أمين مجلس القوى الثورية الجنوبية: هناك من يريد لعدن أن تدفع ضريبة سلميتها وتقديمها أول شهداء ثورة الشباب
في هذا الحوار الضافي يتحدث أمين القوى الثورية الجنوبية عن ملامح المرحلة القادمة ومستحقات الحوار الوطني، وعن نظرة المجلس للحلول المطروحة للقضية الجنوبية، وكيف ينظر إلى مسألة تعدد التكتلات الجنوبية المعلنة حديثاً.
و عن مدينة عدن و استهدافها من قبل مخططات بقايا النظام، حول كل ما سبق يتحدث د.عبدالله العليمي بشفافية و توسع فإليه..
- بادئ ذي بدء حبذا لو تشرح لنا كيف تكونت فكرة مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية وما هو دافعكم الأساسي من وراء تأسيس هذا المجلس؟
نشكر موقع (عدن بوست) ولك أخي ثابت هذا التفاعل وتسليط الضوء على موضوع المجلس وبالنسبة للفكرة فقد جاءت كاستجابة طبيعية في سياق ثورات الربيع العربي بشكل عام والثورة الشعبية الشبابية في بلادنا بشكل خاص وما صاحبها من تغيرات سياسية واجتماعية فتحت الباب واسعا لكل القوى الحية والفاعلة لأن تقوم بدورها ,ولما كان دور الشباب محوريا وحاسما في القيام بهذه الثورة كان لابد من أن يكون لهذه القوى الثورية الحية والفاعلة من أن تبلور مشروعا يعبر عن قدرتها على التعاطي مع المشروع الثوري حاضرا ومستقبلا.. أما الدافع من وراء المجلس فكما يتضح من الاسم هو التنسيق الضامن لوحدة الأهداف التي قامت من أجلها ولأجلها الثورة وبالأخص فيما يتعلق بحل القضية الجنوبية - حلا عادلا يلبي طموحات الشارع الجنوبي - كونها البوابة الرئيسية لحل كل المشكلات التي يعاني منها وطننا اليمني الكبير.
- ظهور المجلس كان مفاجئا وربما مباغتا كيف تفسر ذلك؟
أولا يجب أن نفرق بين ظهور المكونات الثورية والمجلس كلا على حده .. ولادة المكونات الثورية مقترنة بولادة الثورة الشعبية الشبابية وطيلة الفترة المنصرمة , لما يقرب من عام ونصف كانت هذه المكونات في مختلف الميادين والساحات تقوم بدورها على أكمل وجه بما يتفق مع ما ينبغي فعله في المكان والزمان المناسب وبطبيعة الحال ومع وصولنا إلى هذه المرحلة الحاسمة والهامة في تاريخ بلادنا كان لابد لهذه المكونات الثورية المشبعة بثقافة المرونة والإحساس المشترك الذي يجمعها لخدمة قضيتها وجماهيرها المتطلعة إليها بعين الأمل والمستقبل كان لابد لها من تأسيس إطار عام يوحد جهودها وينسق مواقفها باتجاه مواكبة الأحداث بما يتطلبه واقع المحافظات الجنوبية والتحديات التي تمر بها وبما يعبر عن إرادة الجماهير الشعبية التي نراهن على مواقفها الإيجابية وثقتها تجاه كل القوى الثورية الشبابية الحية التي لم يكن لها أي تورط واي دور في أيا من الصراعات الماضية والتي أذاقت آبائنا وأجدادنا الويلات والمآسي .
- ماهي اولوياتكم في هذه المرحلة ؟
نحن مكونات ثورية نؤمن بالتغيير الايجابي ونعمل وفق المعطيات الماثلة والتي لا يمكن لها أن تكتسب صفة الثبات بأي حال من الأحوال خاصة في هذه اللحظة التاريخية الثورية التي تتشكل فيها ملامح الحاضر والمستقبل وتتشارك جميع القوى كمنظومة واحدة في رسم صورة المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي للبلد .
- كأمين عام للمجلس الثوري د/عبدالله باوزير كيف تقيم المسار الثوري إلى هذه اللحظة وهل تم توظيفه واختزاله في المسار السياسي وبالتالي ضيق المساحة التي تتحركون فيها كمكونات ثورية؟
في تصوري أن الثورة اليمنية كانت ولازالت في طور الدراسة والتقييم فهي ما بين النموذج الملهم لحل توافقي حكيم نسمعه يتردد لدى الكثير من السياسيين والاعلاميين في مختلف المحافل الدولية والإقليمية كحل متاح يجنب البلاد والعباد الصدام والدمار والدماء , وكثيرا ما يتم التحدث بهذه الصيغة في وارد التداول لأزمة الثورة السورية المستعصية تحديدا, وما بين الرأي القائل باحتواء المسار السياسي للمسار الثوري وبالتالي تطويعه لما يتفق وسقف المطالب السياسية لا الثورية كما أن هناك من يقف في منزلة ما بين المنزلتين ينظر للأمور بعيني النجاح ونقيضه في ذات الوقت.. ما يجب أن يقال هنا أن عجلة التغيير دارت ولازالت تدور والثورة لازالت مستمرة باتجاه تحقيق كامل أهدافها وكقوى ثورية نحن جزء من مكونات المجتمع المتعددة نرى من خلال ثقافة الثورة صورة مستقبلية لمضمون الدولة المدنية المستوعبة للجميع ولذا نقول أن المسار الثوري والسياسي هما وجهان لعملة واحده لا ينفك أحدهما عن الآخر وبشكل عام نتمنى أن تسير الأمور بالاتجاه الصحيح الضامن لبناء اليمن الجديد.
ــ هل لمستم تجاوبا لمجلسكم ميدانيا ؟
بالتأكيد هناك تجاوب وتعاطي إيجابي مع المجلس كونه الصيغة المناسبة للم الشمل وهو ما يرحب به جميع من يفكر بمسؤولية تجاه قضايا الناس الأساسية والأمن والسلم الاجتماعي , كما أن هناك شخصيات جنوبية لها حضورها السياسي والاجتماعي أبدت تفاؤلا وتعاملا إيجابيا في التعاطي معنا , وجدنا استعدادا جيدا للعمل من خلال هذا الإطار التنسيقي الواسع والمفتوح لكل القوى والشخصيات والهيئات والاتحادات ومؤسسات المجتمع المدني بشكل عام .
- قبل أشهر تعرضت بعض الساحات للاعتداء والاحراق لخيام المعتصمين في كريتر عدن وتريم حضرموت من قام بذلك وما السبب؟
هؤلاء معروفون لدى الرأي العام في الشارع الجنوبي هم بعض القوى التي تعمل لحساب النظام السابق ومن بعض القوى التي يعكس سلوكها طبيعة المشروع الذي تريد تطبيقه .
- ما هو شكل الدولة الذي تريدونه كمجلس تنسيقي ثوري في المستقبل؟
ما يتفق مع تحقق مصالح الناس وضمان حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية وبهذا الاعتبار فإن كل الخيارات مطروحة على طاولة الحوار.
- على ذكر الحوار هل وضعتم شروطا للدخول في مؤتمر الحوار ؟
أولا نحن ننظر لمؤتمر الحوار باعتباره جزء هام من عملية المصالحة الوطنية والتسوية السياسية الشاملة وكمقدمة للإصلاح السياسي والاجتماعي وحل الكثير من المشكلات التي تعاني منها البلاد كما نصت على ذلك المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والتي هي محل توافق جميع الاطراف وبرعاية دولية وإقليمية كما نص بذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2024 لئلا ينزلق اليمن إلى الهاوية ومن هنا نقول أن الشروط الفنية والاجرائية هي التي تطرح كشروط للمشاركة في الحوار واستواء ارضيته على أسس وقواعد صحيحة ومهنية وعادلة وليس الاشتراط على نتائج الحوار نفسها بأن يتم تحديد ما الذي يجب أن يأتي به الحوار وإلا فلا حوار! إذا ما الداعي لعقد الحوار أصلا إذا كان الأمر بهذه الصورة كما تطرح بعض الأطراف حيث يتم تقديم العربة على الحصان ..نحن في مجلس التنسيق نعتبر هذا الحوار عملية هامة في مسيرة الثورة اليمنية وحل جميع القضايا وأولها وأهمها القضية الجنوبية بالطبع لعدالتها وكونها المفتاح الأساسي لحل الكثير من القضايا المحورية وضمان تماسك مشروع بناء اليمن الجديد.
- هل تؤمنون بإعادة كل ما نهب من الجنوب؟
هذه المسألة بالذات من اكبر المشكلات التي ينبغي ان يضع لها خطط وبرامج عملية ولجان متخصصة وقانونية لاستعادتها وعلينا في المحافظات الجنوبية ان نكون في أتم الجاهزية من حيث اعداد الكشوفات وقواعد البيانات اللازمة التي تحصى وتحصر بدقة كل ما سلب ونهب من الممتلكات العامة والخاصة أثناء حرب صيف 94م وما بعدها ونحن في مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية لدينا الاستعداد الكامل والكافي للتنسيق مع الأجهزة الحكومية والسلطات المحلية في تشكيل اللجان وحصر الممتلكات والشروع في البداية , الأهم أن تتهيأ الأمور ويكون هناك توجه مسنود بقرارات جمهورية للشروع في العمل نحن نرى أن حقوق ومطالب الناس يجب أن تصان وتعود ويتم تعويض المتقاعدين العسكريين والمدنيين ماديا ومعنويا كما يجب إعادة كل المعدات المصادرة والمنهوبة بما في ذلك معدات الامن والمطارات والمصانع والمؤسسات والشركات والاراضي والمنشئات الحكومية والتعاونيات ونحن واثقون تماما ان الاوضاع ستتغير وتزال كل عناصر التوتر الامني المتفشي في المحافظات الجنوبية وبالذات في هذه الايام نحن نرى أن الركيزة الأساسية لبناء مجتمع جديد راسخ المعاني والقيم يبدأ من إصلاح أوضاع الناس الاقتصادية بالتوازي مع الإصلاحات السياسية وبناء مؤسسات الدولة وهيكلة الجيش بالطبع وتهيئة الأجواء امام مشروع بناء الدولة المدنية الحقيقية.
- هل تلقيتم دعما من الرئيس عبدربه منصور ورئيس الوزراء باسندوة؟
السياق الذي تمت فيه الزيارة لرئيس الجمهورية والوزراء وقيادات سياسية مثل الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي ووزير الداخلية عبد القادر قحطان وكذلك وزير الادارة المحلية ووزير النقل ووزير الإعلام كان التعريف بالمجلس وآفاق دوره الوطني في المشاركة بحل القضية الجنوبية كما تم نقل صورة المعاناة وسوء الخدمات بل وانعدامها وبالذات انقطاع الكهرباء في موسم الصيف الشديد الحرارة في عدن والمحافظات الجنوبية عموما والتحديات الأمنية المهددة للأمن والسلم الاجتماعي وانتشار الفوضى والتي يجب العمل على التصدي لها والبدء في مشروع الاصلاحات الاقتصادية والمعيشية والخدمية حتى يتم رفع العبء عن كاهل المواطن الذي لم يستشعر أثر التغيير والثورة على حياته اليومية ما قد ينذر بمخاطر كبيرة على المدى القريب والمتوسط والبعيد وبالتالي فتح مجال أمام قوى التخريب لممارسة أنشطتها المشبوهة وأعمالها التخريبية ..أما من حيث الدعم فقد لاقينا تفهما وتفاعلا إيجابيا ومسؤولا من قبل الأخ رئيس الجمهورية والوزراء والدكتور ياسين لمشروع المجلس كونه يلبي حاجة ملحة في التنسيق بين مختلف القوى والفعاليات وهو ما يحتاجه الشارع الجنوبي بالفعل ويتطلع إليه.
- ماهي وجهة نظركم تجاه دور معارضة الخارج؟
نحن نقدر كل المواقف وكل الشركاء في العمل الثوري والسياسي والاجتماعي في الداخل والخارج ونفتح الباب للجميع للمساهمة في تقديم مشروعا سياسيا موحدا وملبيا لتطلعات الجماهير ومعبرا عن إرادتها وطموحها قد يقبل طرف ماء او لا يقبل لا يهمنا ذلك بقدر ما يهمنا راي الجماهير المتطلعة إلى ما يترجم عن احساسها المشترك بإيجاد الدولة المدنية التي ترعى مصالحنا جميعا.
- وماذا عن الحراك المسلح؟
كل إناء بما فيه ينضح..
- هناك من يقول أنكم مسيرون من قبل أحزاب معينة ولستم اصحاب مشروع؟
الاقاويل كثيرة والمستقبل كفيل بالرد على الكثير من هذه الأقوال ..لم يعد هناك مجال للمشاريع الانتهازية والغير صادقة في توجهاتها وقدراتها على لعب الدور الحقيقي المترجم على واقع الحياة العملية.. اليوم بات لدى الناس القدرة على قراءة الأمور قراءة صحيحة وفاحصة تميز من لديه مشروع ومن لا يمتلك الا ظاهرة صوتية تتبنى خطاب الإرهاب والتخوين واقصاء الآخر وإقلاق أمن وسلامة الناس وتخريب مصالحهم وممتلكاتهم ..نحن كقوى ثورية شبابية نؤمن بقدرات شعبنا الذاتية وطاقاته الحيوية المبدعة التي يعول عليها في صناعة النهضة المرتقبة بإذن الله سبحانه وتعالى ..النهضة الحضارية المتأصلة في عمق تاريخنا الزاخر بالتراث والآثار والفنون والحصون ومعالم الحياة الزراعية والصناعية المتطورة والتي تشكل إنجازا وسبقا يدل على عبقرية الانسان اليمني وقدرته على تطويع امكانات الطبيعة لخدمة الحياة المدنية والاستقرار والرخاء الاقتصادي والسياسي.
- كيف تنظرون لحالة الانفلات الأمني وتدني مستوى الخدمات في عدن ؟
في الحقيقة هناك حالة من الانفلات الأمني تعيشها عدن ومدن أخرى وأعتقد أن جملة من العوامل تقف كسبب لذلك وأهمها أن هناك من يريد لعدن وأهلها أن تدفع ضريبة سلميتها وحضاريتها وتدشينها للثورة اليمنية .. فعدن قدمت أول شهيد للثورة الشبابية الشعبية السلمية الشاب الثائر ((محمد علي شاعن)) في 16فبراير2011م وبالتالي فبقايا العائلة ومن ارتمى في أحضانهم من الجماعات المسلحة تريد أن تفشل كل الجهود الخيرة لاستتباب الأمن والاستقرار والسكينة العامة .
- لكن المستوى الخدمي أيضا يعاني سوء في خدماته ,هل السلطة المحلية والمحافظ بالذات غير قائمين بالواجب كما يجب ؟
هناك ترابط وثيق بين كل الجهات المخربة للأمن ولاستقرار والمستهدفة لتعطيل الخدمات الضرورية الحياتية للمواطنين . وقد أستبشر الناس خيرا بحدوث عملية تغير للمسئولين بعدن خصوصا محافظ المحافظة المهندس / وحيد علي رشيد لمعرفة الناس به وبإمكانياته واطلاعه بتفاصيل المحافظة ومعاناة الناس في مسكنهم وظروفهم المعيشية والخدمية الصعبة. إلا أن حجم التركة التي ورثها كانت كبيرة وحجم التآمر والتحدي كان أكبر . هناك جهات لا هم لها إلا إفشال الجهود المخلصة للمحافظ .. هناك توجه لإيصال الناس لحالة من اليأس والإحباط نتيجة سوء الخدمات الضرورية و الفلتان الأمني حتى يحن البسطاء من الناس لعهد المخلوع وينقلبوا على الثورة وانجازاتها , بل بتعبير أدق هناك ثورة مضادة تتقمص العمل السياسي تستغل حالة التسوية السياسية التي فرض وجودها داخل منظومة الحكم لتحاول من جديد الانقضاض على الثورة والالتفاف على منجزاتها ونضالات الشرفاء الأحرار وتعمل جاهدة لإعادة إنتاج أو إعادة منتجة النظام العائلي الاستبدادي بصورة جديدة وهذا واضح وضوح الشمس خاصة حين فجع الشعب اليمني عموما والمحافظات الجنوبية خصوصا وعدن بشكل أخص بتدبير الاغتيال الارهابي للواء سالم علي قطن قائد المنطقة الجنوبية رحمه الله والكثير من الحوادث هنا وهناك بأسلوب همجي يهدف إلى إشاعة الفوضى وإحداث الاقتتال وحروب العصابات لكن أملنا بالله كبير ان تستقيم الأمور بتظافر جهود المخلصين من أبناء هذا الشعب الصابر الحر المناضل.
- هناك تيار جديد للمستقلين الجنوبيين في القاهرة قيد التأسيس عبد الله ومجيد الأصنج ولطفي شطارة وشكيب حبيشي وغيرهم كما قرأنا في الصحف أثناء لقاءهم بلجنة الاتصال؟ ألا يعد ذلك مؤشرا لتعدد اللافتات باسم القضية الجنوبية وكلكم في الأخير يدعي الوصل بها دون غيره؟
أنا أعتقد أنها ظاهرة صحية وتغذية لحركة المجتمع ثقافيا وسياسيا ..المهم ان لا يصادر بعضنا حق بعض ولا يدعي أنه قيس ليلى وليلى لا تقر ..نحن كشباب المكونات الثورية المنضوية في مجلس التنسيق نفتح الباب على مصراعيه للتوافق والحوار والخروج بمشروع سياسي موحد لما يلبي الصالح العام ونتمنى أن تكون دروس الماضي حاضرة من حيث أخذ العظة العبرة وتجنيب الحاضر والمستقبل اشكاليات وجدليات الصراع والخلاف العقيم الذي يفسد ولا يصلح.. نحن نريد التعاطي الايجابي بمسؤولية أخلاقية ويكون الخلاف خلاف وجهات نظر لا يفسد للود قضية نتمنى أن يكون المستقبل واعدا بالخير ونشكركم على هذه المقابلة.