مقارعة القاعدة ومواجهة الانقلاب معادلة التحالف العربي الصعبة في اليمن
يبدو أن التحالف العربي بصدد تحقيق نجاح في التوفيق بين مهمتي مواجهة تنظيم القاعدة ومقارعة قوى الانقلاب.  العرب عدن (اليمن) - يرى مراقبون أنّ مواصلة التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية، توجيه جزء من مجهوده الحربي في اليمن لمقارعة تنظيم القاعدة رغم تصاعد المواجهة ضدّ الانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مأتاها نظرة قيادة التحالف إلى استقرار اليمن باعتباره كلا لا يتجزّأ، وهدفا لا يمكن تحقيقه سوى بحرب شاملة على عوامل تهديده سواء تمثلت بتمرّد جماعة أنصارالله الحوثية على الشرعية أو بمحاولة الجماعات المتشدّدة استغلال الظرف اليمني لبسط سيطرتها على بعض مناطق البلاد. ويبدو التحالف العربي بصدد تحقيق نجاح في التوفيق بين مهمتي مواجهة تنظيم القاعدة ومقارعة قوى الانقلاب. وبينما أرهقت ضربات طيران التحالف قوات الحوثي وصالح مفسحة المجال أمام القوات الموالية للشرعية لتحقيق مكاسب هامّة على الأرض، أجبر الضغط الشديد المسلطّ من قبل قوات التحالف ذاته تنظيم القاعدة في اليمن على تغيير استراتيجيته من الهجوم إلى الانكماش والدفاع في محاولة لتجنّب حملة شعواء تشنها عليه تلك القوات بالتعاون مع قوات يمنية بشكل متزامن في عدّة مناطق بجنوب اليمن في مسعى لاجتثاثه. واضطر التنظيم أخيرا للانسحاب من مدينة عزان بمحافظة شبوة في جنوب اليمن بعد سلسلة غارات نفذها طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، وتمت استنادا إلى معلومات دقيقة تمّ جمعها عن طريق عمل استخباراتي منهجي على الأرض. وبدأ التحالف عملياته في مارس 2015 دعما لقوات الرئيس عبدربه منصور هادي في مواجهة المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وفي الأشهر الماضية وسّع التحالف من استهدافه ليشمل تنظيمي القاعدة وداعش اللذين استفادا من النزاع بين الحكومة والمتمردين لتعزيز نفوذهما في جنوب البلاد. وقال مسؤول أمني يمني لوكالة فرانس برس “انسحب مقاتلو تنظيم القاعدة من مدينة عزان، ثاني أكبر مدن شبوة، بعد أربع غارات للتحالف العربي استهدفت، الاثنين، تجمعاتهم في المدينة”. وأوضح المصدر وسكان محليون أن عناصر التنظيم بدأوا عند منتصف ليل الاثنين الثلاثاء بالانسحاب في مركباتهم وآلياتهم العسكرية. وقال أحد السكان إن عزان “أصبحت خالية من تنظيم القاعدة”، موضّحا أن عناصر التنظيم انسحبوا باتجاه مناطق تقع إلى الشمال من المدينة. ويسجل التنظيم حضورا لافتا في محافظة شبوة، وخصوصا مدينتي الحوطة والصعيد. وكانت القوات الحكومية اليمنية المدعومة من قوات خاصة سعودية وإماراتية، قد تمكنت في أبريل الماضي من استعادة مدينة المكلا ومناطق أخرى في ساحل حضرموت بعد أن ظلت تحت سيطرة تنظيم القاعدة لقرابة العام
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها