الكتب المدرسية تباع على الارصفة في عدن
في وقت تعاني فيه المدارس الحكومية شحّاً في توفيرها، تُباع كتب المدارس والمناهج، لمختلف المواد الدراسية وجميع المراحل، على الأرصفة في مدن وشوارع محافظة عدن.
ولم تحرّك الجهات المعنية ساكنًا حيال ذلك، على الرغم من أن كثيراً من المدارس بعدن لم تقم بتوزيع الكتب للطلّاب، بعد مرور أكثر من 20 يوماً على بدء العام الدراسي الحالي.
ويوضح مدير التعليم العام في إدارة التربية في عدن، الأستاذ نبيل عبد المجيد، لـ"العربي"، أن "التربية تستلم الكتب من ثلاث مطابع: صنعاء وحضرموت وعدن، وكلّ مطبعة لها عناوين خاصّة، ونتيجة الوضع القائم لم تلتزم المطابع بطباعة المناهج لهذا العام، بالإضافة إلى نقص الإمكانيّات، ما شكّل أزمة في الكتاب المدرسي فيما يخصّ مخازن التربية في عدن، فقد استلمت جزءاً بسيطاً من المخصّصات، ولم تف بالغرض، وجار البحث عن حلول سريعة للمشكلة".
ضيق ذات اليد لم تحرّك الجهات المعنية ساكنًا حيال الظاهرة
الأستاذ نبيل، أمين مخزن في إحدى المدارس الخاصّة في عدن، يقول إن "الكتاب المدرسي يبدأ بيعه من قبل العمّال في المطابع، قبل أن تتسلّمه إدارة التربية ممثّلة بالمخازن المركزية"، متحدّثاً عن "فساد يمارسه، أيضاً، أمناء المخازن في المدارس وإدارات التربية في المديريّات".
ويبيّن هادي أحمد، معلّم، من جهته، أن "القوانين التي تتيح لأمناء المخازن الحصول على فائض من الكتب لمواجهة النقص، أو زيادة محتملة في عدد الطلّاب، أو بدل تالف، هي تلك الكتب التي نراها في الأسواق تُباع"، مضيفاً أنّه "أثناء الجرد هم في السليم، باعتبار أن جميع الكتب محصورة".
ربّ ضارّة
الكتب المُباعة على العربات والأرصفة في محافظة عدن وبقية المدن اليمنية، بما فيها صنعاء، اعتاد الناس على وجودها مفروشة أمام أعينهم منذ سنوات، بل ويعتبرها كثيرون نافعة وطريقة سهلة تتيح للطالب الحصول على الكتاب الناقص بيسر، دون الحاجة إلى التعقيدات والروتين الإداري المتّبع في قطاع التربية.
تفنّد ابتسام ساري، أمينة مخزن في مدرسة ابتدائية بمحافظة لحج، لـ"العربي"، مسألة بيع الكتب المدرسية في الأسواق، معتبرة أن ذلك "عائد إلى الحالة الإقتصادية الصعبة التي يعيشها العاملون في القطاع التربوي، باعتبار أن سعر الكتب رخيص جدّاً، فلا يتعدّى سعر الكتاب لأيّ مادّة دراسية الدولار الواحد، ناهيك عن أن غالب المناهج الآن تتّبع أسلوب الكتاب الإستهلاكي، أي الكتب التي يقوم الطالب بتعبئتها بالبيانات والأرقام خلال العام الدراسي، ثمّ يتمّ الإستغناء عنها واستبدالها بكتب جديدة، غير أن عدداً من المدارس تعيد تدوير هذه الكتب لطلّاب العام الجديد، خاصّة حين تتأخّر الكتب الجديدة، وهذا السبب يحدث فائضاً في المخازن، وهذا الفائض يجد طريقه إلى الأسواق بطبيعة الحال".
واعتذر كثير من المسؤولين في القطاع التربوي عن الحديث في الأمر، وطالب بعضهم بعدم ذكر اسمه في الموضوع نظراً لما وصفوه بحساسية الوضع الحالي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها