ضغوط أميركية لتمرير خارطة طريق تنقذ الحوثيين
جدد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، الأحد، رغبة حكومته في استئناف المشاورات مع الوفد المشترك لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين) وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس عبدربه مع المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في مقر إقامة الأول، بالرياض.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (ٍسبأ)، عن الرئيس عبدربه قوله، خلال اللقاء، إنه يحرص ويتطلع نحو “سلام جاد لا يحمل في طياته بذور حرب قادمة، بما يؤسس لمستقبل آمن”.
من جهته، أكد ولد الشيخ، بحسب الوكالة، حرص المجتمع الدولي على تحقيق السلام المرتكز على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، إضافة إلى قرارات الشرعية الدولية، وآخرها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 القاضي بانسحاب الحوثيين وحلفائهم من أنصار الرئيس السابق علي علي عبدالله صالح، من المناطق التي سيطروا عليها وتسليم أسلحتهم.
وقال المبعوث الأممي، إن “اليمن عانى الكثير وجدير باليمنيين اليوم تحقيق السلام خدمة لوطنهم ومجتمعهم”.
ولقاء ولد الشيخ بالرئيس اليمني، يأتي ضمن جولة مكوكية تشمل الرياض والعاصمة العمانية التي يتواجد فيها وفد (الحوثي/ صالح)، ويلتقي خلالها أطراف الصراع اليمني، في محاولة منه لرعاية جولة جديدة من المشاورات،.
ويسعى المبعوث الدولي إلى إعادة إحياء مفاوضات السلام اليمنية التي علقت في 6 أغسطس بعد ثلاثة أشهر من المباحثات غير المثمرة في الكويت برعاية الأمم المتحدة.
وقالت مصادر بالحكومة اليمنية، إن الإدارة الأميركية، تمارس ضغوطا كبيرة على المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور، من أجل تقديم بند “تشكيل الحكومة” على انسحاب مسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثي) من العاصمة صنعاء، في خارطة الحل المرتقبة للنزاع اليمني المتصاعد منذ أكثر من عام ونصف.
وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية تطالب بأن تكون خارطة الطريق التي يحملها ولد الشيخ في جولته العربية الجديدة، مبنية على تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون في المقام الأول، ثم الانتقال إلى البنود الأخرى الخاصة بانسحاب الحوثيين من العاصمة وتسليم السلاح إلى طرف ثالث.
واشنطن تطالب بأن تكون خارطة الطريق مبنية على تشكيل حكومة وحدة يشارك فيها الحوثيون أولا ثم الانتقال إلى البنود الأخرى
وتتطابق الرؤية الأميركية مع مطالب الحوثيين الذين يشترطون إشراكهم في حكومة وحدة جديدة، فيما ترفضها الحكومة اليمنية وتطالب بضرورة الانسحاب من العاصمة صنعاء وتسليم السلاح الثقيل.
ويؤكد المبعوث الأممي الرؤية التي تطالب بها الحكومة، بضرورة الانسحاب من صنعاء قبل تشكيل حكومة، وأعلن أمام مجلس الأمن الدولي في إفادة سابقة “أنه لا يمكن تشكيل حكومة والعاصمة في يد جماعة واحدة”، في إشارة إلى الحوثيين.
وتتصادم الرؤية الخاصة بولد الشيخ مع الرؤية الأميركية للحل، وهو ما تسبب في عرقلة الزيارة التي كان من المفترض أن يقوم بها المبعوث الأممي إلى مسقط للقاء وفد الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله المتحالف معهم، الخميس الماضي، وتغيير مسارها إلى العاصمة السعودية، للتباحث أكثر حول الموضوع، بحسب المصدر نفسه.
ومنذ توقف المشاورات في اليمن زادت حدة المعارك والغارات ما فاقم الوضع الإنساني في اليمن حيث يحتاج 3 ملايين شخص إلى مساعدة إنسانية عاجلة. وفي هذا الإطار وصل إلى صنعاء الأحد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفان أوبراين، بحسب مصدر في الأمم المتحدة بصنعاء.
وأضاف المصدر أن المسؤول سيلتقي أثناء الزيارة التي تستمر 3 أيام، مسؤولين يمنيين ومسؤولي وكالات إنسانية للاطلاع على وضع الأهالي اليمنيين.
ويشهد اليمن حربا منذ أكثر من عام بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة والانقلابيين من جهة أخرى، مخلفة أوضاعا إنسانية صعبة، وقد أسفر النزاع عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألفا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتصاعدت المعارك في معظم الجبهات اليمنية، منذ 6 أغسطس الماضي، بالتزامن مع تعليق مشاورات السلام التي أقيمت في الكويت، بين الحكومة من جهة، والحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح) من جهة أخرى، بعد استمرارها لأكثر من ثلاثة أشهر، دون اختراق جدار الأزمة، وإيقاف النزاع المتصاعد في البلاد منذ العام الماضي، وكذلك تشكيل الحوثيين وحزب صالح، المجلس السياسي الأعلى.
وفي آخر التطورات الميدانية التي تؤشر على عدم جدية الانقلابيين في وضع حد للمعارك الطاحنة، استهدف المتمردون السبت سفينة إماراتية مدنية في مضيق باب المندب.
وتشارك الإمارات العربية المتحدة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعما للحكومة اليمنية المعترف بها في مواجهة المتمردين الذين سيطروا قبل عامين على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.
وأعلنت قيادة قوات التحالف الذي تقوده السعودية الأحد أن المتمردين الحوثيين يشكلون تهديدا على الملاحة الدولية في مضيق باب المندب الاستراتيجي، وذلك بعد الهجوم على السفينة الإماراتية.
وقال التحالف إن المتمردين الحوثيين هاجموا السفينة “بينما كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء المصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن”.
وجاء في بيان التحالف أن هذا العمل هو “مؤشر خطير يؤكد توجه هذه المليشيات لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الملاحة الدولية المدنية والسفن الإغاثية في باب المندب”. وأضاف البيان “باشرت قوات التحالف الجوية والبحرية عمليات مطاردة واستهداف للزوارق التي نفذت الهجوم”. ويعتبر المضيق ممرّ ملاحة مهمّا بين البحر الأحمر وخليج عدن يقود إلى المحيط الهندي.