تقرير يحذر من عصابات مسلحة تابعة للحراك الجنوبي المسلح تدربت في إيران
حذر تقرير بحثي من نشوء تنظيم مسلح خطر في اليمن قادم من تلاقي مصالح تيارات العنف المعروفة في البلاد، منبها إلى أن ملامح هذا التنظيم ظهرت في بعض المحافظات الجنوبية وبالتحديد في عدن.
وكشف التقرير الصادر عن مركز أبعاد للدراسات والبحوث باليمن، أن التنظيم الجديد يسعى حاليا لإيجاد مشروعية لسلاحه في تحقيق انفصال الجنوب من خلال إحداث انشقاقات داخل معسكرات الجيش والأمن لتأسيس ما يعرف "بالجيش الجنوبي الحر"، مستغلا تعاون قيادات عسكرية جنوبية كانت محسوبة على النظام السابق.
التقرير:شباب من الحراك الجنوبي يسافرون لبيروت ويزورون طهران التي تقدم دعما لوجستيا علنيا في الجانب الإعلامي من خلال زعيمه علي سالم البيض
واعتبر التقرير أن ما يحصل في محافظات جنوبي اليمن من اختلالات أمنية ومواجهات مسلحة تتم تغذيتها عبر دوائر داخلية وخارجية لها أبعاد محلية وإقليمية ودولية، خاصة بعد ثورات الربيع العربي وانعكاساتها على المشهدين السوري والمصري.
وحذر رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث بصنعاء عبد السلام محمد، من تأثير كثير من المشاكل على المؤسسة العسكرية لإحداث انشقاقات وتكوين تشكيلات عسكرية مسلحة ومتمردة تحدث انهيارا في البلد.
وأضاف في تصريح للجزيرة نت أن اليمن يمر بحالة انهيار أمني مخيف ومرعب وهناك توجه لخلط الأوراق لتنفيذ أجندة لها علاقة بالصراع الإقليمي والدولي.
تدخل إيراني
وأشار إلى أن ما يدور في مدينة عدن من تسليح لفصائل في الحراك الجنوبي وتقديم دعم لوجستي معلن من قبل إيران لا يعبر عن تقدير لمصالح إيرانية إستراتيجية في المنطقة وإنما عن محاولة للتخويف من "مدى قدرتها على تحريك أذرعها إذا ما حاولت القوى الغربية تقليم أظافرها في المنطقة وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد".
عبد السلام محمد: اليمن يمر بحالة انهيار أمني مخيف ومرعب
ولمح الباحث إلى أن ما يخدم هذا التوجه بشكل رئيسي هو جذور نظام صالح وسعي الحوثيين للتمدد والسيطرة وجماعات أخرى ترى في إفشال المبادرة الخليجية وحكومة الوفاق مصلحة مستقبلية.
وكانت قيادات بارزة في الحراك الجنوبي اتهمت الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق (قبل الوحدة اليمنية) علي سالم البيض بإرسال عناصر مسلحة تدربت في إيران، لإحداث أعمال عنف بمدينة عدن. غير أن بيانا صادرا عن مكتب البيض أمس نفى تلك الاتهامات.
وتسببت تلك الأحداث التي اندلعت السبت الماضي بمقتل ثلاثة من عناصر الحراك وإصابة 18 بعد تحول مظاهرة للانفصاليين إلى مواجهة مسلحة مع الشرطة في عدن.
وأورد تقرير أبعاد رصداً لاختلالات وصفها بالخطيرة في منطقة المنصورة بعدن التي كانت إحدى ساحات الثورة السلمية قبل سيطرة الحراك المسلح عليها، كاشفا عن تحول ساحة المنصورة إلى "مكان آمن للمسلحين الفارين من السجون ومن الحرب على القاعدة في أبين وشبوة، ومنطقة إستراتيجية لتخزين مختلف أنواع الأسلحة والعبوات الناسفة".
وشهدت هذه المنطقة منذ منتصف يونيو/حزيران الماضي مقتل عشرة مدنيين بينهم امرأة، واغتيال 12 عسكريا بينهم أربعة ضباط وعلى رأسهم قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء سالم القطن، وإصابة أكثر من 11 عسكريا واختطاف ثمانية آخرين.
خطف وقتل ونهب
وجاء في التقرير أن الجماعات المسلحة دشنت أعمالها في منطقة المنصورة قبل ثلاثة أشهر باختطاف نائب القنصل السعودي، ومن وقتها قامت بتنفيذ هجمات مسلحة على مؤسسات مدنية وحكومية، ونهبت مائة مليون ريال من فرع بنك التسليف الزراعي، وملايين أخرى من مؤسسات حكومية إيراديه، وفجرت أكثر من عشر عبوات ناسفة استهدف معظمها فرع جهاز المخابرات (الأمن السياسي).
وأضاف أن اتهامات موجهة للحوثيين ومن ورائهم إيران في السعي لتفجير الأوضاع بالمحافظات الجنوبية، مستندة إلى بعض الوقائع مثل "وجود مسلحين من صعدة في أوساط فصيل الحراك المسلح، والقبض على مسلحين من صعدة كانوا يقاتلون مع تنظيم القاعدة في أبين، والزيارات المتبادلة بين قيادات في الحراك المسلح وقيادات حوثية بين عدن وصعدة".
إضافة إلى "سفر شباب من الحراك الجنوبي المسلح إلى بيروت وزيارة الكثير منهم للعاصمة الإيرانية طهران التي تقدم دعما لوجستيا علنيا في الجانب الإعلامي من خلال زعيمه علي سالم البيض".
وأشار التقرير إلى أن ما حصل في بعض المحافظات الجنوبية مؤخرا دليل على "أن الحراك الجنوبي المسلح وضع القضية الجنوبية في دائرة الغموض وأدخلها شرك الصراع الإقليمي والدولي، وأن وسائل هذا الفصيل العنيفة والمسلحة ستؤثر سلبا على مطالب الجنوبيين العادلة ووسائلهم السلمية.
المصدر:الجزيرة