هل يشارك الحراك في حوار اليمن؟
مع قرب موعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في اليمن المقرر عقده خلال أسابيع، فإن أبرز التساؤلات تتمحور حول مواقف الأطراف الجنوبية المنضوية تحت الحراك الجنوبي من المشاركة في هذا الحوار، الذي ينظر إليه كثيرون على أنه يمثل أهم الوسائل لإنجاح العملية السياسية في البلاد.
ورغم أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أكد في تصريحات صحفية مؤخرا أن الحراك الجنوبي سيشارك في الحوار، فإن محللين يستبعدون حسم عملية المشاركة في ظل تناقض المواقف والتصريحات بين القبول ورفض المشاركة لقادة بعض فصائل الحراك.
غير أن مصدرا في اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار الوطني تحدث عن أن هناك تواصلا مستمرا بين الرئيس هادي وقيادات الحراك الجنوبي في الداخل والخارج لحثها على المشاركة في مؤتمر الحوار.
وقال ياسر الرعيني النائب الثاني للأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني للجزيرة نت إن الرئيس هادي أكد لهم في لقاءات رسمية معه أنه شخصيا على تواصل مستمر مع قيادات في الحراك الجنوبي وأنهم سيشاركون في الحوار بشكل فاعل وكبير.
وأشار إلى أن تكتل المستقلين الجنوبيين في الخارج الذي يرأسه وزير خارجية اليمن الأسبق عبد الله الأصنج، وهو أحد المكونات في الحراك، قدم قائمة بأسماء ممثليه في الحوار، في حين لا تزال اللجنة الفنية للحوار تنتظر بقية الفصائل الأخرى الراغبة في المشاركة.
لكن الرعيني أكد في المقابل أن "هناك إشكالية تكمن في أن الحراك ليس مكونا واحدا وإنما كيانات متعددة بعضها لا يزال يرفض المشاركة في الحوار ويطالب بسقف الانفصال".
وقال إن مؤتمر الحوار ليس له سقف محدد وهو مفتوح للجميع لطرح أي مشروع أو قضية من كافة الأطياف السياسية أو غيرها دون أي اشتراطات مسبقة.
وأوضح أن اللجنة الفنية للحوار قدمت إلى جانب 20 نقطة مقترحة للتهيئة للحوار في الجنوب ضمانات للحراك بتمثيل الجنوب في الحوار بـ50% من المشاركين، وأن يكون اتخاذ القرارات مسألة توافقية تتحقق بنسبة 90% إلى جانب تمثيل الحراك بنسبة 37% في مناقشة القضية الجنوبية.
موت سياسي
وكان الرئيس اليمني أكد في تصريحات صحفية خلال زيارة أعضاء مجلس الأمن لصنعاء الأحد الماضي أن الحراك الجنوبي سيشارك في الحوار الوطني الذي يعد المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية لانتقال السلطة، مشيرا إلى أن قضية الحراك عادلة.
وقال راجح بادي المستشار الإعلامي لرئيس حكومة الوفاق باليمن للجزيرة نت إن "زيارة أعضاء مجلس الأمن الدولي والتصريحات التي تحدثوا بها في اليمن كانت رسالة واضحة لكافة القوى اليمنية وعلى رأسها الحراك الجنوبي".
وأكد أنه "لا سبيل لتنفيذ مطالب أي قوة سياسية في اليمن أو غيرها سوى عبر بوابة الحوار، وأن أي قوى لم تفهم هذه الرسالة فهي تحكم على نفسها بالموت السياسي".
ووفقاً لرئيس دائرة شؤون السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني بمكتب رئاسة الجمهورية عبد الله العليمي فإن تصريحات هادي نابعة من قناعة لديه بأن هناك أطرافا وطنية كثيرة في الحراك ستلبي نداء الحوار الوطني.
وقال في حديث للجزيرة نت إن هناك قيادات في الحراك الجنوبي على تواصل مع هادي وقد أبدت موافقتها للدخول والمشاركة في الحوار لكنها لا تزال تنتظر تهيئة أجواء معينة لهذا الحوار.
أوضح العليمي -وهو أيضاً الأمين العام لمجلس تنسيق قوى الثورة الجنوبية- أن قرارات الرئيس هادي بتشكيل لجنتين لمعالجة قضايا الأراضي ومشكلة المبعدين قصراً من وظائفهم في المحافظات الجنوبية، تأتي في سياق هذه التهيئة المطلوبة.
إشارات متناقضة
غير أن محللين استبعدوا مشاركة الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار، وأشاروا إلى "وجود تناقض واضح في المواقف بين الطبقة السياسية وحركة الجمهور التي تنادي بمطالب الانفصال في ظل عدم وجود قيادة حقيقية فاعلة تمتلك اتخاذ القرار والسيطرة في الجنوب".
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي عبد الناصر المودع أن تصريحات هادي تأتي من موقعه رئيسا للجمهورية إذ يحاول من خلالها خلق أجواء إيجابية ومتفائلة للحوار.
واعتبر في حديث للجزيرة نت أن جميع القيادات الجنوبية في الحراك هي "قيادات غير حقيقية وتقدم إشارات متناقضة يفهم منها أنها ستشارك في الحوار لكن في نفس الوقت تقول إن الحوار لا بد أن يكون بين دولتين".
وألمح المودع إلى أن "هذه الإشارات المتناقضة تزيد الوضع غموضا وتعطي انطباعات متناقضة بأنها يمكن أن تشارك أو لن تشارك".
ولفت إلى أن هناك "نخبا سياسية في الحراك لديها الرغبة في المشاركة بالحوار لكنها في الوقت نفسه ترغب في التماشي مع اتجاهات ورغبات الجماهير في الشارع".
وأضاف "من سيشارك في الحوار من الحراك سيجد آخرين يشككوا في شرعيته ومن سيمتنع عن المشاركة سيجد أطراف تتهمه بأنه لا يمثل الجنوب، وهذا هو حال القضية الجنوبية في الوقت الحالي".
المصدر:الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها