ترحيب بإعادة تسمية مطارات بجنوب اليمن
قوبل قرار وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد إعادة تسمية المطارات العسكرية في المحافظات الجنوبية بأسمائها التي كانت عليها قبل الوحدة اليمنية، بترحيب واسع على المستويين السياسي والشعبي.
وبينما اعتبر محللون وباحثون مختصون القرار خطوة إيجابية في طريق حل القضية الجنوبية والهيكلة الفعلية للجيش، قلل آخرون من تأثيره في الشارع الجنوبي لكونه جاء متأخراً.
وقال رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية في القوات المسلحة العميد علي ناجي عبيد إن قرار إعادة تسمية المطارات العسكرية في الجنوب “يعد نوعاً من انتهاج سياسة جديدة تعمل على تصحيح أخطاء المرحلة السابقة التي سعت لمحو تاريخ المحافظات الجنوبية بتغيير الأسماء التاريخية للمعسكرات والمطارات وغيرها من المرافق الحكومية، واستبدالها بأسماء مستحدثة كرست التعامل الانفصالي وسياسة الإقصاء والتهميش”.
واعتبر عبيد في تصريح للجزيرة نت أن “الوقت بات مناسباً لمثل هذه الإصلاحات والمعالجات التي تتفق مع العقل والمنطق”، مشيراً إلى أن ذلك سيسهم في إعادة المكانة المرموقة لتلك المطارات والقواعد الجوية التي كانت تحظى بسمعة طيبة في شتى المجالات.
وأشار إلى أن تلك الخطوة كان لها الأثر الإيجابي في صفوف الجيش اليمني، كما حظيت بالقبول لدى الشارع الجنوبي لكونها اعترفت بالخطأ الحاصل وعملت على إصلاحه، “وذلك رغم أنها جاءت في ظرف حساس قبيل الحوار الوطني، مما قد يدفع البعض لاعتبارها نوعاً من الترغيب للقوى الجنوبية لتحفيزها على المشاركة في الحوار”.
قرار عادل
من جانبه قال الخبير والمحلل العسكري العميد محسن خصروف إن إعادة التسمية ”تعد قراراً عادلاً أعاد تلك المطارات إلى وضعها الطبيعي الصحيح الذي يمثل أحد حقوق أبناء المحافظات الجنوبية، كما رد الاعتبار للشهداء الذين كانت تسمى بعض تلك المطارات بأسمائهم، مما يجعله جزءا مهما من الهيكلة الحقيقية التي تصب في إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة اليمنية”.
وأشار خصروف في حديث للجزيرة نت إلى أن القرار يأتي ضمن الإجراءات التي تسعى لحل القضية الجنوبية وتصحيح مسار الوحدة، كما أنه يعطي رسالة لكل الجنوبيين مفادها أن الدولة اليوم في طريقها لتكون دولة لكل أبناء اليمن شمالاً وجنوبا، وأن عليهم استعادة كافة حقوقهم لينعم الجميع بمواطنة متساوية حقيقية.
وأكد أن أبناء القوات المسلحة استقبلوا القرار بالترحيب والمباركة، وهو الأمر الذي ينبغي أن يكون موجوداً لدى أبناء المحافظات الجنوبية لكونه لم يأتِ لمراضاة معارضي الحوار في الجنوب، وإنما جاء لتصحيح جزء من الأخطاء السابقة.
بدوره قال رئيس تحرير صحيفة عدن الغد المقربة من الحراك الجنوبي فتحي بن لزرق إن القرار خطوة إيجابية تحسب للرئيس عبد ربه منصور هادي ووزير الدفاع محمد ناصر أحمد، وللجهود التي تسعى لطمأنة الجنوبيين إلى وجود نية لإصلاح حقيقي في البلاد وخاصة فيما يخص القضية الجنوبية.
خطوة متأخرة
غير أن بن لزرق اعتبر في حديثه للجزيرة نت ذلك القرار خطوة متأخرة قد لا تحظى بالقبول الكبير في الشارع الجنوبي، حيث إن مطالب غالبية الجنوبيين اليوم تتلخص بإعادة النظر في شكل الدولة القائمة باليمن.
ودعا الحكومة اليمنية إلى التوجه صوب معالجة القضية الجنوبية معالجة حقيقية، وطرح مشاريع سياسية لإعادة صياغة شكل الوحدة بين الشمال والجنوب بما يحل مشاكل الجنوبيين بشكل عادل وسليم.
يشار إلى أن بعض المطارات العسكرية في المحافظات الجنوبية كانت تحمل أسماء تاريخية، بينما حمل البعض الآخر أسماء عدد من شهداء ثورة أكتوبر التي أخرجت بريطانيا من اليمن، وذلك قبل أن يغير نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح أسماءها عقب حرب صيف 1994.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها