لماذا تعلن الشركات إفلاسها؟
يحدث الإفلاس حين لا تمتلك الشركة القدرة على سداد ديونها ولا يتبقى شيء من الأموال لأصحابها، لذلك فسوف تقل قيمة الأسهم أو تفقد قيمتها تمامًا نتيجة للإفلاس.
في حين يُرجع وكيل الدائنين الرسمي في تورونتو "فيك فونغ" إفلاس الشركات إلى ضعف إدارتها وانعدام الخبرة التي ينتج عنها إصدار سلسلة من القرارات السيئة، التي تؤدي إلى عدم قدرة الشركة على دفع الأموال إلى دائنيها، هذا إضافة إلى التغيرات غير المتوقعة في بيئة الأسواق التي تعمل بها الشركة، مما يؤدي إلى انخفاض مبيعاتها مثلما حدث لشركة "بلاكبيري" بعد "آبل".
وهناك نوعان من الإفلاس؛ الأول تُدفع فيه أصول الشركة التي يتم تصفيتها بواسطة وكيل الدائنين، وإذا كان هناك فائض من العائدات بعد ذلك فإنه يذهب إلى المساهمين، وهذا أمر نادر الحدوث، حيث ينتهي الأمر بالمساهمين في أغلب الأحيان إلى عدم الحصول على أي شيء وتفقد الأسهم قيمتها، والثاني يتم فيه التفاوض على تسوية ديون الشركة بواسطة وكيل الدائنين، وفي الحالتين إذا كانت الشركة عامة ويتم تداول أسهمها في البورصة، فيتم تعليق تداول الأسهم.
هناك العديد من المشكلات الشائعة بين الشركات تؤدي إلى الفشل التجاري، والتي تشمل:
1- مشكلات تتعلق بنموذج العمل:
- نموذج العمل: هو الطريقة التي تتطور الشركة من خلالها وتخلق قيمة لعملائها، وهو عنصر أساسي في إستراتيجية الشركة، ومع ذلك فإذا كان نموذج العمل غير راسخ أو محفوفا بالمشاكل فإن العمل يكون معرضًا للمخاطر، ويُمكن أن تشمل المشكلات في نموذج أعمال الشركة التالي:
- السوق المشبعة: في بعض الأحيان تحاول الشركة الوصول إلى مستهلكين لا يحتاجون أكثر من منتج معين موجود في السوق من الأساس، وبذلك تواجه الشركة صعوبات من أجل إيجاد قاعدة عملاء.
- وجود الكثير من المنافسين: كلما كان السوق ممتلئًا بالمنافسين كلما صار أصعب على الشركات أن تحصل على حصة من السوق، وقد تكون المنافسة قوية للغاية وتدفع بالشركات الجديدة للخروج من السوق بسبب عدم قدرتها على المنافسة.
- صعوبات الدخول: حيث يُصعب الدخول إلى بعض القطاعات بسبب متطلبات قانونية أو تكاليف الإطلاق المرتفعة، مما يجعل عملية الدخول نفسها بالنسبة للشركات صعبة ومرهقة للغاية، ويمثل ذلك فشلاً للشركات من قبل البدء.
- الأفكار السيئة: يعتقد بعض رواد الأعمال أن لديهم فكرة رائعة وأن منتجاتهم ستحقق نجاحًا كبيرًا بمجرد دخولها إلى السوق، لكنهم لا يأخذون الوقت الكافي لدراسة السوق المستهدف أو اختبار المنتج على نحو فعال.
- صعوبة التنفيذ: بعض الشركات تكون متفائلة بخصوص المنتج دون أن تدرك صعوبة تنفيذه أو عدم توافر الموارد، أو المواهب اللازمة لمواصلة مسيرتها.
- تقنية قديمة: ينبغي على الشركات أن تفهم أهمية التكنولوجيا وأنظمة الحوسبة في تنفيذ الأعمال، وفي مساعدة الشركة على توفير ملايين الدولارات، فالشركات التي تحاول المنافسة بتقنيات قديمة قد تفقد القدرة على التنافس، ولن تستطيع المواصلة لفترة طويلة.
2- مشكلات تتعلق بسوء الإدارة
- في بعض الأوقات يكون لدى رواد الأعمال دافع كبير للمنتج أو الخدمة التي يقدمونها دون أن يكون هناك إدارة جيدة.
3- نقص البحث والتخطيط
- أحد أسباب إفلاس الشركات يكمن في الفشل في تحديد وفهم السوق والعملاء وعادات الشراء لديهم، ويتطلب ذلك الأمر شهورًا من البحث والتخطيط، والإجابة المحددة على بعض الأسئلة مثل من هم العملاء؟ كيف تسير المنافسة في هذا القطاع؟ ما هي المجموعة التي ينبغي استهدافها؟ ما هي سياسة التسعير الملائمة للعميل والسوق المستهدفين؟
4- ضعف القيادة
- هناك بعض الأمور التي ينبغي توافرها في مدير الشركة من أجل قيادتها نحو النجاح، والتي تشتمل على الخبرة وفهم الأعمال، والقدرة على التفكير تحت الضغط، والقدرة على تحديد الأولويات، واتخاذ القرارات الصعبة، القدرة على التعامل بفعالية مع وجود النقد، إضافة إلى القدرة على الإلهام والتحفيز، وقد تتعرض الشركة لمشكلات بسبب نقص هذه الأمور في أساسيات القيادة.
5- مشكلات مالية
- بعض الشركات لا تدرك كم الأموال التي تحتاجها من أجل استمرار وجودها، فعلى أصحاب الأعمال إدراك هذه النقطة وتحضير الأعمال على أساسها، وإلا تعرضت الشركة للإفلاس.
6- نقص التدفق النقدي
- الهدف من أي مشروع تجاري هو تحقيق أعلى قدر من المبيعات والأرباح، إلا أن إدارة مشروع تجاري مربح لا يعني بالضرورة البقاء، ففي حين أن بعض الشركات لديها حجم مبيعات مرتفع وهامش ربح معقول، إلا أنه يُمكن وقوع الكثير من المشكلات حين لا يكون الدفع نقدًا، فهناك الكثير من الفواتير التي ينبغي أن تدفعها الشركة نقدًا، وتتعرض بعض الشركات إلى نقص التدفق النقدي، مما يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لوضع الشركة.
7- المشكلات الاقتصادية
- يؤدي ضعف الوضع الاقتصادي إلى صعوبة بقاء الأعمال، وتشمل المشكلات الاقتصادية التغيرات في الإنفاق، حين لا يكون لدى العملاء أموال كافية لإنفاقها، إذ تنهار العديد من الشركات خلال مراحل الركود. كما وتشمل العوائق الاقتصادية أيضًا التغيرات في اتجاهات المستهلك والصناعة، وتفشل الشركات حين تخفق في التكيف مع تغير اهتمامات العملاء وتوقعاتهم، مما يعني أن خطا كاملا من إنتاجها يُمكن أن يكون عفا عليه الزمن.
8- المشكلات القانونية
- المشكلات القانونية مكلفة للغاية، ويُمكن أن تتسبب في إفلاس الشركة وتشمل تلك المشكلات الدعاوى القضائية التي يُمكن أن يرفعها العملاء، والمشكلات المتعلقة بتغيير القوانين واللوائح.
هل من طوق نجاة؟
- ينطوي الإفلاس على الكثير من الآثار السلبية على الشركات بما في ذلك تصفية الأعمال التجارية، ويُمكن أن تختار الشركات حلولا بديلة من أجل تحسين تدفقاتها المالية بدلاً من الإفلاس، وفي حين تكون هذه الخيارات صعبة وتنطوي على الكثير من المفاوضات، إلا أنها تساعد الشركة على تحسين أوضاعها، ويشمل ذلك:
1- التغييرات التنفيذية: تعرف الشركات جيدًا أنها تتعرض لأزمة مالية كبيرة قبل الإفلاس، وغالبًا ما تتخذ الإدارة إجراءات تنفيذية لتجنب المزيد من الأضرار المالية، ويتمثل أحد الإجراءات في استخدام التمويل قصير الأجل لتغطية النقص الحالي في التدفق النقدي، مما يسمح للشركة بتوافر سيولة كافية لإجراء العمليات العادية، إلى حين جمع الأموال المستحقة من العملاء. وقد تلجأ الشركة لحلول مالية أخرى مثل الاعتماد على مستثمر مستقل للمساعدة في حل مشكلات التدفقات المالية على المدى القصير، كما يعد خفض النفقات من الحلول الشائعة بين الشركات لمواجهة الإفلاس، إضافة إلى بيع الأصول المتعثرة.
2- إجراء المفاوضات: ينبغي على الشركة إجراء المفاوضات مع الدائنين حتى تبقى الاتفاقات بينهما بعيدًا عن المحاكم، ويُمكن أن تطلب الشركة من الدائنين موافقة مكتوبة على تغيير شروط القرض أو فترات الاسترداد.
3- استشارة الخبراء: يُمكن للشركات أن تستعين بخبير أو مستشار من خارجها لمساعدتها على تجنب الإفلاس، ورغم أن هذا الخيار يؤدي إلى نفقات إضافية، إلا أنه يُمكن التفاوض على دفع رسوم المستشارين بناء على مدى الإنجاز النهائي الذي يحققه، كما يُمكن أن يكون للمستشارين علاقات عمل مع الدائنين تساعد على تجنيب الشركة الإفلاس.
4- بيع العمليات التجارية: قد تحتاج الشركة إلى إيجاد مشتر مناسب لبعض أو كل أعمالها تجنبًا للإفلاس، وفي حين لا تحقق مبيعات هذه العمليات أموالاً كبيرة قبل الإفلاس، إلا أنها توفر للشركات سيولة لإجراء العمليات التي لا تستطيع تحمل نفقاتها.