حرب التحالف "الجديدة" على صنعاء
ركز التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قصفه للجسور المؤدية إلى العاصمة صنعاء بعد انتهاء المفاوضات اليمنية في الكويت في السادس من أغسطس الحالي دون تحقيق أي تقدم.
وأسفر استهداف غارات التحالف العربي للجسور المؤدية لصنعاء خلال الأسبوع الماضي عن تدمير الجسور الرئيسية الواصلة بين صنعاء والحديدة وحجة وذمار وتعز وعمران.
وبلغ عدد الجسور التي تم تدميرها منذ استئناف غارات التحالف على صنعاء خمسة جسور رئيسية أبرزها جسر الدرجة الواصل بين الحديدة وصنعاء، وجسر باب الشقة الذي يربط الحديدة بالمحويت وصنعاء، وجسر نقيل يسلح الذي يصل بين صنعاء وذمار وتعز وجسر وادي مور بمحافظة حجة شمال صنعاء وجسر آخر في عمران.
وتخضع العاصمة اليمنية صنعاء لسيطرة الحوثيين الذين قادوا انقلابا بالتحالف مع الرئيس المعزول علي عبدالله صالح في 21 سبتمبر 2014م.
وفي 26 مارس 2015 أعلن تحالف عربي من عدة دول تقوده السعودية عملية عسكرية أطلق عليها "عاصفة الحزم" لإعادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي.
ووفق قيادة التحالف العربي في اليمن فإن عملياته العسكرية تمكنت من استعادة 75% من الأراضي اليمنية، فيما لاتزال العاصمة صنعاء ومدن رئيسية أخرى خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
تأثير "بسيط"
ورغم استهداف غارات التحالف العربي بقيادة السعودية للجسور المحيطة بصنعاء مؤخرا إلا أن سوق الغذاء يشهد استقرارا سعريا إلى حد ما، ولم يتم رصد تغيرات سعرية كبيرة في الأسعار داخل صنعاء.
وبحسب تاجر الجملة (مارب علي) فإن أسعار السلع الغذائية ارتفعت بنسبة بسيطة جدا تراوحت مابين 100 إلى 150 ريال لأسعار القمح والدقيق والسكر والأرز أي مايعدل نصف دولار أمريكي.
ويضيف لـ"المشاهد": "التجار تمكنوا من إدخال كميات كبيرة من السلع الغذائية إلى صنعاء خلال الأشهر الماضية، لذا فإن تأثير قطع الجسور عن العاصمة صنعاء لن يكون له تأثيرا مباشرا وربما ترتفع الأسعار تدريجيا".
وعن تأثير قصف الجسور على عملية نقل السلع الغذائية إلى صنعاء يقول إن التأثير "بسيط" وأنه يتم نقل السلع عبر طرق ترابية يتم استحداثها بعد قصف تلك الجسور، لكنه يؤكد أنها تتسبب في تأخير وارتفاع كلفة نقل المواد الغذائية من الميناء نظرا لسلوكهم طرقا ترابية طويلة ووعرة.
استغلال سلبي
ويثير إقدام قوات التحالف العربي على قطع الجسور حالة من التذمر الشعبي لدى المواطنين، فيما يتم استغلالها إعلاميا من قبل جماعة الحوثي وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح لإثارة السخط ضد عمليات التحالف في اليمن، حيث يتم إظهار الحرب التي يقودها التحالف بأنها حرب تدميرية فقط لليمن وأن مبررة إعادة الشرعية ليس إلا شماعة لممارسة هدفها في التدمير.
وتؤكد قوات التحالف العربي أن هدفها من قصف الجسور الواصلة إلى صنعاء هو قطع الإمدادات التي تصل جماعة الحوثيين أو التي ينقلها الحوثيين من صنعاء إلى جبهات القتال مع الجيش الوطني الموالي للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.
وبحسب مراقبين فإن تأثير قطع الجسور عسكريا يظل غير مجد مالم يتبعه تقدم عسكري سريع على الأرض، حيث يسارع الحوثيون إلى استحداث طرق ترابية لنقل آلياتهم العسكرية وإمداداتهم إلى مناطق القتال الملتهبة.
وأعلن التحالف العربي بقيادة السعودية أنه سيبدأ عملية إعادة إعمار لما خلفته الحرب عقب إعادة الشرعية اليمنية إلى صنعاء.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها