دبلوماسي ألماني: الحراك لا يمثل كل الجنوبيين والاضطرابات لن تؤدي إلى الإنفصال
قال مصدر دبلوماسي رفيع في سفارة ألمانيا بصنعاء: إن القضية الجنوبية تعتبر من بين القضايا المحورية التي ينبغي أن تـُعالج خلال المرحلة الانتقالية، وإنه لا يمكن حلها إلا عن طريق حوار وطني شامل يضم كل الأطراف المعنية التي لديها استعداد للجلوس على طاولة الحوار.
وقال المصدر لصحيفة "يمن فوكس" إن الوضع في الجنوب حرج في المرحلة الحالية، "فعلى الرغم من نجاح الحكومة في محاربة القاعدة بمحافظة أبين وفي تغيير العديد من القادة العسكريين غير المرغوب فيهم وإطلاق سراح معتقلين من الحراك الجنوبي وعودة بعض قادة الحراك من الخارج، إلا أن تنامي التوجه المحابي للانفصال لم يتقلص، حسب ما رأيناه يوم السبت".
وأضاف: صحيح أن "الاضطرابات لن تؤدي إلى انفصال الجنوب، لكن هناك مخاطر من تزايد حالة عدم الاستقرار التي سيتأذى منها الجميع،" حسب قول الدبلوماسي الذي شدد على ضرورة معالجة القضية الجنوبية بشكل عاجل من خلال مؤتمر حوار وطني شامل يضم كل الأطراف المعنية بحسب ما نصت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، وأن "الجميع، بمن فيهم الحراك الجنوبي، يتحملون مسؤولية العمل بمسؤولية والحضور إلى طاولة الحوار."
وقال المصدرـ الذي طلب عدم ذكر اسمه ـ إن جميع تيارات الحراك الجنوبي متفقة حول هدف استعادة المؤسسات الجنوبية وحق تقرير المصير للجنوب، لكنها لا تتفق حول الطريقة لتحقيق ذلك ولا حول طبيعة العلاقات المستقبلية بين الجنوب والشمال "ففي حين أن التيار الراديكالي يسعى إلى قطع العلاقات مع الشمال، فإن بعض الجماعات، مثل مؤتمر القاهرة، ترى أن الفيدرالية هي السبيل الواجب الأخذ به".
"ومع ذلك، فإن الحراك الجنوبي لا يمثل كل الجنوبيين، فهناك أطراف أخرى ومستقلون في الجنوب يدعون إلى اتخاذ خطوات لمعالجة القضية الجنوبية بطريقة مختلفة، مثلاً من خلال البدء أولاً بحل الأزمة الأمنية والاقتصادية التي يعاني منها الجنوب."
وبشأن التوجه الذي يتوق إليه غالبيه الجنوبيين، قال المصدر إن إجراء تقييم دقيق بهذا الصدد قد يتطلب استطلاع موثوق به للرأي وهو ما يصعب القيام به حالياً نظراً لحساسية القضية وارتفاع التوتر في الجنوب. "صحيح أن أصوات الانفصاليين هي الأعلى حاليا في الجنوب، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم الغالبية, ففي الشمال يبدو أن الغالبية تفضل الوحدة، كما أن غالبية القادة في اليمن يتفهمون جيداً الحاجة إلى معالجة القضايا العالقة التي نشأت عن حرب صيف 1994."
وقال المصدر إن ألمانيا تحث "الجنوبيين بشدة على استغلال الفرصة التاريخية المتاحة في ظل العملية الانتقالية والحوار الوطني لحل القضية الجنوبية. من الواضح أن هناك أخطاء ارتـُكبت عند قيام الوحدة اليمنية وبحاجة إلى تصحيح، وعلى الجنوبيين السعي نحو تحقيق الوحدة التي كانوا يأملون بها عام 1990 – وحدة تصون الحقوق والكرامة لكل اليمنيين."
وفيما يخص الحل الأمثل للقضية الجنوبية من وجهة نظر المجتمع الدولي، قال المصدر إن هناك إجماعاً دولياً، كما جاء في قراري مجلس الأمن الدولي وبيانات عديدة صادرة عنه، على أن حل القضية الجنوبية يجب أن يحافظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه واستقراره وأمنه.
"إن حل القضية الجنوبية أمر في غاية الأهمية بالنسبة لاستقرار اليمن والمنطقة، والحوار الوطني يمثل فرصة تاريخية لتحقيق هذا التغيير، وإذا أضيعت هذه الفرصة فإن اليمن بأسره قد ينزلق في قلاقل لعدد من السنوات القادمة،" وبالتالي فإن المجتمع الدولي حريص على إيجاد الحل لهذه القضية.
وبشأن الدور الإيراني، قال المصدر إن كل عضو في المجتمع الدولي، بما في ذلك إيران، يجب أن يعمل بما تقتضيه المصلحة المشتركة في الحفاظ على وحدة واستقرار اليمن، وفقاً لما جاء في قراري مجلس الأمن الدولي رقم 2014 و2051.
وفي تعليقه على زيارة وزير التخطيط والتعاون الدولي إلى ألمانيا الاتحادية، قال الدبلوماسي البارز: إن زيارة الوزير اليمني والوفد المرافق له إلى بلده كانت بهدف إجراء محادثات ثنائية على الصعيد التعاون التنموي بين اليمن وألمانيا. وأكد بأن نتائج المباحثات كانت إيجابية.
أخبار اليوم