جماهير الكويت تنبهر بفرقة حضرمية قدمت غناءً حضرمياً أصيلاً
كلما سمعت غناء حضرميا، تذكرت جلسات الطرب و«القعدات» الجميلة التي تجمعنا خاصة في أيام الربيع في الكويت، مع أن الغناء يمني حضرمي وهو ما يسمى بالعدنيات.. إلا أننا لا نطرب في سمراتنا وجلساتنا الغنائية إلا على أنغامها، وليلة أمس الأول قدمت الفرقة اليمنية الشعبية سهرة رائعة وجميلة من لياليها الغنائية البديعة على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا، بإشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بحضور د. سعود المسعود مدير إدارة الموسيقى.
الغناء الحضرمي ليس بعيدا عن أهل الكويت والجمهور فيها، إنهم معتادون على سماعه ويطربون له في كل وقت، ولكن حين تغنيه أصوات أهله الأصليين سيكون حتما شيئا مختلفا.. أكثر روعة وجمالا وتناسقا ونغما أيضا، ولا أروع من أن تعيش أجواء حضرمية في الكويت، لأن الجمهور حينها سيكون من نوع خاص.. شباب جاؤوا إلى المسرح ليطربوا ويستمعوا ويقضوا وقتا ممتعا مع فن عرفوه جيدا، فكأن الفرقة حضرت مع جمهورها الكبير.
ليلة أمس الأول نوعت الفرقة اليمنية الشعبية في أغانيها بين حسين المحضار وعمر الهدار وأبوبكر بلفقيه وغيرهم من نجوم الغناء الحضرمي، ولكنها لم تقف عندهم بل غنت الطرب الأصيل أيضا باللغة الحضرمية الصعبة التي لا يفهمها إلا الحضرميون أنفسهم، ومع ذلك كان الجمهور الذي ملأ الصالة الكبيرة يحفظها عن ظهر قلب، سألت من يجلس بجواري «هل تفهم كلماتهم؟» قال «لا، ولكنني أفهم إحساسهم» بهذه الجملة عرفت لماذا اشتهرت الفرقة إلى هذا الحد، إنه الإحساس الموسيقي الفني الفريد من نوعه القريب من قلوب الجمهور العاشق.
«الدندنة» أحد أشهر الفنون الحضرمية، أجادتها الفرقة بطريقة فاقت ما كنت أتوقع، وصوت العود معها كان شيئا مميزا، الأصالة تبقى كما هي لا تتغير، ولن تتبدل مع مرور الزمن، وهذا ما يميز الفن الحضرمي.. هو أصيل وحفاظه على شخصيته وأصالته هو الذي جعله يسكن القلوب أجيالا بعد أجيال، ويتناقله الناس في كل وقت، وليلة أمس الأول كانت ليلة حضرمية أصيلة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها