العقيد حمزة المخلافي يكشف عن خفايا تعيينه أركان حرب لواء 170 دفاع جوي
يعتبر العقيد حمزة ثاني أولاد الشيخ حمود المخلافي، قائد "المقاومة الشعبية" في تعز. يبلغ من العمر 28 عاماً. تلقى تعليمه في منطقة المخلاف، ومن ثم انتقل إلى تعز المدينة، وفيها تلقى تعليمه الإعدادي والثانوي. بعدها انتقل إلى القاهرة، وهناك التحق بكلّية الشريعة والقانون. كما سافر إلى ماليزيا لدراسة اللغة الانجليزية. كان ضمن الشباب الذين انخرطوا في ثورة الشباب الشعبية السلمية عام 2011م، وبدأ بلعب دور في الدفاع عن الثورة، والعمل العسكري لاحقاً.
برز حمزة العسكري إلى جانب والده في صفوف "المقاومة الشعبية"، طوال فترة الحرب التي جرت ولا تزال في مدينة تعز. وخلال فترة الحرب في تعز، تولّى مسؤولية قائد إحدى جبهات "مقاومة" تعز. وقبل عام، تم ترقيته إلي رتبة مقدم، من قبل رئيس هيئة الأركان، وعلى إثرها قام بإنشاء لواء عسكري أطلق عليه اسم لواء "الحمزة"، والذي يضم نواة "المقاومة" الأولى من الذين خرجوا دفاعاً عن تعز بأسلحتهم الشخصية بشجاعة. أصيب في معركة كمب الروس (2015) بعد مواجهات شرسة مع جماعة "أنصار الله". كلف أخيراً بمنصب أركان حرب اللواء 170 دفاع جوي، بعد ترقيته إلى رتبة عقيد بقرار جمهوري صادر عن الرئيس عبد ربه منصور هادي. قرار تعيين حمزة أخذ جدلاً واسعاً في بعض أوساط تعز، بما فيها داخل "المقاومة" نفسها، ومن قبل البعض الذين يعملون في الوسط العسكري.
في هذا الحوار مع العقيد حمزة حاولنا أن نسلط الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بقرار التعيين وببعض الجوانب المتعلقة بالعمل العسكري في تعز ورؤية الرجل القادمة في إطار المهمة الموكلة إليه.
بماذا تعلّق على قرار تعيينك الأخير؟ وهل كان هذا القرار منتظراً أو متوقّعاً؟
أولاً أبارك لأبناء تعز، تعز الحالمة هذا القرار، الذي يزيدنا حماساً وشجاعة في الاستمرار في النضال والدفاع عن كرامة تعز وعن مدنيتها وثقافتها بل أمنها وسلامها المجتمعي. ونحن خرجنا في وقت مبكر للدفاع عن تعز، وتقدمنا الصفوف ليس من أجل الحصول على منصب أو مكانة سياسية أو عسكرية، إنما من أجل من تعز، ولم نكن لنستمر لو كان في أذهاننا انتظار مثل هذا القرار. لكنني أبارك لأبناء تعز هذه الثقة، وهذا القرار، وأقول لهم مزيداً من التقدم ومزيداً من الانتصار إنشاء الله، وأنا أحثهم على النضال، فالعدو منهار، وهو في رمقه الأخير، فاصمدوا يا أبناء الحالمة، فبكم يأتي النصر، وبكم ستنتصر تعز، وبسواعدكم أيها الأبطال، وأحييكم من أعماق قلبي. أحيي كل رجل في متراسه، وأحي كل رجل يعمل في الميدان، وفي كل جبهات القتال الممتدة على طول خارطة تعز، الخارطة التي ستظل ترعبهم وتجعلهم في مرمى الهزيمة شاء من شاء وأبى من أبى.
سبق وأن جرى الحديث من قبل قائد "المقاومة" أن تعز تعرضت للخذلان من قبل الجميع وأنها ظلت بحاجة ماسة للدعم بأشكاله كافة... برأيك ما الذي تحتاجونه الآن؟ وهل تتوقع حصول دعم من قبل حكومة الرئيس هادي؟
تعز ظلت وما زالت بحاجة إلى دعم ومساندة، بحاجة إلى دعم معنوي، وسياسي، ودعم مادي، تعز بحاجة إلى سلاح، وإعطاء أفراد الجبهات أهمية ومزيداً من الاهتمام، لكي تكمل مشوارها في النصر وتكمل ما بدأت به، ونحن أملنا كبير بالشرعية بعد الله سبحانه وتعالى، وعلى رأسها القائد الأعلى للقوات المسلحة، المشير عبد ربه منصور هادي، حفظه الله ورعاه.
فتعز هي الواجهة، وهي من ظلت وما زالت تقدم الثمن غالياً من أجل اليمن برمتها، وليس من أجل كرامة وحرية هذه المدينة فقط؛ فتعز هي منبع المقاومة ونضالها، وصمودها الذي أبهر الجميع، وأنا على ثقة ن الشرعية تدرك ذلك تماماً.
حالياً جرى الترتيب من قبل المجتمع الدولي والاقليمي لهدنة إنسانية ووقف القتال في جميع جبهات البلاد، ولكن الهدنة تم اختراقها بشكل كبير كما يبدو في تعز... هل كنتم تتوقعون اختراق الهدنة منذ ساعاتها الأولى، وتحديداً في تعز؟
نعم نحن كنا متوقعين أن تخترق الهدنة من قبل الحوثيين الانقلابيين، والذين أثبتوا طوال فترات الحرب وطوال فترات الحوار والهدنات أنهم لا يلتزمون بهدنة ولا يلتزمون بأي اتفاق يتم معهم. فهم مع كل مرة يقولون هدنة ويقبلون بها، ولكن ما هو برؤوسهم أشياء أخرى، ولعل ذلك هو الترتيب لأوراقهم ومواقعهم، ومن خلالها يعتقدون أنهم سيستعيدون معنوياتهم، وهكذا هم لا عهد ولا ميثاق لهم يلتزمون به، وكما وصفهم الكاتب محمد جميح "إنهم يكذبون كما يتنفسون".
الجميع يتحدث على أن لا حل لأزمة البلاد إلا بالحوار والتفاوض، هل توافق هذا المذهب؟ وعلى ماذا الرهان إذاً؟
نعم أنا لا أراهن على الحوار ولا على المفاوضات التي فشلت أكثر من مرة، وفي أكثر من جولة. أنا أراهن على الحسم العسكري، لأن لا عهد لهذه الجماعة الذين لا فرق بينهم وبين الذين نقضوا العهد والميثاق مع الرسول صلى الله عليه وسلم. ولذا لا حل إلا المتارس وخشوم البنادق، والقضاء العاجل غير الآجل على هذا الانقلاب. ونحن لدينا رجال ولدينا مقاتلين صامدين في وجوههم، وسنتمكن من تحقيق النصر، والنصر قريب.
هل يحمل المخلافي الابن صفات المخلافي الأب؟ وهل لديه الاستعداد للعب الدور الذي كان يلعبه والده وغاب عنه الآن؟
نعم لي الفخر والشرف والاعتزاز أن أحذو وأسلك الطريق الذي سلكه ويسلكه والدي، وهو طريق كل أبناء تعز الشرفاء، وإن شاء الله نكون عند حسن ظن الجميع وعند ثقتهم. وأنا ووالدي نحن ضمن جبهة واسعة انطلقت وتكونت لتكون جبهة مقاومة ودفاع عن المدينة وعما تتعرض له من عبث ومن استهداف، وقدمنا وما زلنا نقدم الثمن، لا يوجد بيت في تعز ولا أسرة إلا وقدمت شهيداً أو جريحاً، وهذا شرف كبير لنا ونعتز به.
كيف ترد على الذين انتقدوا قرار تعيينك؟
أكرر قولي لهم بأننا لم نكن نبحث عن مناصب، ولسنا هواة سلطة ولم نلهث وراءها، ونحن خرجنا من أول يوم ندافع عن كرامة تعز وعن أرضنا، فما كنا حينها نفكر بأي منصب بقدر ما كان تفكيرنا بالدفاع عن الحالمة تعز، وإنما جاء هذا القرار فزادنا معنويات، لكي نكمل ما قد بدأنا به وهو دحر المعتدي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها