الضالع .. في عامها الدراسي الثاني .. تدهور مالي وخدماتي ومدارس مدمرة وكتاب مدرسي شبه معدوم!(تقرير)
في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة للغاية وتفاقم غلاء المعيشة وتأخر صرف رواتب أغلب موظفي الدولة فتحت المدارس أبوابها في جميع مدارس محافظة الضالع وتوجه ألاف الطلاب لمدارسهم التي يعتبر بعضها "خرابة" بفعل الحرب والدمار الواسع الذي اصابها في عاصمة المحافظة ومناطق المواجهات بمديرية الحصين ومناطق حجر وسناح وما جاورها ليكون العام الثاني الدراس والوضع كما هو لم يتحسن شيء عدى دعم بعض مدارس مدينة الضالع من قبل الهلال الاحمر الإماراتي من خلال إعادة تأهيل هذه المدراس ودعمها .. إلا ان ما زاد الطين بلة أن هذا العام جاء في ظل متغيرات ليس اقلها عدم استلام الغالبية من الموظفين لرواتبهم التي كانوا يتسلموها خلال الاشهر السابقة من الانقلابيين حسب أولياء أمور الطلاب، مرجع البعض الأمر إلى نقل الحكومة الشرعية للبنك المركزي من صنعاء إلى عدن بدون قاعدة بيانات ، وتعلل السلطات المالية بعدن بنقص حادّ في السيولة لدى البنك المركزي "طور التكوين".
البحث عن الراتب..
يقول عبد الحبيب محسن الوضع شبيه بلعبة قمار والمستقبل غير مبشر والمدارس تفتح أبوابها في ظل عدم صرف المرتبات خاصة وكل ولي أمر ملزم بشراء ملابس وأدوات مدرسية لاستقبال العام الدراسي الجديد, زد على ذلك
إنعدام أبسط مقومات الحياة التي صارت أشبه بالمستحيل من كهرباء ومياه وأغذية وحاجيات الاسرة التي يكافح المواطن المسكين في الحصول عليها.
يأتي هذا في واقع صعب يرافقه تدهور أمني وخدماتي واصبحت جل المؤسسات الحكومية مغلقة عدى النزر اليسير التي تداوم في مبنى أرضي على أطراف مدينة الضالع يتخذه محافظ المحافظة المعين من الشرعية فضل الجعدي كمبنى مؤقت ريثما إعادة إعمار مبنى المحافظة الأساسي الذي تعرض لغارات جوية أتت على اجزاء واسعة من المبنى الواقع قريب من سوق سناح المنفذ الحدودي سابقا بين الشطرين.
وتوقع الأستاذ عبداللطيف الزبيدي صعوبة بالغة في هذا العام الدراسي مع تفاقم مشكلات المرتبات وإنخفاض القوة الشرائية للمواطن وتوسع الفجوة بين الطبقات المتوسطة والفقيرة حتى صار الجميع بدرجة واحدة من الفقر خاصة في محافظة كالضالع بلا مقومات ولا مدخل مالي مدر ولا مشاريع استثمارية جاذبة إضافة لمشاكل الكهرباء والماء معتبرا أن هذا الأمر سيولد انعكاسات سلبية على الأسر وصولا للطلاب بطريقة او بأخرى.
الكتاب المدرسي المفقود!
لم يقتصر الأمر على الراتب ونقل بنك الدولة المركزي الذي يظل هاجسا مرعبا لجميع موظفي الدولة واولياء امور الطلاب بل هناك أمرٌ آخر يتمثل بعدم وجود الكتاب المركزي وتجاذبات إقرار المنهج بين وزارة تربية تخضع للحوثيين بصنعاء وأخرى مقرها بعدن معينة من الرئيس الشرعي عبدربه هادي والتي تقع الضالع المحررة تحت تصرفاتها الشرعية وبالتالي استحالة تسلم مدارسها الكتب المدرسية المطبوعة في صنعاء، مع الإضافات الحوثية في أغلب مقررات ودروس المنهج الداعم لنهجهم السياسي والديني المعروف.
وبحسب مصدر تربوي فإن وزارة التربية بعدن وجهت قطاع المناهج بطباعة أغلب مقررات المناهج بنسخ مختلفة عن المقرر الذي يوزع على مدارس المناطق والمحافظات الواقعة تحت حكم الحوثيين وقوات صالح.
إلا ان ما يعيق امر الطباعة هو عدم قدرة مطابع الكتاب تغطية جميع مدارس المحافظات المحررة خاصة ومطبعة قطاع المناهج الخاصة بطباعة الكتاب المدرسي الواقعة بالمنصورة تضررت بأضرار بالغة في الحرب لم تسلم معها من حريق مفتعل أتى على كل شيء فيها ,وعدم وجود مطابع خاصة أخرى في ظل توقف مطابع 14 أكتوبر الصحفية لأسباب فنية ومالية بحتة.
تفاؤل بلا يأس..!
مدير مكتب التربية بمديرية جحاف الأستاذ رائد علي قريع يتحدث عن جهود جبارة من قبل مكتب تربية المحافظة وبالتنسيق مع وزارة التربية الشرعية لتخطي كل هذه الصعاب فيما يخص الكتاب والمنهج وتوزيع المعلمين خاصة مع تنفيذ قرارات المحافظ في شأن المعلمين البدلاء واضاف ان الضالع جزء من منظومة محافظات محررة وطبيعي تعثر في بعض الامور كمسألة تأخر المرتبات في ظل مترتبات نقل البنك المركزي للعاصمة المؤقتة عدن ولكن كل هذه الاشكاليات ستزول بزوال المؤثر .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها