الإنترنت في اليمن ساحة للحروب ونشر الشائعات
في ظل التوقف والإغلاق والتضييق الذي تعرضت له وسائل الإعلام اليمنية من قبل جماعة الحوثي منذ قرابة العامين أضحت الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي وسيلة اليمنيين الوحيدة للتنفس والتعبير عن آرائهم، كما أصبحت في الوقت نفسه مصدراً لبث الشائعات والتظليل.
كيف انبثقت هذه المواقع؟
بشكل أكثر واقعية فإن ظاهرة المواقع الإخبارية اليمنية التي تنتشر عبر الشبكة العنكبوتية والتي تدعي أنها صحفية بدأت بالظهور والتنامي عقب انطلاق ثورة الشباب اليمنية عام 2011 وتزايد أعدادها مع سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة.
وشكل الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي منذ ثورة الشباب ساحة لحرب مشتعلة بين مراكز القوى اليمنية المتصارعة على السلطة في نشر الشائعات والأخبار المظللة والمغرضة.
وفي هذا السياق يقول الصحفي أنيس حمود لـ"المشاهد" إن المواقع الإخبارية المزيفة انبثقت كإحدى الأدوات الدعائية التي استخدمتها أطراف الصراع كجزء من حربها في مواجهة الخصم في اليمن، وباتت تمثل مجالاً خصباً للشائعات وتزيف الوقائع وتشتيت الانتباه عن بعض الأحداث.
إلى ذلك يقول مدير تحرير موقع "يمان نيوز" صادق الدغار إن المواقع الالكترونية غير المهنية نشأت لتحقيق أهداف وأغراض سياسية تخدم مموليها وهي مراكز القوى المتصارعة على السلطة في اليمن.
ويتابع في حديث لـ"المشاهد": "ما يجب أن يعرفه الجميع أن هذه المواقع الالكترونية تبحث عن ربح من إعلانات جوجل وغيرها، وهذا يتطلب عدد كبير من الزوار والقراء، لذا يلجأ أصحاب هذه المواقع إلى نشر الشائعات والأكاذيب ونشر الغث والسمين لجذب عدد كبير من القراء.
غياب للقانون وفقدان للمصداقية
في ظل غياب القوانين التشريعية المحددة لآليات عمل مثل هذه المواقع وضوابط التزامها بأخلاقيات العمل الصحفي وقوانين النشر انتشرت مواقع الشائعات دون رقيب، وتم استخدامها في بداياتها كأدوات من قبل سياسيين لإجهاض ثورة الشباب في العام 2011 وتمييعها لتتطور بعد ذلك كأدوات دعائية موجهة بين المتصارعين على السلطة من مراكز قوى وجماعات وأحزاب وشخصيات نافذة إلى أن أصبحت بعد سيطرة جماعة الحوثي على الدولة المحرك الإعلامي والدعائي الأول في اليمن، بعد أن تم حجب وإغلاق بقية الوسائل الإعلامية المناهضة لهذه الجماعة، مستغلة بذلك أجواء الانفلات وغياب سلطة القانون بظل حرب طاحنة تعيشها البلاد منذ قرابة العامين.
في هذا الإطار يقول الصحافي أنيس حمود إن مواقع التواصل الاجتماعي أو تلك المواقع الإخبارية لم تعد مصدرا موثوقا لما تبثه من أخبار بشأن الأحداث خاصة بعد أن تم تجنيدها.
بدوره مدير تحرير "موقع يمان نيوز" يقول إن ما يُكتب في هذه المواقع بكل أطيافها ومساحتها الواسعة مظللة ولا تجد المصداقية فيها سوى في جزء بسيط من مساحتها الخبرية ويحتاج المتابع والقارئ إلى رحلة في البحث عن هذه الجزئية البسيطة من الأخبار الواقعية.
الوسائل الإعلامية الخارجية بديلاً
وفي ظل هذا الواقع القاتم للإعلام في اليمن يلجأ كثير من المتابعين اليمنيين إلى البحث عن حقيقة الأحداث في وسائل الإعلام الخارجية في زمن الحرب والأحداث الدامية في اليمن، وفي هذا الصدد يقول صادق الدغار: "على القارئ أن يحمي نفسه من حجم الكم الهائل من الشائعات بالعودة إلى متابعة الأحداث عبر وسائل إعلام دولية ووكالات مشهورة ومعروفة بمهنيتها، كما أن هناك طرق أخرى لتجنب تأثير الشائعات منها الوعي والإلمام بمجريات الأحداث بما يمكنه من التمييز بين الحقيقة والشائعة".
وفي ذات السياق يقول الصحافي أنيس إنه إزاء هذا الوضع يتم اللجوء لوسائل إعلام خارجية تتحل? بقدر من المسؤولية المهنية في تغطية أخبار اليمن، ويتابع: "أحياناً فقط أتصفح هذه المواقع المحلية لقراءة ما تتبناه أطراف الصراع ومواقفها".
في المقابل يرى المتابع الإعلامي عماد طاهر أن مواجهة الشائعات التي يروج لها عبر المواقع الإلكترونية يجب أن يكون بنشر الأخبار الموثوقة من مصادرها الصحيحة، في حين أنه يجب على الصحفيين فضح هذه المواقع بإثبات الأخبار الحقيقية مع نشر تلك الشائعات بجانب الخبر المؤكد، ويشير إلى انه يجب توعية الجماهير بمخاطر البث الدعائي المغرض الذي تسعى إلى نشره هذه المواقع الالكترونية المزيفة من خلال إقامة الورش والندوات وكشف حقيقتها للجمهور العام.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها