أغرب مظاهر الغش لاتحدث إلا في اليمن"صورة"
مظاهرات تطالب بالغش، واستبدال مراقبين بأقارب، واستبعاد آخرين وقفوا ضد هذه الظاهرة، وإخراج قاعات بأكملها إلى خارج المراكز الإمتحانية .. كلها مظاهر غش ومخالفات رصدت خلال امتحانات الثانوية العامة في اليمن هذا العام.
يقول مركز الإعلام التربوي الذي ينشط في مراقبة التعليم إن ما يحدث في امتحانات الثانوية العامة باليمن من اختلالات أقل ما يمكن وصفها بـ"المخيفة والمقلقة" وتستدعي وقفة جادة من المجتمع والقائمين على العملية التعليمية حتى لاتصبح المخرجات اليمنية غير مقبولة في الخارج.
المركز يكشف لـ"المشاهد" انتهاكات غش وصفها بالغريبة في ثلاث محافظات يمنية هي إب والحديدة وصنعاء، متحفظا على أسماء المدارس والأشخاص حتى لا يتم مضايقة المركز خلال تنفيذه عمليات رصد وتوثيق الانتهاكات - وفق تأكيداته.
استبدال ملاحظين بمقربين
بحسب المركز فإنه رصد أغرب مخالفات الغش في محافظة إب حيث تأكد فريق الرقابة في مركز الإعلام التربوي من قيام إدارة مركز امتحاني بالاستغناء عن ملاحظين أو مراقبين مكلفين رسميا من مكتب التربية واستبدالهم بأشخاص تربطه بهم صلة قرابة ولا ينتمون البتة للمهنة التربوية.
أحد المستبعدين من المراقبة أكد في حديثه للمركز أن سبب استبعاد المراقبين الرسميين هو التكسب المادي حيث قام رئيس المركز الامتحاني بفرض مبالغ مالية يومية من الطلبة مقابل تسهيل الغش لهم.
ويعترف طلاب بالمركز الإمتحاني أنهم يدفعون مايعادل دولارين مقابل إتاحة الغش وأن الملاحظين يقومون بالمرور على قاعات الامتحانات لجمع المبالغ المالية قبل بدء الامتحان.
ووفق موظفين في إدارة مكتب التربية بمحافظة إب فإن هذه الخروقات لايتم الالتفات لها، وربما تحدث بمباركة مكتب التربية والسلطة المحلية والمجتمع .. مشيرين إلى أن الغش أصبح هو الطبيعي وأن عدم الغش هو الشذوذ.
ومن مظاهر الغش في محافظة إب إقدام نافذين ووجهاء على نقل قاعات من داخل المراكز الامتحانية إلى خارج المراكز لكي يتسنى لهم توفير الغش الذي يريدونه لأبنائهم وتوفير الإجابة المناسبة على أسئلة الامتحانات.
ليس هذا فقط، فقد استحدث مكتب التربية بمحافظة إب لجنة تحت مسمى لجنة الطلاب النازحين في محافظة إب، حيث اتضح أن هذه اللجنة مخصصة لأولاد النافذين في المحافظة.
وبحسب المركز فإن اللجنة قامت بإدخال مدرسين قاموا بكتابة الإجابة نيابة عن الطلاب ما أدى إلى حدوث خلاف حاد وصل إلى مستوى الاشتباك بالأيدي بين رئيس اللجنة ونائب رئيس المركز وبعض الملاحظين الذين رفضوا مايجري من عبث بالإمتحانات، وعندما رفعت القضية إلى إدارة مكتب التربية بالمحافظة بادر باستبدال نائب المركز والملاحظين الذين اعترضوا على مايجري في الإمتحانات.
معلمين لحل الإختبارات
وبحسب فريق الرقابة في مركز الإعلام التربوي فإن رؤساء مراكز إمتحانية استقدموا موجهين ومدرسين للمواد الدراسية أثناء الاختبار بحسب كل مادة مع أنهم ليسوا مكلفين بالمراقبة على الامتحانات، وذلك بهدف حل أسئلة الامتحان لطلاب داخل المركز بمقابل مادي.
ومن مظاهر الاختلالات لعملية الامتحانات هي رصد طلاب دخلوا الإمتحانات نيابة عن آخرين بينهم أشخاص يدرسون في الجامعات .. ورغم اكتشاف ذلك وقيام مكتب التربية بتشكيل لجنة للتحقيق، إلا أن اللجنة لم تنفذ أية إجراءات لمعاقبة أو إيقاف ألئك الطلاب.
مظاهرة تطالب بالغش
ولا يختلف الوضع كثيرا في محافظة الحديدة الساحلية غرب البلاد، حيث تأكد المركز من حدوث اختلالات وصفها المركز بالجسيمة في امتحانات الثانوية العامة من أغربها تنفيذ وقفات احتجاجية تطالب بالغش.
ففي مديرية الجراحي التابعة لمحافظة الحديدة تحولت عملية الامتحانات إلى صراع علني بين قيادات تربوية ونافذين بهدف الغش وجني الارباح المادية من وراء ذلك.
وفي الجراحي نفسها نفذ مدرسون وطلاب وقفات احتجاجية أمام المركز الامتحاني في مدرسة أروى رافضين الدخول إلى قاعات الامتحان حتى يتم تغيير رئيس المركز الامتحاني وبعض المراقبين بحجة عدم موافقته على تقديم تسهيلات تمكن الطلاب من الغش بسهولة واريحية كبقية المدارس .
وبالفعل نجح الطلاب في إرغام مدير الاختبارات بمديرية الجراحي على اتخاذ قرار بنقل رئيس اللجنة إلى مركز آخر وإحضار آخر بدلا عنه، الا ان السابق رفض الإجراء وقدم اعتذاره وتم إعفائه من العمل في الامتحانات.
ومن الظواهر الغريبة التي كشفها مركز الإعلام التربوي لـ"المشاهد" مشاركة طلاب لم ينالوا بعد شهادة الثانوية العامة، وأشخاص من خارج السلك التربوي في مراقبة الطلاب بمراكز الامتحانات، ودفع مبالغ مالية للجان الامتحانات مقابل تسهيل إرسال الأسئلة والإجابة عبر الواتس آب إلى معلمين متخصصين خارج المراكز يقومون بحل الأسئلة وإعادتها إلى الطلاب.
وفي مديرية الضحي بمحافظة الحديدة وتحديدا في مدرسة خولة بنت الازور يقول والد الطالبة غادة محمد في الصف التاسع إن ابنته عادت إليه من أحد الامتحانات وهي في حالة نفسيه سيئة، والسبب هو إرغامها من قبل مشرفة لجنة الامتحانات على حل الاسئلة لزميلاتها في قاعة الامتحان.
ووفق والد الطالبة فقد طلبت المشرفة من ابنته أن تقوم بتمرير إجابتها على الطالبات، فلما رفضت غادة وانفجرت باكية في قاعة الامتحان قامت الملاحظة بتوجيه ألفاظ نابية نحوها وتهديدها بشطب دفتر اجاباتها.
تم تقديم شكوى رسمية بالمشرفة - وفق والد غادة - إلى مكتب التربية والتعليم والذي بدوره اكتفى بإعفاء المعلمة من مواصلة عملها في المركز دون اتخاذ أي إجراء عقابي.
امتحانات بعد الوقت
وفي صنعاء التي يتواجد بها مقر وزارة التربية والتعليم رصد المركز التربوي مخالفات امتحانية أبرزها السماح لطلاب في مدرسة بغداد دخول الإمتحان بعد مرور نصف الوقت، حيث قامت إدارة اللجنة في المركز بالتواصل مع المنطقة التعليمة التي بدورها وجهت بقبول دخول الطلاب والسماح لهم بالإمتحان.
وتأكد فريق مركز الإعلام التربوي من قيام مجاميع مسلحة باقتحام مراكز امتحانية في صنعاء مما أحدث الهلع والرعب لدى الطلاب والملاحظين تحت مبررات توفير الأمن لهذه المراكز.