"واشنطن بوست": لا نهاية للحرب في اليمن
تطرّقت صحيفة "واشنطن بوست" إلى "إعادة تسليح السعودية" من قبل الولايات المتّحدة الأمريكية، على "وقع استئناف الغارات" في اليمن، رغم المحاولات الجارية لوقف إطلاق النار. صفقة الأسلحة بين الرياض وواشنطن، المعلن عنها قبل أيام، بقيمة تقارب 1.5 مليار دولار، والتي تشمل بيع دبابات ومدرّعات وتقديم خدمات الدّعم الاستشاري، تعدّ "صفقة كبرى" في سياق "تحالف يعود لعقود"، وعلى وقع إعادة الرياض الزخم لحملتها الجوية ضد "المتمردين الحوثيين"، بحسب الصحيفة.
وتابع تقرير الصحيفة مسلطاً الضوء على مشتريات المملكة العربية السعودية من المعدات وخدمات الدعم العسكري، حيث بلغت قيمتها خلال العام الماضي حوالي 20 مليار دولار، معتبراً أن "هذا، وما هو أكثر منه بكثير، وضعته الولايات المتّحدة بتصرّف الحرب الشرسة التي يشنّها الجيش السعودي ضدّ الميليشيات الشيعية في اليمن".
وفي هذا السياق، قدّم معدّ التقرير، ماكس بيراك، الطائرات الحربية، أمريكية الصنع، والقنابل العنقودية، المحظورة دولياً من قبل 119 دولة، كأحد أوجه دعم واشنطن للرياض، جنباً إلى جنب مع ما يقدم للمملكة، أسوة بحلفائها في الخليج، من قبل حليفتهم، سواء على صعيد الدعم الاستخباراتي، أو على صعيد أنظمة توجيه الأسلحة، وخدمات وتقنيات التزوّد بالوقود جوّاً. وفي خضمّ الحديث عن إحدى الغارات المنسوبة لـ"التحالف" السعودي، وهي غارة ضربت مصنعاً للبطاطس الثلاثاء الماضي، وأسفرت عن سقوط 14 مدنياً، اعتبر بيراك أن "السعوديين تسبّبوا بمقتل المئات من المدنيين منذ بدء الحرب"، بحسب تقارير أممية حمّلت الرياض المسؤولية عن مقتل 60 % من ضحايا الحرب من المدنيين، شارحاً أن اليمن، يمضي نحو الانهيار، بناءً على ما تظهره الإحصاءات من أن حوالي 21 مليون مواطن يمني، من أصل 24 مليوناً، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، فضلاً عن تشرّد نحو 2.4 مليون شخص. كذلك، لم يغب عن بال بيراك، أن يلفت إلى الاتّهامات الموجّهة إلى المملكة العربية السعودية، من قبل منظّمة العفو الدولية، و"هيومن رايتس ووتش"، بارتكاب "انتهاكات منهجية جسيمة لحقوق الانسان"، وأن يشير إلى إدراج الأمم المتّحدة للمملكة على لائحتها السوداء، قبل أن تتراجع المنظّمة الأممية عن تلك الخطوة بفعل ضغوط، سياسية ومالية، مارستها الرياض، وصفها أمين عام المنظّمة، وقتئذ، بـ"غير المبررة". توقّف الكاتب عند نقاط تفوق "التحالف" السعودي في مواجهة "الحوثيين"
وبالعودة إلى مشاهدات مراسل "واشنطن بوست"، سودارسان راغافان، في اليمن، خلال يوليو المنصرم، ومساهمته في وصف "صورة تقشعرّ لها الأبدان" لدور واشنطن "الهادىء" في "القتل" و"التدمير" هناك، رأى بيراك أن دعوات بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي، وعدد من المنظّمات الحقوقية الدولية لحظر بيع الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية قد "ذهبت أدراج الرياح"، مذكّراً بتصويت الكونغرس الأمريكي في الآونة الأخيرة لصالح مواصلة بيع الأسلحة إلى الرياض (بشرط عدم وصمها بأي عبارات تشير إلى بلد المنشأ)، بعد شهر من قيام الرئيس باراك أوباما، في شهر مايو، بفرض حظر على توريد المزيد منها إلى الدولة الخليجية.
وزاد بيراك أن تقديرات الكثيرين تذهب إلى أن الدعم الأمريكي "الثابت للتحالف السعودي نابع من الرغبة في إراحة وتهدئة (المخاوف) بعد توقيع الولايات المتّحدة، وغيرها من القوى الكبرى، اتّفاقاً مع إيران، غريم السعودية الطائفي والإقليمي"، فضلاً عن تفضيل واشنطن المضي قدماً في ضرب تنظيم "القاعدة" في اليمن، الذي يراه المسؤولون الأمريكيون الفرع القاعدي "الأشدّ خطراً". كما توقّف الكاتب عند نقاط تفوق "التحالف" السعودي في مواجهة "الحوثيين"، والمتمثّلة أساساً في التفوّق الناري، لا سيما جوّاً، على الرغم من القول أن حملة "التحالف" عانت "تخبّطاً"، من نوع معين، في وقت أثبت فيه "الحوثيون" "مرونةً غير متوقّعة"، دون أن يتمكّن هؤلاء من تحقيق الفوز في بيئة معارك مدنية، بفعل "الغارات العشوائية" لطيران "التحالف"، التي أقرّ "التحالف" بأن بعضها جاء على نحو خاطىء، متذّرعاً بوجود "خلل" أو أخطاء في المعلومات الاستخباراتية لديه، علماً أن تلك الأخطاء المشار إليها تعدّ أقلّ بكثير عما ترتكبه الولايات المتّحدة من أخطاء في "سيناريوهات مشابهة"، وفق تعبير "واشنطن بوست".
وفي نهاية المطاف، عرّج بيراك على الشعارات المعادية لكلّ من أمريكا وإسرائيل والسعودية، المنتشرة بكثرة في مختلف أرجاء العاصمة اليمنية، الخاضعة لسيطرة "الحوثيين"، معتبراً إياها تبعث على التشاؤم والقول أنه "لا نهاية للحرب في الأفق".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها