الخطوط الجوية اليمنية تستثمر معاناة اليمنيين
تعتبر الأسعار الباهظة لتذاكر الطيران من أبرز تداعيات الحرب والأزمة السياسية التي يشهدها اليمن. فبعد استئناف الملاحة الجوية في بعض مطارات البلاد، التي توقفت عن نشاطها لفترة بسبب ظروف الحرب، طفت على السطح معضلة جديدة، تضاف إلى معضلات جمة تثقل كاهل المواطن اليمني محدود الدخل، والذي لا يسافر بالطيران إلا مضطراً بغرض العلاج أو إكمال الدراسة، نظراً للإجراءات المعقدة التي تفرض على حاملي الجواز اليمني في الدول العربية والأجنبية. وما يزيد الوضع تعقيداً بالنسبة للمواطن اليمني الواقع بين مأساة بلده وشروط السفر، الإرتفاعات الباهظة لأسعار تذاكر الطيران التي تفرضها شركات الطيران الحكومية والتجارية في اليمن، منذ يونيو العام 2016م.
زيادة
ووصلت الزيادة في أسعار تذاكر الطيران، خارج وداخل البلاد، إلى أرقام قياسية، لا تتناسب مع دخل الفرد في دولة نامية كاليمن، وبلغت هذه الزيادة حداً غير معقول، كما يقول مواطنون. إذ رفعت الخطوط الجوية اليمنية أسعار تذاكرها بشكل كبير، منذ يونيو 2016م، بنسبة تصل إلى 300% للرحلات الداخلية والخارجية، وعزت إدارة الشركة تلك الإرتفاعات إلى تراجع مواردها بفعل الخسائر المالية الكبيرة التي تكبدتها الشركة، والتي تقدر بـ4 ملايين دولار. وكشف مصدر مسؤول في "اليمنية" أن تلك الخسائر ناتجة من قيام منظمة الطيران العالمية (إياتا) بتعليق أعمال الشركة أواخر مارس 2015م، من غرفة المقاصة (ICH BSP) الخاصة بمبيعات الوكلاء في اليمن.
وأثار الإرتفاع المفاجئ لأسعار تذاكر طيران الخطوط اليمنية الجوية استياء المسافرين اليمنيين، وبخاصة شريحة الطلاب الدرسين في الخارج، علاوة على المرضى المسافرين بغرض العلاج، لاسيما بعد رفض الشركة التعامل بالعملة المحلية، إذ طلبت من المسافرين دفع الرسوم بالعملة الصعبة.
أسعار باهظة
ووصلت أسعار تذاكر السفر إلى بعض الدول العربية إلى أكثر من 300 ألف ريال يمني للتذكرة الواحدة، أي ما يعادل 1000 دولار أمريكي، بعدما كانت لا تتجاوز 400 دولار. حصل ذلك على الرغم من إعلان حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي إجراء تخفيضات في أسعار تذاكر طيران شركة الخطوط الجوية اليمنية، لتعود الأسعار إلى وضعها السابق وتكون في متناول أغلب المواطنين. وشكل رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، لجنة خاصة لمراجعة أسعار تذاكر "اليمنية" وأداء إدارتها على خلفية شكاوى المسافرين. وكان متوقعاً أن تقر اللجنة نسبة تخفيضات كبيرة في الأسعار، وصلت الزيادة في أسعار تذاكر الطيران إلى أرقام قياسية وأن تتبع خفض الأسعار إجراءات أخرى، كزيادة عدد الرحلات، وفتح الأجواء اليمنية أمام شركات الطيران التجاري لكسر احتكار "اليمنية" لحركة الملاحة الجوية في البلاد.
إنتقادات
وانتقد مواطنون الإرتفاع غير المبرر في أسعار تذاكر الخطوط الجوية اليمنية، والتي تعتبر باهظة جداً مقارنة بشركات الطيران العالمية الأخرى. ويرى المسافر عبد العزيز يسلم مسيعد أن الشركة لم تقدم حتى الآن تبريراً واضحاً للتك الزيادة المفتعلة، التي تظل مساعي الحكومة لتخفيضها "مجرد وعود لا أكثر حتى اللحظة". ويقول يسلم إن "أسعار تذاكر طيران اليمنية تفوق أسعار تذاكر طيران كل دول العالم، فالأسعار خيالية للغاية، حيث وصل سعر التذكرة من عدن إلى القاهرة إلى 270 ألف ريال بما يعادل 900 دولار، أما سعر التذكرة الى الأردن فبلغ 300 ألف ريال أي حوالي 1000 دولار، مع أن رحلة السفر لا تستغرق سوى ثلاث ساعات فقط. لقد اضطررت للسفر إلى الأردن للعلاج لمرتين متتاليتين، وفي كل مرة يرتفع السعر دون مبررات من الشركة، أما مساعي الحكومة للتخفيض وعود لا أكثر، ولا نثق بتطبيقها في ظل هذه الفوضى التي يشهدها قطاع الطيران".
بدوره، يعتقد المواطن، عبدالرحيم بن جذنان، أن "هذه الزيادة المبالغ فيها أتت نتيجة لاستمرار الفساد الإداري المتفشي في اليمنية، التي تقدم مستوى رديئاً من الخدمات دون تأمين على حياة الركاب"، لافتاً إلى أن "هناك سعراً خاصاً لدى مكتب اليمنية بعدن، وقس على ذلك بقية المكاتب بالمحافظات، فكل مكتب لديه سعر آخر مختلف، ناهيك عن مكاتب السفريات الخاصة التي تفرض أسعاراً أكبر على المسافرين، ولك أن تقارن بين هذه الفوضى في الأسعار، وبين أن تسافر على متن شركات الطيران الأخرى، لمدة 21 ساعة من القاهرة إلى واشنطن مثلاً، بسعر لا يتجاوز 450 دولار للتذكرة الواحدة، أي ما يعادل 135 ألف ريال يمني".
من جهته، ينتقد المواطن، أحمد سالم السقطري، أسعار تذاكر طيران الشركة للرحلات الداخلية التي لا تتجاوز النصف ساعة كحد أقصى، فـ"أسعار الرحلات الداخلية مرتفعة أيضاً، مقارنة بدخل المواطن، ولا توجد استثناءات لمواطني المناطق النائية كجزيرة سقطرى مثلاً، ما حدا بالناس إلى استخدام وسائل أخرى كالمراكب البحرية غير الآمنة، والتي تسببت في غرق عدد من أهالي الجزيرة، مؤخراً".
وفي السياق، يستعرض المواطن، أسامة النهدي، أسعار طيران اليمنية السابقة والحالية، موضحاً حجم الزيادة الكبيرة التي طرأت عليها، "بحجج وأعذار واهية الهدف منها هو تحقيق أرباح خيالية ليس إلا، فقد ارتفعت أسعار تذاكر بعض الرحلات إلى ثلاثة أضعاف، لاسيما بعد احتكار الشركة للسوق جراء توقف شركات الطيران الأخرى، فمثلاً كانت أسعار تذاكر الذهاب والإياب من عدن إلى عمان لا تتجاوز 105000 ريال، لكنها ارتفعت مؤخراً لتصل إلى 3000 ريال، في حين كانت قيمة تذكرة السفر من عدن إلى القاهرة 103000 ريال فارتفعت إلى 270000 ريال، أما تذكرة عدن – جدة فكانت لا تتعدى 55000 ريال لكن قيمتها ارتفعت اليوم إلى 176300 ريال، وقس على ذلك سعر تذكرة السفر من عدن إلى الرياض التي كانت بـ61000 ريال فأصبحت بعد الزيادة بـ208600 ريال".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها