تنامي كابوس الكوليرا في شرعب الرونة وتنفيذية المحافظة توقف عمل المنظمات
تتفاقم معاناة مئات المرضى المصابين والمشتبه باصابتهم بمرض الكوليرا في مديرية شرعب الرونة شمال مدينة تعز يوماً بعد أخر في الوقت الذي أوقفت الوحدة التنفيذية بالمحافظة الخاضعة لحكومة الأمر الواقع نشاط المنظمات المحلية والدولية عن العمل في محافظة تعز بما فيها العاملة في شرعب الرونة والتي تعاني من تفشي وباء الكوليرا في أكثر مناطق المديرية وأبرز المنظمات التي كانت لها أنشطة طبية في المديرية منظمة اليونسيف و(c.ss.w) وبرنامج الغذاء العالمي وغيرها ..
ويأتي قرار توقف المنظمات المحلية والدولية في وقت تحذر فيه اليونسيف من ارتفاع معدلات سوء التغذية الحادإلى أعلى مستوياته لدى الأطفال في خمس محافظات يمنية من بينها محافظة تعز.
في المقابل هناك عزوف من قبل المنظمات والجهات الحكومية للتدخل لإنقاذ مديرية الرونة من تفشي الكوليرا والتعامل بشكل مسؤول ولأسباب تبدو غامضة لدى مكتب الصحة في المديرية..
فيما الواقع يثبت مدى التأمر على حصار تعز ومنع كل سُبل الحياة عنها ، أما المنظمات الغير حكومية الدولية والمحلية فليس لها من الأمر شيئاً فهي واقعة في الحصار ذاته، والتي فرضت عليها شروط تعجيزية للحصول على تصاريح نزول ميداني لمزاولة أنشطتها حيث تشكو هذه المنظمات أنها لم تتمكن من الحصول على تلك التصاريح ولم يتم الإفصاح من قبل المعنيين عن شروط تصاريح النزول الميداني، بحسب تصريح مصدر في إحدى المنظمات والذي فضل عدم الكشف عن إسمه لدواعي أمنية.
منظمة اكسوفام هي الوحيدة التي اكتفت بارسال فريق معالجة المياه التابع لها لتعقيم مياه الشرب وخزانات المياه في مديرية شرعب الرونة والذي باشر عمله من تاريخ 10_12_2016م في تعقيم أبار وخزانات المياه في المناطق الموبؤه بداية من عزلة بني مرير ومنطقة رهيد ثم انتقل صباح الاثنين 12_12_2016م منطقة وادي الرعاء عزلة الإشراف المنطقة الأشد وباءً حسب تصنيف مكتب الصحة في المديرية من حيث أعداد الحالات المصابة والمشتبه إصابتها بوباء الكوليرا والتي سجلت فيها حالتي وفاه، فيما سجلت مؤسسة النفع الخيرية والتنموية حضورها في هذه المنطقة بتمويل حملة طبية بالتنسيق مع مكتب الصحة بالمديرية كما كان وتأتي في المرتبة الثانية البطنة بني سميع أما بني مرير وقرية رهيد القريبة منها فإنها تأتي في المرتبة الثالثة فيما تأتي بني زياد في المرتبه الرابعة وتتفاوت بقية عزل وقرى المديرية من حيث الاعداد المصابة أو المشتبه باصابتها بهذا الوباء.
وفي ظل تزايد حالات الإشتباه والاصابة بوباء الكوليرا والتي تتفاقم يوماً بعد أخر تسجل أخر الإحصائيات أن عدد الحالات المصابة والمشتبه باصابتها بالكوليرا بلغت قرابة 240حالة حتى تاريخ 13_12_2016م بدون مناطق الاجشوب والتي وصل فيها العدد إلى أكثر من 200حالة كما تشير الإحصائيات إلى أن إجمالي حالات الوفاة المسجلة لدى مكتب الصحة بالمديرية حتى تاريخ 13_12_2026م (5) حالات وكانت أخر حالة وفاة لمسنة بتاريخ 12_12_2016م من محلة السهيلة قرادفة ويبقى هاجس الخوف قائما من تزايد اعداد الوفيات في ظل إنتشار هذا الوباء بشكل سريع وشحة الإمكانات العلاجية والوقائية لدى مكتب الصحة بالمديرية لمواجهته وعجز المواطن عن توفير تكاليف الدواء بسبب إنقطاع سُبل العيش.
مدير مكتب التربية بالمديرية أكد أنه تم تعليق الدراسة في 22مدرسة من إجمالي 117 مدرسة حكومية في المديرية خوفا من إنتشار الوباء وحرصاً على سلامة الطلاب .
وتبقى الحاجة ملحة لتدخل المنظمات والجمعيات الخيرية ذات العلاقة لإنقاذ المديرية من هذا الوباء .
من جهته أعرب مدير مكتب الصحة بالمديرية عن فقدانه الأمل بتدخل المنظمات الحكومية والغير حكومية بعد كل المناشدات والمطالبات التي وجهها لهم لإنقاذ المديرية حسب قوله.
وهنا يجدر بنا الإشارة إلى حضور متفاوت لمؤسستين خيريتين في دعم قوافل طبية إلى المناطق الموبؤة حيث نفذت مؤسسة دروب النور في مناطق الأجشوب حملة طبية واسعة كما نفذت مؤسسة النفع الخيرية والتنموية حملة طبية إلى وادي الرعاء بالإضافة إلى مبادرات شخصية من فاعلي الخير بدعم قوافل طبية متعددة أيضاً للمناطق سالفة الذكر وغيرها من المناطق الموبؤة.
ويبقى السؤال :
كم نحتاج إلى ضحايا جراء هذا الوباء القاتل حتى تلقى المديرية لفتة مسؤولة من جهات الإختصاص ؟
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها