتل عدد من الناشطين بما في ذلك زعماء محليين للقاعدة. وفي 25 أغسطس 2011 أفادت السلطات اليمنية باستعادة السيطرة على مدينة لودر الجنوبية التي كان جزء كبير منها في سيطرة نشطاء تابعين للقاعدة.
هجمات زنجبار 2011م
في 25 أغسطس، هاجم مسلحون على دراجات نارية دورية عسكرية في مدينة زنجبار جنوب اليمن ، مما أدى لمقتل أربعة جنود وجرح آخر، وقال مسؤول أمني أن تحقيق مبكر أشار إلى أن المهاجمين كانوا أعضاء في تنظيم القاعدة الذي كثف من الهجمات البارزة في جنوب البلاد، وقد رفع الهجوم عدد القتلى إلى 53 من الجنود منذ مايو 2010.
معركة زنجبار 2011م
في 27 مايو 2011، هاجم حوالي 300 من المسلحين الذين يعتقد انتماءهم لتنظيم القاعدة مدينة زنجبار الساحلية واستولت على المدينة، وخلال الاستيلاء، قتل المسلحون جنود سبعة، بما في ذلك برتبة عقيد، ومدني واحد. في الأشهر التي تلت رسخ المسلحون أنفسهم داخل المدينة كما أن الجيش لجأ إلى الهجمات المدفعية والقصف الجوي. ورد المتمردون مع اليومية التفجيرات والهجمات الانتحارية. قبل نهاية العام قتل ما يقرب من 800 في المجموع، مع الخسائر البشرية تكاد تكون متساوية على كلا الجانبين.
في 4 آذار/مارس، قام المسلحون بشن هجوم ضد كتيبة مدفعية تابعة للجيش اليمني في ضواحي مدينة زنجبار، مما أسفر عن مصرع 187 جنديا وجرح 135. كما توفي 32 من مقاتلي القاعدة أثناء القتال. وقام المسلحون بمهاجمة قاعدة للجيش بالسيارات المفخخة، وتمكنت من القبض على العربات المدرعة والدبابات، والأسلحة والذخائر..
في أكتوبر 2011م أعلنت جماعة أنصار الشريعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي يعتقد أن إعادة العلامة فقط التجارية تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لجعلها أكثر جاذبية للسكان الريفيين. وبعد بداية القتال حول مدينة لودر في مطلع نيسان/أبريل، تصاعدت أعمال العنف حول زنجبار.على الأقل ستة مسلحين واثنين من الجنود اليمنيين قتلوا في تبادل لإطلاق نار في 19 نيسان/أبريل. تلتها عملية استهداف من قبل قوات الجيش في نهاية الشهر نفسه، ضد المواقف المتشددة في محافظة أبين. وتمكنت القوات الحكومية من الوصول إلى مركز زنجبار بعد عدة أيام من المعارك، بما في ذلك معركة استمرت ست ساعات مكثفة نهاية يوم 25 نيسان/أبريل.
معركة لودر 2012م
هجوم لمسلحي القاعدة في 9 أبريل في مدينة لودر جنوب اليمن، أسفر عن مقتل 44 شخصاً بينهم 6 مدنيين و24 من المسلحين و14 جندياً، عندما حاول مسلحي القاعدة الاستيلاء على مدينة رئيسية بالقرب من لودر. وقدمت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة حيث بدأت طائرات سلاح الجو اليمني بقصف مواقع للمتمردين قرب لودر وعلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى زنجبار. وسجلت 51 حالة وفاة على الأقل في 11 أبريل، معظمها مقاتلين مرتبطين بالقاعدة. وشملت هذه 42 من المسلحين وستة جنود وثلاثة من أفراد اللجان الشعبية التي تدعم الجيش.
اعتبارا من 13 أبريل كانت المعركة لا تزال مشتعلة حول المدينة مع الاشتباكات التي تمتد إلى قريب مودية، وبصرف النظر عن لودر التي لا تسيطر على المتمردين في. الهاون كان أبلغ لليوم الثاني على التوالي بالمواطنين المحليين، إذ أصيب ما لا يقل عن 17 مدنيا بجروح، وأصيبت محطة الكهرباء الرئيسية بالنار. بعدها قامت الحكومة اليمنية بسحب 200 فرد من قوات مكافحة الإرهاب والخروج من المدينة والتراجع باتجاه القرى القريبة من أم سوري ووديع، مع ترك عدد قليل من القناصة. الحصيلة الرسمية في 13 أبريل بلغ 37، بما في ذلك المسلحون 31، وخمسة من أعضاء مليشيات مدنية قبلية وطفل قتل برصاص أحد القناصة المجهولين.
بعد بضعة أيام هادئة، استؤنف القتال في 18 نيسان/أبريل، مع مسلحين في قصف المدينة، والقوات الحكومية تأمر بتوجيه الضربات الجوية الانتقامية. طفلين قتلا ودمرت خمسة منازل على الأقل خلال هجمات قذائف الهاون، بينما تأكد مقتل ستة مسلحين في الضربات الجوية. وفي اليوم السابق كان قد هاجم انتحاري بسيارة نقطة تفتيش تابعة للجيش في ضواحي مدينة لودر، مما أسفر عن مقتل خمسة من الجنود اليمنيين وإصابة أربعة آخرين.
في 19 نيسان/أبريل قتل مالا يقل عن سبعة مسلحين بعد مواجهات مع وحدات من الجيش، وبعد يومين لاحقاً الطائرات اليمنية قصفت مواقع المسلحين في ياسوف جبل قريب وال-مينياسا، مما أسفر عن مصرع مالا يقل عن 13 من مقاتلي. وفي 25أبريل قتل مالا يقل عن ستة مسلحين بعد قافلتهم في كمين نصبه أفراد اللجان الشعبية المحلية المساندة للحكومة. وقتل المتمردون خمسة عشر.
في 30 أبريل تجدد القتال حول المدينة وقتل 12 مسلحا وجندياً وعضوا من اللجان الشعبية القبلية. وفي الوقت نفسه واصل المتمردون هجماتهم عبر البلاد، كنقطة تفتيش تابعة للجيش قرب عدن تعرض لاعتداء على يد مجموعة من الرجال المسلحين في شاحنات بيك آب. في المعركة المسلحة التي تلت ذلك المهاجمين ثمانية على الأقل وجندي يمنى أربعة لقوا مصرعهم، بينما أصيب ثلاثة من مقاتلي تنظيم القاعدة وعضو واحد في فرق الأمن. وفي 16 أيار/مايو، استولت القوات الحكومية تدعمها لجان شعبية موالية للحكومة السلسلة الجبلية ياسوف،وهي قوة إستراتيجية فوق المدينة، بعد قتال عنيف. بعد بذلك، أعلن أن المسلحين فروا من لودر.
معركة أبين 2012م
هجوم شنه الجيش اليمني ضد مسلحي جماعة أنصار الشريعة وعناصر من تنظيم القاعدة، في محافظة أبين بغرض استعادة المدن الخاضعة لسيطرة المسلحين في زنجبار وجعار. وبدأ الجيش هجوم واسع في 12 مايو 2012 لاستعادة جميع مناطق أبين الخارجة عن سيطرته. وأستمر القتال أكثر من شهر وقتل خلاله 567 شخصا، بينهم 429 من مقاتلي التنظيم و78 من الجنود، و26 من مقاتلي القبائل و34 مدنيا. ونجح الجيش اليمنى في استعادة زنجبار وجعار في 12 يونيو، وأخرج المسلحين بعيداً بعد مواجهات عنيفة، وسقطت مدينة شقرة يوم 15 يونيو بيد الجيش اليمني ومسلحي القبائل المناصرين للجيش، وتراجع المسلحون إلى محافظة شبوة.
معركة دوفس 2012م
كانت المعركة خلال ثورة الشباب اليمنية بين القوات اليمنية الموالية للحكومة وبين جماعات مسلحة باسم جماعة أنصار الشريعة، دمر المسلحون خلالها كتيبة مدفعية تابعة للواء 39 مدرع الذي كان يستخدم كقاعدة رئيسية لدعم الجيش ضد مسلحي القاعدة وجماعة أنصار الشريعة. ففي 4 مارس، شن مسلحون التابعين للتنظيم هجوما ضد كتيبة مدفعية تابعة للجيش في ضواحي مدينة زنجبار، في بلده دوفس الصغيرة، أسفر الهجوم عن مصرع 187 جنديا وجرح 135 آخرين. كما قتل 32 من مقاتلي القاعدة أثناء القتال، هاجم المسلحين قاعدة للجيش بسيارات مفخخة وتمكنوا من الاستيلاء على عربات مدرعة ودبابات، وأسلحة وذخائر، وتم أسر 55 جندياً وأعلنت جماعة أنصار الشريعة مسؤوليتها عن الحادث.
جاءت بعدها تعزيزات أخرى من القواعد العسكرية القريبة بعد فوات الأوان بسبب عاصفة رملية، في مدينة جعار، في الأيام التي تلت الهجوم، قام الجيش بعدة ضربات جوية ضد مواقع المتمردين حول زنجبار التي أسفرت عن قتل 42 من مقاتلي القاعدة. أعلنت جماعة أنصار الشريعة مسؤوليتها عن الهجوم وسمحت لاحقاً لفريق الهلال الأحمر الطبي في جعار بعلاج 12 جندي من الجرحى، وطالبت الجماعة بتبادل الأسرى مع الحكومة.
الخسائر
- القاعدة:
على الأقل 25 (عام 2010م)
على الأقل 279 (عام 2011م)
على الأقل 48 قتيل (يناير- مارس 2012)
على الأقل 318 قتيل (منذ ابريل 2012 ومعركة لودر الثانية)
429 قتيل منذ مايو 2012م
إجمالي القتلى: 1099
- الحكومة:
على الأقل 96 (عام 2010م)
على الأقل 290 (عام2011م)
على الأقل 248 قتيل (يناير- مارس2012)
على الأقل 54 قتيل (منذ أبريل 2012 ومعركة لودر الثانية)
على الأقل 78 قتيل منذ مايو 2012
إجمالي القتلى: 886
تركيز الوجود الصلب
في الشهور الثلاثة الأخيرة من العام 2016م المنفرط استرعت محافظة أبين، جنوبي اليمن، المتابعين للشأن الأمني في البلد، بسبب تركيز تنظيم القاعدة لعملياته في مناطق هذه المحافظة محاولا أن يجعل منها مقرا بديلا لمحافظة حضرموت حيث كان قد مني في مركزها، مدينة المكلاّ، بهزيمة قاصمة على أيدي القوات الحكومية المدعومة من قبل التحالف العربي.
ومايزال التنظيم يحاول تركيز وجود صلب له في اليمن مستغلا واقع الحرب التي يشهدها البلد بين القوات الحكومية ومليشيا المتمرّدين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ورغم تلك الحرب تصرف القوات الحكومية جزءا من مجهودها لمقارعة تنظيم القاعدة يدعمها في ذلك التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وأيضا الولايات المتحدة التي لم تنقطع طائراتها المسيرة عن توجيه ضربات مركّزة تستهدف بشكل خاص العناصر البارزة في التنظيم وقياداته الميدانية في اليمن.
وفي الأسبوع الأول من نوفمبر2016م أعلن الجيش اليمني القضاء على ثلاثين عنصرا من تنظيم القاعدة في مواجهات غرب مدينة المكلا التي كان التنظيم قد فقد السيطرة عليها في أبريل من العام الماضي ما مثّل ضربة موجعة له بعد أن استقرّ بالمدينة طيلة ما يقارب السنة وكان يريد أن يجعل منها نواة لكيان يتمدّد إلى المناطق المجاورة مستغلا حالة الحرب التي يعيشها اليمن.
وكانت استعادة مدينة المكلاّ قد مثّلت أحد أكبر الإنجازات على صعيد مواجهة التنظيم المتشدّد على الأراضي اليمنية. ومنذ ذلك الحين عرفت المدينة حالة من الاستقرار وعودة الحياة العادية إليها بما في ذلك عودة النشاط التجاري المعهود فيها كمدينة ساحلية. وشهدت الأيام الأولى من شهر نوفمبر2016م تجدّد هجمات القاعدة خصوصا في مديريتي لودر والمحفد إلى الشرق من مدينة زنجبار مركز محافظة أبين، ومن بينها تفجير استهدف عربة عسكرية تابعة لشرطة مدينة لودر أسفر عن مقتل جنديين وإصابة أربعة آخرين.
وفيما تعرّض موكب يقل قائدا عسكريا لتفجير عبوة ناسفة أثناء مروره بالطريق الواصلة بين قرية النجدة ولودر بالمحافظة ذاتها. جرى استهداف دورية أخرى بعبوة ناسفة في قرية عكد على بعد عشرين كيلومترا من مدينة لودر ما أسفر عن إصابة شرطيين إصابات خطرة. وقال العميسي إن قوات الأمن انتشرت في مناطق لودر والعين وعكد والمحفد وشرعت في تعقب العناصر الإرهابية، عقب الانفجارين المذكورين.
وشهد شهرا أكتوبر ونوفمبر من العام 2016م وقوع عدد من الحوادث والتفجيرات التي استهدفت نقاطا أمنية ودوريات عسكرية في مديرتي لودر والمحفد سقط فيها عدد من الجنود بين قتلى وجرحى.
وفي أغسطس أحكمت وحدات من الجيش اليمني سيطرتها على كل مدن محافظة أبين بعد طرد عناصر القاعدة منها. إلا أن عودة الهجمات في المحافظة استدعى تكثيف الإجراءات الأمنية، فيما أكّد مصدر عسكري وجود استعدادات لإطلاق حملة واسعة النطاق لتطهير المحافظة مما أسماه "فلول القاعدة" بعد استكمال تجميع المعلومات الاستخباراتية عن مواضع الخلايا النائمة للتنظيم.
ومع مطلع العام الجاري 2017م صعد تنظيم القاعدة وجماعات مسلحة من عملياتهم في أبين واستهداف قوات الحزام الأمني وأفراد الأمن في المحافظة التي استعادتها الدولة منذ 4 أشهر ونيف.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها