من هي الأطراف المدبرة لحادثة مجلس عزاء آل الرويشان.. تحالف الحوثي صالح أم تحالف السعودية وما هو الهدف؟
هل ستشكل حادثة مجلس عزاء أسرة آل الرويشان بصنعاء، التي وقعت يوم السبت 8 أكتوبر/ ، ، نقطة محورية، ومفصلية على بدء خطة جديدة في الحرب الدائرة في اليمن منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم التي شنتها دول التحالف العربي بقيادة السعودية، في الـ26 من شهر مارس للعام 2015م، ضد جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح.
يأتي إعلان واشنطن، أمس بأنها، بدأت في عملية مراجعة فورية للتحالف الذي تشارك فيه الولايات المتحدة، بعد حادثة مجلس العزاء، ما يؤكد أن هدف الهجوم، يتجاوز مصالح جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح. واشنطن وفي بيان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، نيد برايس، حرص على توصيف الحادث، بأنه ناجم عن " غارة" للتحالف العربي. وتابع :" التعاون الأمني الأمريكي مع السعودية ليس شيكا على بياض، وفي ضوء هذا الحادث وحوادث أخرى وقعت في الآونة الأخيرة بادرنا بمراجعة فورية لدعمنا الذي قُلص بشكل كبير بالفعل للتحالف الذي تقوده السعودية".
وأضاف المسؤول الأمريكي:" "مستعدون لضبط دعمنا بما يتلاءم بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية، بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأساوي في اليمن".
اليمنيون وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، غارقون في تحليلات عن، الفاعل والمدبر، للحادثة التي لاقت غضبا شعبيا عارما، وهم في هذا السياق، منقسمون إلى توجهين، الأول يوجه الإتهام إلى جماعة الحوثي وصالح، بالتخطيط والتدبير للحادثة، واستغلالها ضد التحالف العربي وتحديدا السعودية، لإظهارها العدو الأول لليمن.
وعلى هذا السياق، يتناقل أصحاب هذا الرأي، معلومات مفادها، أن سلطات الأمر الواقع في صنعاء( الحوثي وصالح) بدأت في إزالة مسرح " الجريمة".
وتؤكد المعلومات، أن " خالد الماوري رئيس النيابة الجزائية المختصة وجه بمحو كل اثار المجزرة بالصالة الكبرى"، مشيرة إلى أن معدات الجرف تعمل حاليا في المسرح. فيما يؤكد التوجه الثاني، على أن التحالف العربي، هو الذي نفذ الهجوم على مجلس العزاء عبر غارة لمقاتلاته، ويتداول هذا التوجه، نشر فيديوهات، للهجوم الذي يؤكد أنه تم بواسطة غارة للتحالف، لكن تلك الفيديوهات، واجهت انتقادات بسبب ظهور بعض جوانب الضعف فيها، مثلا حين يتم تصوير الحادثة عن بعد فيما تظهر أصوات ممن كانوا على مداخل القاعة التي استهدفها.
طرف ثالث، لا يملك أي حجه أو دليل، بمقدار، ما يذهب للحديث عن احتمالية، أن يكون حصل اختراق للتحالف العربي من قبل قوى كبيرة، لتنفيذ الهجوم، وإلصاقه بالتحالف لإظهار عداوته لليمن، وعليه يمكن بناء أي خطة جديدة للقوى الدولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، لفرض عقوبات على الأطراف المتورطة في الهجوم، وقد تكون السعودية هي الهدف. ويتوارد، على الأذهان، سؤال افتراضي، عن مقدرة الأطراف المتورطة في الحادث، في استغلال مناسبة العزاء في ظرف قياسي، ووضع خطة الهجوم، مع التأكيد على أن ذلك لن يتم دون عوامل مساعدة من الداخل وأطراف متعاونة، قد يكون الحوثيين وصالح، أحد أطرافها.
والسؤال، هل ستكون السعودية نفسها التي قادت التحالف ضد الحوثي وصالح، هدفا "لمؤامرة" غربية، بدأت للتو.
الأيام وحدها كفيلة، بأن تظهر إجابات على هذا السؤال.
موضوع آخر، على صلة بالهجوم، يمكن وضعه على صيغة تساؤل أيضا، هو هل ستكون اللجان التي قد يتم تشكيلها للتحقيق في الحادثة، قادرة على تحديد المتورطين؟ واستباقا، لما قد ينتج، فإنه من المؤكد، أن الأطراف التي قد نجحت في التخطيط والتدبير للهجوم، قادرة أيضا على تضليل لجان التحقيق، وإظهار، نتائج تصب في النهاية في خدمة خطط الحرب الجديدة، والأهداف المتصلة بها.