12 ثانية لـ "أردوغان" و10 دقائق لـ "هادي" غيروا بهما خريطة المنطقة
هناك رسالة يجب أن يعيها هادي جيدا وهي أن القرارات الرئاسية التي تنطلق من غرف النوم أو الفنادق لن تكون ذات جدوى أو تأثير على المشهد السياسي , بعكس القرارات التي تنطلق من القائد وهو في أرض المعركة أو بين أظهر الشعب . هادي طيلة السنوات الماضية وهو يجر الفشل بأذياله ويصاحبه أينما ما حل وارتحل , لكنة ثمة مواقف يمكن الثناء بها على هذا الكائن كان أخرها زيارته بمحافظة لمأرب .
نحن نعلم أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إستغرق 12 ثانية لقلب موازين المؤامرة وإعادة نصابها للشعب .
مغيرا بذلك مسار الشعب التركي ومستقبلة السياسي والعسكري لقرون قادمة عبر مكالمة مجانية عبر تطبيق فيس تايم .
وتحول منفذو الإنقلاب بين عشية وضحاها إلى خونة لا يقدر أحدهم النظر إلى عيون أبناءة .. أحدهم يعترف .
12 ثانية أطاحت بأكثر من 40 مليار رصدت للساعات الأولى لدعم الإنقلاب في تركيا وتبخرت , وأمسك أردوغان بدفة السفينة ليقود أقوى عملية تنظيف للدولة التركية.
وعطفا على إسقاط خطابات الزعماء ودورها في إفشال المؤامرات والإنقلابات نتذكر مكالمات الرئيس هادي المباشرة مع الشعب اليمني من مأرب ومن خلال عشر دقائق ظهر بها على وسائل الإعلام محاطا بقادة جيشه ورجال دولته , ومن خلال زيارة أكثر من عاجلة أستمر قرابة ثلاث ساعات , أستطاع من خلالها الإطاحة بكل المخططات القذرة التي تم الترتيب لها في أروقة الأمم المتحدة والغرف المغلقة في السفارات الغربية لدعم الحوثيين وإشراكهم في العملية السياسية وإدارة الدولة في المرحلة القادمة .
خطاب هادي .من مأرب.. . أعاد الحوثيين والمخلوع إلى مرحلة الصفر , وتحولت كل الانتصارات السياسية التي كان يهلل لها قادة الإنقلاب في مباحثات الكويت إلى سراب .
من عجائب القدر أن الحوثيين عبر إعلانهم للإنقلاب رقم 2 عبر ما يسمى باللجنة الثورية العليا ومن خلال أدبياتهم وخطابتهم في الدعوة لعقد مجلس النواب برئاسة الشيخ يحي الراعي للبت في قبول إستقالة هادي بهدف نزع الشرعية الدستورية منه أمام المجتمع المحلي والدولي أو شرعنة انقلابهم, ودعوتهم إلى إنتخابات نيابية ورئاسية عاجلة فهل ينتظر هادي هذه اللحظة.
أعتقد أن صدور قرار جمهوري عاجل من الرئيس هادي و بحسب صلاحياته الدستورية والقانونية بحل مجلس النواب والدعوة إلى إنتخابات برلمانية ورئاسية فور الانتهاء من تحرير العاصمة صنعاء ستكون ضربة معلم .
وبهذه الخطوة أيضا يمكن أن يوجه ضربة قاضية مجددا للمخلوع وللحوثيين , خاصة وهم يعيشون لحظات استثنائية وقناعات غيبية بشرعية هادي , لكنهم يجحدونها ظلما وعلوا وغرورا ويسابقون الزمن لنزعها منه.
صدور قرار جمهوري بهذا الحجم الرائع يحتم على الرئيس هادي أن يعلن عنه من داخل الجمهورية سواء من عاصمة المقاومة الشعبية مأرب أو العاصمة الاقتصادية عدن أو العاصمة السياحية سقطرى .
علمتنا الانقلابات أن الدقائق الأولى من أي مؤامرة قد تغير مسار الأمة نحو الحياة والاستقرار والتنمية أو تقودنا نحو حروب أهلية وصراعات لعقود .
على هادي أن يحزم حقائبه فورا للعودة إلى أرض الوطن .. فكل الناس تنتظر عودته وقراراته الرئاسية و إداراته لعمليات التحرير باب فرض عين عليه الآن قبل غد وعلية أن يتعظ من مسيرة الفشل التي قادنا بها إلى هذه المحطة المؤلمة من تاريخ اليمن
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها