تفاصيل رسالة سرّية بعثتها «واشنطن» لـ«إيران» فيما يخص التفاوض حول «اليمن»
ذكرت وكالة "فارس" الإيرانية، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن الولايات المتحدة، طلبت من إيران برسالة سرية الدخول في مفاوضات لتقرير مصير الحرب في اليمن، بعيداً عن السعودية، التي قدمت بدورها، أمس، رسالة إلى مجلس الأمن تتهم طهران بانتهاك قرار مجلس الأمن 2216 من خلال تصدير الأسلحة إلى الجماعة الانقلابية "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائها في اليمن.
ونسبت الوكالة في تقريرها، اليوم، إلى "مصدر مطلع في طهران"، أن واشنطن مررت قبل أسابيع، وتحديداً قبيل طرح "خطة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في 12 أغسطس/آب الماضي، رسالة إلى السفارة الإيرانية لدى مسقط (عبر الحكومة العمانية)، تقترح بموجبها إجراء مفاوضات إيرانية ــ روسية ــ أميركية على مستوى الخبراء بداية، لتقرير مصير الحرب، من دون أي ذكر للسعودية في الاقتراح".
وأضاف المصدر أنّ "الاقتراح علمت به السعودية وأزعجها".
واستطردت الوكالة، بربط ذلك، إنه تكرار لسيناريو بريطاني أتبعه الأميركيون في السنوات الأخيرة للحرب العراقية الإيرانية، حينما نُقلت رسالة إلى طهران مفادها "أننا مستعدون للتفاوض"، إلا أن "الإمام سيد روح الله الموسوي الخميني"، رفض المقترح.
وقالت الوكالة، بخصوص المقترح المذكور حول اليمن، إن "الجمهورية الإسلامية لم ترحب به ولم تردّ عليه بعد، بل يبدو أنها ستكرر رد فعل الإمام الخميني في ظل تشابه الظروف والسلوك"، فضلاً عن ضرورة تأكيد أن "الطرف المخول للحديث معه في أي تفاوض هو الجانب اليمني المتمثل حالياً في المجلس السياسي الأعلى"، في إشارة إلى مجلس الانقلابيين المؤلف من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحزب المؤتمر برئاسة المخلوع علي عبدالله صالح.
وتابعت الوكالة، نقلاً عن المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، تأكيده أن "أحد مساعدي وزير الخارجية الإيراني (محمد جواد ظريف)، أبدى ترحيبه بالاقتراح، معلناً استعداده الدخول في المفاوضات المقترحة، ولكن لم يسمح له بالتحرك، حتى الآن، في القضية، لأن الأوساط المعنية ترى أن الهدف الأساسي للطرح الأميركي هو أساساً إيقاف الزحف اليمني في العمق السعودي، أي احتواء الحرب لا إيقافها، من ثم ترتب واشنطن أوراقها مع السعودية".
كذلك استبعد، أن تجيب طهران، في أي وقت قريب، ما دام تقدم الانقلابيين متواصلاً، بحسب ما زعمت، وأيضاً في ظل الأجواء الانتخابية في الولايات المتحدة.
وتابعت الوكالة "تعدّدت الأسباب التي دفعت كيري إلى طرح خطة لإنقاذ السعودية من الورطة: أولاً: اليمنيون تجاوزوا الخطوط الحمر (وفق النظرة الأميركية)، بدخولهم العمق السعودي، والصواريخ البالستية يتّضح كل يوم أن مدياتها تزيد، خاصة بعد سقوط صاروخ "بركان 1" قرب مدينة الطائف (غرب المملكة)، ما يعني أن هذه الصواريخ تستطيع استهداف أماكن أبعد من حيث المدى".
وجاءت هذه التسريبات الإيرانية المزعومة، بعد يوم من إعلان السعودية، أنها تقدمت برسالة إلى مجلس الأمن الدولي، تتهم إيران بانتهاك قرار مجلس الأمن 2216، من خلال تصدير أسلحة للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، بما فيها صواريخ بالستية، اسُتخدمت في هجمات ضد السعودية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها