تخوفات مصرية من زيارة وفد سعودي كبير لسد النهضة المتنازع عليه مع أثيوبيا
أثارت زيارة وفد سعودي، يتقدمه المستشار الخاص للملك سلمان، أحمد الخطيب، إلى سد النهضة في إثيوبيا، انتقادات شبه رسمية مصرية نقلتها وسائل إعلامية وإعلاميين ونشطاء.
وقال الإعلامي، سعد حساسين، في برنامجه الذي يبث على قناة "العاصمة"، إن "هذه ليست المرة الأولى، هذه الزيارة السعودية الثانية خلال الأسبوع هذا، حيث كانت الزيارة الأولى لوزير الزراعة السعودي، عبدالرحمن الفضلي، وفي الحقيقة عندما قرأت هذا الكلام لم أرتح".
من جهته، أكد الإعلامي، أحمد سالم، في برنامجه الذي يبث على قناة "القاهرة والناس"، "(أننا) لسنا ضد الزيارة أبداً، ولكننا ضد طريقة الكيد في التعاملات، خاصة عندما تكون بين أشقاء كبار في المنطقة وتربطهم علاقات المفترض أنها قوية وتاريخية، وأي عاقل ومتابع للمشهد الحالي بين الرياض والقاهرة أكيد حيفهم عمق الخلاف بين مصر والسعودية".
وأرودت صحيفة "الأهرام" الحكومية، بدورها، خبر زيارة الوفد السعودي في أعلى صفحتها الأولى؛ وفي الصفحة السادسة الداخلية نقلت تفاصيل الخبر تحت عنوان "الأناضول: وفد سعودي رفيع المستوى يزور إثيوبيا وأديس أبابا تطالب المملكة بدعم سد النهضة مادياً"، دون تعليق. وأوردت صحيفة "الأخبار" الحكومية، هي الأخرى، الخبر بعنوان "مسؤول سعودي رفيع المستوى يزور سد النهضة بإثيوبيا"، نقلاً عن "الأناضول" أيضاً، إلا أنها عادت ونشرت، عبر موقعها الإلكتروني، موضوعاً بعنوان "6 أسرار لزيارة مستشار سلمان لإثيوبيا أهمها: توليد الطاقة"، تضمن تعليقاً لوزير الري المصري الأسبق، محمد نصر الدين علام، يهاجم المملكة. ونقلت "الأخبار" عن علام قوله إن "زيارة الخطيب لسد النهضة تحرك خاطئ وتشكل سابقة خطيرة، وتعد رداً على الخلافات الحالية بين القاهرة والرياض، واستكمالاً لمسلسل التراجع عن الإلتزامات السعودية بتوفير الامدادات البترولية لمصر بموجب اتفاق تعهدت به شركة أرامكو السعودية الحكومية (وقفت في أول أكتوبر/ تشرين أول الماضي)".
وأضاف علام أن الزيارة تأتي أيضاً "استكمالاً للطموحات السعودية بالإستثمار في إثيوبيا لمجموعة من المشروعات الزراعية"، لافتاً إلى أن "الإستثمارات السعودية في إثيوبيا تتجاوز 13 مليار دولار، أغلبها في مشروعات زراعية مروية، يتم تصدير منتجاتها إلى السعودية وخاصة زراعات الأرز". وشدد على أن "أية خلافات بين الحكومة المصرية والسعودية أو القيادتين في البلدين لا يجب أن تنعكس في تصرفات غير مسؤولة تهدد مصالح الشعبين، من خلال التلويح بالتعاون مع دولة تهدد الأمن المائي للمصريين".
ورصدت صحيفة "اليوم السابع" الخاصة، من جانبها، في تقرير لها أبرز ما جاء في الصحف المصرية بهذا الشأن، فيما نقلت صحيفة "الوطن" الخاصة عن مصادر دبلوماسية لم تسمها أن "زيارة الوفد السعودي لسد النهضة قد تبعث برسائل سلبية لمصر ومساهمة المملكة في تمويل السد (كما طالبت إثيوبيا) ستكون خطوة سلبية في مسار العلاقات مع القاهرة". كما نقلت الصحيفة عن هاني رسلان، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإقتصادية (الحكومي)، أن الزيارة السعودية للسد "لها بعد سياسي وإشارة إلى القاهرة أن المملكة دخلت في مرحلة الإنتقام من مصرعلى خلفية موقفها من القضية السورية، وأنها تجاوزت كافة الخطوط الحمراء وتقف مع أديس أبابا في قضيتها ضد القاهرة".
ورأى طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، في تصريح إلى "الوطن" أيضاً، أن "الزيارة تعكس دعماً سياسيا سيقدم إلى أديس أبابا ومناكفة مباشرة للقاهرة نتيجة مواقفها من القضية السورية"، وفق المصدر السابق.
ولم تصدر تعليقات مصرية رسمية حول زيارة الوفد السعودي، غير أن الرئيس عبد الفتاح السيسي توجه، صباح اليوم الأحد، إلى أوغندا (إحدى دول حوض النيل) لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين، في خطوة لم يعلن عنها مسبقًا.
وكان أكد رئيس وزراء إثيوبيا، هايلي ديسالين، أكد، خلال لقائه الخطيب، رغبة بلاده في التعاون مع السعودية في مجالات الطاقة، والطرق، والكهرباء، والزراعة، فضلاً عن التعاون في مجال السياحة، بينما أشار الخطيب إلى أن "السعودية وإثيوبيا لديهما إمكانات هائلة ستمكن البلدين من العمل معًا في تعزيز وتقوية العلاقات الإقتصادية والدبلوماسية بينهما".
وتحدث التلفزيون الإثيوبي، أمس، عن تعاون معتزم مع الرياض في إنشاء السد.
وتتخوف القاهرة من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن السد سيمثل نفعًا له خاصة في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضررًا على السودان ومصر.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها