رئيس رابطة علماء ودعاة عدن يشيد بالمقاومة ويؤكد: أن استهداف العلماء والدعاة هو نهج شريعة الطغاة
أكد رئيس رابطة وعلماء عدن الشيخ عمار بن ناشر العريقي أن لعلماء الشريعة عند الله وعند عباده مكانة رفيعة؛(يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ).ذلك لأنهم الواسطة الكرام بين الله وخلقه في تبليغ الأحكام (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ).
وأضاف الشيخ عمار العريق ان:"العلماء والدعاة هم المرجع للناس عند استحكام الجهل و الشهوات والشبهات والفتن والأزمات (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ).
وتابع حديثه:"وبالرغم من كونهم غير معصومين من الأخطاء إلا أنهم يبقون بعموم نص الحديث الصحيح (ورثة الأنبياء ).فهم ليسوا ورثتهم فحسب في التعليم والعبادة، بل وبواجب الإصلاح العام والقيادة.
ولذلك فهم يحظون بمحبة الناس لهم وقبولهم ؛كونهم أقرب إلى الثقة والمصداقية والقدوة والاتباع من كثيرين من ساسة السوء الذين يلخصون السياسة الحكيمة في تعاطي الظلم والجريمة.
وكلاء الأعداء في استهداف رموز المقاومة والفكر والعلماء (ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس )
فانظر كيف قرن بين قتل العلماء والأنبياء كما قرن شهادته تعالى بشهادتهم في أعظم شهادة وشاهد ومشهود (شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وأولوا العلم )
ولذلك قال الإمام الغزالي (لولا العلماء لكان الناس كالبهائم )وذلك حين نراهم يجمعون بين العلم والعمل والصلاح والإصلاح والتعليم والتوعية والإغاثة والتربية والعبادة والقيادة والشأن السياسي والجهادي.
فهم صمام الأمان وربان سفينة الإسلام و الأمة يقودونها مع ولاتها الصالحين بعلم وثبات وحكمة كما كان ابن تيمية والعز بن عبدالسلام والخطابي والكواكبي وعمر المختار والنورسي وابن باديس وابن عبدالوهاب اقتداء بسلفها الأخيار في مواجهة فتن الجهل والظلم والاستعمار .
.الأمر الذي يجعل المؤامرات عليهم كثيرة، ويجعل مسؤوليتهم لجمع كلمتهم وتحرير أوطانهم من هيمنة أعدائهم و مواجهة الحملات المستهدفة لهم أمنيا وإعلاميا كبيرة. (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك )( يثبتوك ) وهو السجن والاعتقال. (ويقتلوك ) هو ما يجري لهم عادة لأجل صدعهم بالحق من اغتيال؛ ذلك أن الأهداف الكبيرة للمجرمين بذلك هي القضاء على مصالح الشعب والوطن والقيم والدين باستهداف قدوتها المصلحين.
نعم فإن هذه الأمة ولادة و دين الله محفوظ؛ لكن بحفظ رجاله ،كما قال صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر مشيرا إلى أصحابه (اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض بعد اليوم ).
وأما قوله (أو يخرجوك ) فهو ما يلقاه النازح من ألألم النفسي بالنفي والتغريب والتشريد بعيدا عن أرضه وأهله.
وكثيرا ما قرن تعالى عذاب التشريد بالقتل في مواطن كثيرة كما في الآية السابقة وكما في قوله (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ).
ولذلك كانت الهجرة عبادة شاقة اضطر اليها الأنبياء كما قصه تعالى في القرآن عن إبراهيم ولوط وموسى ومحمد وغيرهم عليهم الصلاة والسلام. وأمر بها الصحابة الكرام في الهجرتين إلى الحبشة والهجرة إلى المدينة فرارا بالنفس والدين خوفا من الفتن. وهي واجبة ليست فحسب من دار الكفر إلى دار الإسلام. بل بمفارقة دار الظلم إلى دار العدل أيضا .حيث علل صلى الله عليه وسلم الأمر بالهجرة إلى الحبشة بقوله (فإن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد ) وكان ملكها النجاشي حينها نصرانيا. وأمر تعالى المستضعفين في مكة الذين لا يقدرون على ممارسة الدعوة أو الشعائر التعبدية بالهجرة في قوله(ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها )؟.
واعتبرت الآية غير المهاجرين مع القدرة عليها (ظالمي أنفسهم ) (فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا)
وتأمل الترغيب في قوله (أرض الله واسعة ) وكذا الإطلاق حيث أطلق الأرض ولم يقيدها بالإسلام. كما لم تكن في الأرض حينها أرض إسلام؛ إذ القصد منها كما في الآية هو الخروج من دار الظلم والاستضعاف اذا خاف الفتنة وعجز عن العبادة والدعوة .
وفي هذا رد على اتهام المغرضين لبعض الدعاة بالفرار عن أداء واجب المقاومة بحمل السلاح، وغاب عنهم أن الجهاد لا ينحصر بالعسكري فهو يشمل المالي والعلمي والإعلامي.
بل قدم المالي عليه في كل آيات القرآن (وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ) إلا في آية واحدة هي آية البيعة الواردة في سورة التوبة /111.
ولا يخفى أن حاجة المقاومة للجهاد بالمال أهم بكثير غالبا من الجهاد بالنفس لما يتوفر به من ضروريات الغذاء والعلاج الصحي والعتاد العسكري وإعداد الرجال أنفسهم.
والصدقة -كما في الصحيح- برهان .فكم من يضحي بنفسه لكن قل من يجود بماله .بل قد يجود بالنفس لأجل الحمية والذكر و المنصب والمغنم والمال !.كما وقل أن يتوفر الأطباء والاعلاميون الشجعان الذين يغطون المعارك بغير سلاح ويكون نفعهم أكبر.
وتأملوا قوله (في سبيل الله ) يا دعاة القومية والعصبية !!.
وكذا قدم الجهاد العلمي والإعلامي في قوله لشاعره حسان (اهجهم أو هاجهم وروح القدس معك ) متفق عليه وفي رواية (اللهم أيده بروح القدس فانه ينافح عن نبيك ) كما قال تعالى عن عيسى عليه السلام (اذكر نعمت عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس )يعني جبريل عليه السلام.
وقال أيضا (إنه لأشد عليهم من رشق النبل)رواه مسلم.
وسمى رد الشبهات جهادا كما في قوله (جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ) ومعلوم أن جهاد المنافقين يكون بالحجة والبرهان لا بالسيف والسنان.
وأطلق كل صور الجهاد بقوله (وجاهدوا في الله حق جهاده) ولا يخفى أن تأثير العالم المقاوم بفتواه وخطابه العلمي والإعلامي أهم بكثير من مجاهد بنفسه لاسيما إذا لم يكن ذا خبرة قتالية متميزة ولذلك فإن الأعداء يستهدفون الإعلاميين والدعاة والمفكرين والتجار والسياسيين الشرفاء الأحرار أكثر مما يستهدفون عامة المجاهدين الباذلين أرواحهم في سبيل الله .
مع إشادتنا بفضل كل صور المقاومة الشرعية وكلها يكمل بعضها بعضا فجزاهم الله عن الإسلام والأوطان خير الجزاء.
أقول هذا بيانا لما أعتقده من أحكام شرعية مهمة وردا عن مطاعن المغرضين الطاعنين بالسوء في علماء الأمة اللهم رد كيدهم في نحورهم واجعل دائرة السوء عليهم وانصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين ودعاتك الناصحين والمصلحين يا رب العالمين".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها